|
|
 كلمة الأستاذ. علي عثمان محمد طه في ملتقي المستثمرين العرب و الأجانب في ودمدني
|
:
--------------------------------------------------------------------------------
السودان يفتح قلبه للمستثمرين العرب
المصدر: الرأي العام
خاطب الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية بمدينة ودمدني صباح أمس الجلسة الافتتاحية للملتقى الاستثماري العربي الأول، الذي يشارك فيه أكثر من (50) من المستثمرين ورجال الأعمال من ( دول عربية. وقدم طه في كلمته رؤية تفصيلية للواقع الاقتصادي وآفاق الاستثمار في السودان، محدداً أهم الموجهات للأجهزة التنفيذية المختصة حول كيفية إنفاذ سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار وفتح الأبواب بشكل خاص أمام المستثمرين ورجال الأعمال العرب. وفيما يلي نص كلمة نائب رئيس الجمهورية:-
--------------------------------------------------------------------------------
حينما كانت الأوضاع تحيط بنا حصاراً ومدافعة وحرباً برغم تلك الظروف المضطربة لم تتقطع الأوصال بيننا وبين إخوتنا وأشقائنا العرب فلابد من كلمة شكر واعتراف بالجميل وقد وقف الإخوة العرب المستثمرون ورجال الأعمال الى جانب أشقائهم في السودان في أشد الظروف حلكة وسواداً ويوم أغلقت المصارف الدولية في وجوهنا وتوقفت الدول عن منحنا القروض والمنح وانقطعت سبل التواصل الاقتصادية بيننا وبين سائر المؤسسات الدولية، وقف الى جانبنا أشقاؤنا العرب وجاءونا ووقفوا معنا لتوفير السماد ومدخلات الإنتاج في مشروع الجزيرة ولم تكن في خزانة السودان يومها ولا في أرصدة بنك السودان ولا ودائعنا في المصارف الدولية ما يغطي ذلك أو جزءاً بسيطاً منه وبفضل هذا التآزر وبفضل هذه الوقفة ذات الشهامة والمروءة العالية وبفضل تصميم أهل السودان ووضوح الرؤية أمامهم وبتوفيق من الله الذي يسوق ذلك كله أمكن أن ننتقل من خانة الحصار والحرب والقطيعة الى رحاب السلام والاستقرار وأبواب التعاون الراسخ فأنتم أيها الإخوة الأشقاء تدخلون اليوم الى السودان ليس بنافذة ضيقة هي نافذة الاستثمار الموحدة التي تقتضي فيها المعاملات فهذا تعبير مجازي ولكن أنتم تدخلون الى السودان من أوسع أبوابه قلب أهل السودان المفعم بالحب والمحبة والمودة والاعتراف بالجميل والتطلع لغد مأمول لأمة قوية وناهضة بفضل تعاونها ووعي شعوبها وحسن توظيفها لمواردها وحسن اختيارها لأولوياتها النافعة لأبنائها جميعاً.
السودان اليوم يفتح لأشقائه العرب ليعقدوا معه شراكة نافعة كانت صورة السودان اثر مشكلات وكوارث وبرغم قتامة الصورة وقتها واستعارها للصورة الإنسانية التي تدفقت حارة أيضاً فيما لم يبخل علينا الأشقاء العرب في كوارث الطبيعة أو كوارث الإنسان فكانت تصلنا طائرات الإغاثة وقوافل الدعم وصور التعبير والتضامن ولكن كل ذلك اليوم بفضل الله نضعه خلفنا ونستقبل مرحلة جديدة برسم صورة إيجابية يشتركون في رسمها وتأكيدها وفي إبراز ملامحها.
السودان في مرحلة ما بعد السلام هو سودان الجد وتشمير ساعد العمل والصورة التي رسمت أمامكم هذا الصباح من خلال هذا العرض المنظم الذي نشكر عليه إخوتنا في ولاية الجزيرة والشئ من معدنه لا يستغرب فقد عرفت الجزيرة بمبادراتها وثقلها وامتداد بصرها الى المستقبل والى طرح المبادرات التي تحرك العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ولعلكم في ما جمعتم من معلومات في هذا الموقع الذي تجتمعون فيه بود مدني أنها المدينة التي انطلق منها نور الثقافة في السودان وشرارة الحركة الوطنية التي أثمرت الاستقلال والكرامة فأنتم تستظلون الى دوحة ظليلة وارفة الثمار إن شئتم موارد غنية في أرض بكر خيرة معطاءة وماء سلسال ينساب عذباً يغذي هذه الأرض فيخرج خير ثمرات الأرض وإن شئتم موارد طبيعية متنوعة وإن شئتم شعباً مضيافاً كريماً وقيادة واعية جادة تدرك ما تريد علينا أن نؤسس لهذه الشراكة النافعة التي تخدم مصلحتنا المشتركة وننظر بتأسيسها على قواعد ثابتة راسخة أبدأها بالإشارة الى وجوب الاهتمام بالوضع والشفافية في كل ما نأخذ وندع. ولابد أن تكون الأمور واضحة والقوانين جلية محددة والإجراءات والنظم معلومة فلا حاجة لمستثمر أو رجل أعمال أن يدع الباب ويدخل من النافذة الخلفية فلا مجال في تجاوز للإجراءت والإفساد فيها ولا تعطيل من أجل تحقيق مصلحة خاصة ولعل هذا أول ما أوصى به أخي الكريم والي الجزيرة وإدارته الاقتصادية فلن تنعقد شراكة نافعة إلا إذا كانت الأمور تدار تحت الشمس وبوضوح كامل وشفافية ولكم أن تطمئنوا الى ذلك وليس ذلك على مستوى الولاية ولكن على مستوى وزارة الاستثمار الاتحادية ومستوى رئاسة الجمهورية فحقوقكم محفوظة وإجراءاتكم مصونة وأى تقصير أو تطاول أو إبطاء فكل الأجهزة على استعداد لتصحيح المسار لحماية الحقوق وتأمين الشراكة النافعة والعنصر الثاني الذي تقتضيه الشفافية والوضوح أن تكون الإجراءات مباشرة ومبسطة بلا تقييد وأن تكون الإدارات منسقة بلا تداخل أو تقاطع وأن تتصل بالقاعدة الثالثة وهي حسن المتابعة فإن المداومة في العمل وحسن المتابعة هي خير ضمان للثمرات التي يمكن أن نحصل عليها. لا نريد لمستثمر أن يضيع وقته أو أن يبدد موارده في شراكة إن علم مدخلها فهو غير مطمئن لمخارجها ومنتهاها إنما يريد أن تكون الصورة واضحة مبتدأً ومنتهى لابد لكم من أن تطمئنوا لهذا ولابد لإخوتنا في ولاية الجزيرة أن يعملوا أن تكون الصورة هكذا واضحة وجلية ولعل الإشارات التي استمعنا إليها من إدارات المصارف والبنوك والسياسات النقدية والضريبية والجمارك والمواصفات تشكل ملفات مهمة في سبيل تأمين هذه الصورة التي ينبغي أن يطمئن عليها المستثمر وأن تنعقد على أساسها هذه الشراكة النافعة وفي حضور إخوتنا من رجال ونساء الأعمال الوطنيين السودانيين عنصر مهم مكمل لعناصر هذه الشراكة فنحن نريد أن تكون الشراكة ليست شراكة بين قطاع خاص وإدارات حكومية أو قطاع عام وإنما نريدها شراكات بين رجال الأعمال في الجانبين وبين القطاع الخاص الذي يمثل موقعاً في دائرة اهتمام الدولة في المرحلة المقبلة إذ عليه أن يعمل في إنفاذ السياسات وفي إنفاذ المشروعات التي يقتصر دور الدولة في توفير المناخ الإيجابي المواتي لرسم السياسات وسن التشريعات والقوانين ورعاية ومواكبة الإدارات التي تعيق من يتقدم ويأخذ لمبادرة لينتفع وينفع أمته وأهله ما يقوم به من نشاط فسياستنا الاقتصادية تقوم على سياسة التحرير وإعطاء القوس لباريها من أهل السوق والخبرة وأهل الكفاءة الفنية فقد مضى الجهد الاقتصادي الذي يقوم على التحكم المضبطي الإجرائي نحن نفتح الأبواب ونحصل مصالح الشعب من خلال الأرباح المستحقة والضرائب المناسبة وإتاحة فرص العمل لأبناء الوطن ليديروا عملاً شريفاً يحفظ حياتهم ويضمن لهم مشاركتهم في بناء أمتهم.
عند اختيار المشروعات فإن المرء يميل بطبعه وبفطرته وتخصصه وبتجربته الى قائمة المشروعات التي تدر دخلاً أكبر وقد جمعنا الجوانب الواسعة والمحاور المتعددة التي يمكن أن ننتخب منها المشروعات الاستثمارية فالحمد لله مجالات الصناعات التحويلية والصادرات الزراعية والمنتوجات الحيوانية والمعادن والبنية التحتية هذه كلها مجالات استثمار وعمل غير أننا نريد أن نعمق الحوار لتكون من خطتنا هذه المشروعات نختارها مرتبطة بعنصر الزمن الذي يمكننا من إحداث تكافؤ في إحداث الصادر والوارد فنحن وأنتم نعلم أننا أعضاء في منظمة التجارة العربية وفي منظمة التجارة الإقليمية المعروفة بالكوميسا ونتهيأ الى الدخول الى منظمة التجارة الدولية ولكننا في ظل ميزان تجاري غير متكافئ وميزان ضامن لصادرات السودان مقابل الواردات تظل قدرتنا على الإفادة والنفع والاستفادة من مميزات الاكتساب الى منظمات التجارة الإقليمية والدولية أمراً نظرياً وتعثراً ولذلك فإن الدعوة هنا للأجهزة المختلفة ولشركائنا من المستثمرين أن نقوم الى جملة وحزمة من الإجراءات والترتيبات التي ترفع من حجم الصادرات تعود عليكم بالخير وتعود علينا برفع ميزاننا التجاري حتى يمكن أن نصل الى مرحلة يمكن أن يتحقق فيها تطبيق الميزات التي تمنحها اتفاقية التجارة العربية وغيرها من المنظمات الإقليمية أو ما يمكن أن يترتب عليها من الانضمام للمنظمات الدولية في هذا الصدد لأن كانت النقطة تعاني الآن من جوانب الضعف والتمزق والشتات التي نعيشها في أصعدتنا السياسية وعلاقتنا الدولية لم تزل هي القدر المحتوم الذي لا فكاك منه بل أننا نستطيع أن نعمل على تغيير هذه الصورة بتقوية موارد الأمة وبجمع صفها وحشدهم في مجالات الإنتاج النافع وفي مجالات القوة الاقتصادية التي لا شك أنها ستعزز طريقتنا للوحدة والقوة السياسية واستعادة الميثاق العالمي بيننا وسائر الدول والشعوب والعلاقات الدولية.
|
|
 
|
|
|
|
Kamel mohamad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست