|
حمّالو أوجه جميلة أنتم .. إليها والاحبة طلال عفيفي ، عبير خيري ، أيزابيلا وكلكم..
|
لا لون لكم ولا رائحة كالماء .. لكنكم نبع الحياة .. حتى انا مشرع للظنون القصيرة دوما ولا أدري حين ننزلق برفق هل سنأخذ هذا المنحى أو ذاك ! أعرفكم منذ سنين وأنتم مثلي تتمترسون خلف قناع الأسماء الملونة وتكتبون بالعناب ، وترخون المفردة حتى أقصى الاحتمالات حمّالو أوجه جميلة أنتم ولا شيء يشي بنا أبدا - صباح الكلمة - صباحكم أنتم بلادي.. علمت أن الوطن هو الانسان .. فوصلت إلى انكم بلادي .. حين كنتم البارحة تتهادون في مقبرتي ترشون الماء والعطور وتمتمات السهارى كنت أرتابكم إلى حد الانقباض وكنت أمد إليكم أحيانا جثة قلمي سأكتب يا أحبتي .. سأصهل من منبر الموت وحدكم من يحلب الحرف في فمي سهوا فأكتب عريي سيرو أحبتي بخشوع فأنتم في حضرة أرواحنا سنتخطى مثل طفل السنتين في الحقول المكتظة بروائح السقوط أخشى السقوط .. أن تسقط أنت أو أسقط أنا أخشى وأنا أحسب خطواتي أن ينفجر بي لغم في حقل ما.. لا أرضى أن أتشظى في وجهكم يا .. ستكتشفون حينها كم أنا مريض بالهشاشة لذا إمنحوني في مساحاتكم المربكة نقطة انطلاق آمنة سنتحدث إذن ! نتبادل ثرثرة الطيور على غصن من خسارة لنتبادل الخسارات إذن.. ونحن خساراتنا كثيرة ومتعددة. وحدهم الكتاب من يتخاسرون .. أما حسابات الربح والربا فمحض تجارة لنتجر بخساراتنا ومشاريع الفشل القديمة.. المتجددة .. الوطن .. المحبوبة .. وأطفال الحي .. ومتاريس الطريق .. وضلنا المرسوم على رمل المسافة الفجائع لا تهتم بالتبريرات ودوما تأتينا في مقالب النوايا الحسنة . ثقوا أني سعيد بنكساتنا ، فوحده الصدق من سيسمو
إليها فقط .. كلما قرأت شيئا جميلا ، أو باغتتني نسمة أخاذة ، أو علا صوت فيروز الذي تعشقين " شفت البحر .. " ، أو قلبت مواجع البريد أو توغلت في شوارع هذه المدينة الإسمنتية الرطبة: ألعنك في سري بحرقة هكذا : كم أحبك ! وأحتاجك !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حمّالو أوجه جميلة أنتم .. إليها والاحبة طلال عفيفي ، عبير خيري ، أيزابيلا وكلكم.. (Re: عبير خيرى)
|
طلال.. كلما أرى أبوابك هذى تذكرني بشي قد قرأته عن الرجل الذي تخونه الأبواب.. صديقتي عبير الشفيفة.. كلكم.. لكما مني أرتال والود ..وعاطر التحايا والشكر على التواجد والمرور..
كثيرا ما تجمعنا ، خرافة التفاصيل .. كان صوت نبضكم القادم من أقبية الأحياء العتيقة ، كان من نثار ذاكرة القرى والامكنة الشاسعة و الغابة والصحراء ، و كان ارتكابة حزن أتت بي من أهراس الحرب ، و الضجيج ،، ومزارع الخوف ... ووشاية السنابل ...الى حيث تختلف كل الأحزان ....!
هل تسمعون صهيل أحزاني ؟ لست أتحايل الا على المسافات لأصل إلى قلب أتكيء اليه .. في زمن اللاأحبة ... هل ترون كم كان الوطن غصة في حلق الوقت ، كم كانت الكتابة قدرا نمضي اليه و عيوننا على عقارب الفاجعة السامة ....!؟ حتى عندما نحب .. تبقى حبيباتنا بعيدات هناك في الوطن .. لتتسع الغربة عندنا .. تواطؤ مرير ..!
منذ ما تيسر من بعد ... لم أسمع صرير بيتنا القديم ...! لم أرى البحر الذي كان جزءا من ذاكرتي .. لم أعد أرى سواه في صحوي و في مناماتي ... منذ ما تيسر من غربة ... لم أستيقظ صباحا على عيد الاطفال و البالونات و الملابس الجديدة و الاكف الصغيرة المحناة .. حتى الأعياد هنا كانت جامدة كما الشوارع كما الجدران .. إسمنتية كما الغابات.. منذ حزن و ريب .. لم تغني في فناءات الروح أناشيد الطفولة ،، و لا انتصر الصخب على جنون هذه الجدران القلقة .. أحبتي.. مرروا ،، كل الصخب الانثوي الماكر(عذراً عبير) ... من ورقكم الى دم المسافة الفاصلة بين الـ(هناك) و الـ(هنا) .. دعونا نقرأ الذي تتركه فينا مآذن الوطن والمقاصل ، الحرب.. والغربة هذا الذي تزرعه فينا مناخات الريح ،،،
الريح ....! لا أدري منذ متى لم تلامس وجهي ريح صاخبة كوطن يحمل مكائد الانثى ؟ و تحفل بالاغاني كما كانت زمان ، قبل أن ينكسر الفرح ، قبل ان يغتال الوطن ، و قبل أن يذهب الشعراء للصالح العام ... و تصحو النساء على موسيقى الميري ...
منذ متى ؟!
و انا امر من تلك السنوات ... خيل لي أن الحزن المضروب علينا قسراً ، كسر بداخلنا معاني الالفة ، السكينة للاخر ، و بذر فينا ، مخالب الشك و الريبة و القلق و العذابات التي لا تخمد ...
الان ، أشعر أني يمكن أن أكتبني ... تماما عنوانا لأشياء كثيرة لا يقتلها تاء الخجل ولا لام الحزن
سمعتهم يمنوننا بوطن جديد
أحبتي كم سيكفينا من ذاكرة .. كي نشكل الوطن من جديد على شكل قلب حامض كليمونة .. تخون الصدأ .. عتيق كغيمة حالم كسماء
خذو من العمر ما تبقى و اسسوا معي لهذا الوطن ،،، و انتصروا لي على الغياب .......
| |
|
|
|
|
|
|
|