|
قوات الزبير بشير طه تحذر شباب المسلمين من الأحتفال بعيد المسيح عليه السلام
|
زهير السراج
في مناظيره اليوم
طوارئ عيد الميلاد
* الدكتورة كاثرين موزلي رئيسة قسم الدبلوماسية العامة بالسفارة الأميركية بالخرطوم أقامت حفل استقبال أمسية الاربعاء الماضي بمقر إقامتها بمناسبة عيد الميلاد المجيد دعت اليه بعض رجال الدين المسيحي والاسلامي.. فلبوا الدعوة واستمتعوا بأمسية طيبة في ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام، لا فرق بين مسيحي ومسلم، أو أبيض وأسود. * وفي مكان آخر تُنصِّب سلطات الشرطة نفسها مشرعاً وحاكماً وتحذر شباب المسلمين - كما جاء في صحيفة «الخرطوم» الغراء بتاريخ 20 ديسمبر 2005م بالصفحة الاولى بقلم الزميل أكرم محمود - من مغبة الطواف بالشوارع والمناطق العامة الى وقت متأخر في ليلتي الكريسماس ورأس السنة، وتستثني المسيحيين..!! * ولا أحد يدري من الذي أعطى الشرطة هذه السلطات التشريعية لتصنيف المواطنين على أساس الدين، بينما الدستور الانتقالي ينص بكل صراحة ووضوح أن المواطنة هى أساس الحقوق والواجبات، وليس الدين أو الجنس أو اللون أو اللغة أو الانتماء الجغرافي. * واذا تجاوزنا الدستور.. فهل هنالك قانون يمنع الناس، شباباً كانوا أم شيوخاً من التواجد بالأماكن العامة في أى وقت من اليوم، نهاراً أو ليلاً؟ أم ان الشرطة صارت تشرّع القوانين على مزاجها، ثم تمارسها على الناس، بدون أن يعطيها أحد هذا الحق؟.. وكيف يُعاقَب مواطن بدون قانون، أم أن الشرطة صارت هى القانون المسلط على رقاب الناس وحرياتهم الشخصية، تفعل ما تشاء وقتما تشاء وكيف تشاء..؟!! * وكيف ستميِّز الشرطة بين المسيحي والمسلم؟ هل ستقف في الميادين العامة والأندية تسأل الناس عن ديانتهم ثم تتصرف معهم وفقاً للاجابة؟.. وهل هنالك قانون يعطي الشرطة الحق في سؤال الناس عن ديانتهم؟ * إن الناظر والمراقب لسلوك جهاز الشرطة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ووضع بروفيسور الزبير بشير طه على قمة وزارة الداخلية، وهو الذي كان على رأس المجاهدين في يوم من الأيام، وعرف بالتزمت الشديد، لا يطمئن على حريات الناس الشخصية وحقوقهم.. وقد أثبتت الأيام الماضية أن الخرطوم قد تحولت الى ثكنة عسكرية، تحكمها وتتحكم فيها قوات الشرطة، تجوب شوارعها وأحياءها بالعربات المدججة بالسلاح، وتمارس استعراضات القوة، وتهاجم أسواقها وتبث الرعب في قلوب المواطنين بدون مبرر، وهى تعتقد أن هذا السلوك الغريب هو الذي سيحقق الأمن، ويفرض هيبة الدولة، ويحكم قبضة الانقاذ على السلطة.. ولكنها واهمة، ففرض الأمن وهيبة الدولة والبقاء على كرسي الحكم، ليس بالاستعراضات المسلحة، ولا بصفافير الانذار.. أو بالحد من حقوق الناس وحرياتهم الشخصية، وإنما بتحقيق قيم العدل والسلام الاجتماعي واحترام حقوق الناس وحرياتهم. * الانسان الخائف أو الجائع أو المظلوم.. لا تخيفه بندقية، ولا إمام مسجد تستضيفه سلطات الشرطة وتعرض عليه بعض الأفلام والتقارير عما أسمته انهيار الأخلاق في المجتمع أو فساد بعض الصغار، فيفتي بقطع الناس من خلاف وصلبهم.. وهو عاجز خائف عن مواجهة فساد الكبار الذي وضع السودان في حضيض قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم بجدارة وامتياز. * دكتورة موزلي تجمع أئمة المسحيين والمسلمين في منزلها وتؤلف بين قلوبهم، وقوات الزبير بشير طه تحذر الشباب المسلمين من مغبة الاحتفال بعيد السيد المسيح عليه السلام، وأقول رغم أنف المتطرفين والمتزمتين.. «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».
|
|
|
|
|
|
|
|
|