|
|
 ثورة مؤنث ثور، بماذا يحتلفون بقلم عرمان محمد احمد
|
علام؟ و بماذا يحتفلون ؟
الإنقاذ ( ثورة ) الشطح و النطح و صراع طواحين الهواء!!
الظلاميون هددوا وحدة البلاد و أعادوا الإستعمارللسودان !!
عرمان محمد احمد
التعريف الطريف للثورة بأنها أنثي (الثور) يصدق الي حد كبيرة علي (ثورة) الإنقاذ في السودان.. إنقلاب (الجبهة القومية الإسلامية) العسكري علي الديمقراطية في30يونيو 1989 الذي يحتفل الظلاميون بذكراه هذه الأيام وربما للمرة الأخيرة، اعترف مرشده وراعيه (حسن الترابي) بالكذب علي الشعب السوداني، وذلك عندما انقلب عليه حواريوه و سجنوه في غمرة صراعهم علي السلطة، ثم عاد الشيخ ليقول اليوم و بلاخجل انه دخل السجن (من اجل حرية الشعب)! كما اعترف قائد إنقلاب (الجبهة) العسكري(عمر حسن) بانه كان يكذب أهله، عندما نفي في البداية علاقة (الثورة) بالجبهة الإسلامية، ثم عاد وأعترف بتلك العلاقة دون حياء! قامت ( الثورة) أذن وتأسست منذ البداية علي الكذب والنفاق..!!
منذ يوم 30يونيو 1989 المشئوم حاقت بالإنسان السوداني كل أنواع المظالم .. في عهد هذه ( الثورة) الفاشية جرت أسواء وابشع الإنتهاكات لحقوق الإنسان في السودان .. أضطرت أعداد كبيرة من السودانيين للهجرة خارج الوطن.. ظلاميو (الجبهة الإسلامية) فصلوا و شردوا الآف الشرفاء والكفاءات من الخدمة العامة..عذبوا و قتلوا وأبادوا الملايين جنوباً وشمالاً وشرقا وغرباً.. في عهد هذه (الثورة) ولأول مرة في تاريخ السودان، قتل المهووسون المصلين والركع السجود وحصدوهم بالرصاص داخل المساجد.. أوغلت جماعة (الثورة) في الإرهاب والقتل و ترويع الآمنين وحرق القري في دارفور وإغتصاب نسائها السودانيات المسلمات!!
بين النقيض والنقيض تخبط ظلاميو الجبهة الإسلامية.. طيلة الـ16 سنة الخالية لم ينهضوا ويقوموا الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.. أعلنوا الجهاد ضد أهل الجنوب.. أرسلوا الشباب السوداني الي تلك المحرقة .. منوهم بالأماني ووعدوهم بالزواج من حور الجنان! وعندما أفاق الظلاميون من أوهامهم الكبيرة وتفتحت أعينهم علي حقائق الواقع الدولي المعاصر، طلقوا بنات الحور.. قبلوا بالسلام المفروض عليهم من الأجانب.. و تركوا الجهاد دون ان ينالوا احدي الحسنيين..!!
الظلاميون هددوا وحدة البلاد الوطنية بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان الحديث.. بل صاروا ينادون بفصل الشمال عن الجنوب وليس العكس.. أراد وا بذلك ان يتخذوا من عجزهم عن تحقيق السلام والوحدة الوطنية فضيلة، شأن كل المكابرين المفلسين ..و برغم تهريجهم في الميكرفونات عن (السلام) المزيف(الذي تحقق) امتدت الآن -علي أرض الواقع- نيران الحرب الأهلية لتشمل المزيد من أقاليم السودان .. قبل ان تنطفئ حرب الجنوب اندلعت حرب أشد ضراوة في غرب السودان.. قمعت ( الثورة) تظاهرات المدنيين من جماهير الشرق التي طالبت بحقوقها الطبيعية المشروعة في الثروة والسلطة، فأزدادت نيران الحرب الأهلية إشتعالاً و أمسك لهيبها الآن بشرق السودان!!
أنهم يحتفلون بـ ( ثورة) فاسدة!!
لسائل ان يسأل بعد ضياع 16 سنة من زمن البلاد في الشطح والنطح وصراع طواحين الهواء : لماذا يجبر الظلاميون المواطنين السودانيين علي الإحتفال (كرهاً) بذكري هذه (الثورة) الأليمة؟ بطبيعةالحال، تستعصي أخطاء و اخفاقات وفساد ومصائب ( الثورة) علي الحصر.. اذا اطلقت أعنة الأقلام فلن تحصي فساد (ثورة) الإنقاذ او توفيه حقه من الكشف والنقد والتحليل.. ولسائل ان يسأل :
• هل يمكن لأهل السودان ان يصفقوا لجماعة الجبهة التي ظلت ترتع في المال العام كما ترتع التيوس والثيران في مروج البرسيم؟ هل تحتفل هذه الأمة بسرقة الظلاميين للبلد ؟ بجرائم الفساد المالي والإداري ؟ بتقارير المراجع العام التي تشير الي تصاعد اختلاساتهم لأموال الشعب كل عام؟ بالفساد في الأراضي الذي أزكم الأنوف؟ بنهبهم لممتلكات الشعب السوداني فيما اسموه بالخصخصة؟ بثراء الظلاميين الحرام؟ بتأخير(الثورة) صرف رواتب العاملين الشهرية بعد ان يجف عرقهم ؟ هل يحتفل المواطن السوداني بعقد حكومة (الإنقاذ) لأكبر صفقات الفساد في تاريخ السودان الحديث، و التي شهدتها قطاعات الزراعة و التجارة و الصناعة و الثروة المعدنية والبترولية ؟ أم يحتفل السودانيون ببيع أهل (الثورة) للسودان البلد و الأرض بالمزاد فيما اسموه بالإستثمار وقانون الإستثمار الجديد؟ هل يحتفل السودانيون بالمفسدين و اللصوص والمحتالين المحليين والأجانب الذين منحتهم (الثورة) أعلي الأوسمة الوطنية ؟ أم يحتفل أهل (الثورة) بـ % 5 فقط هي نصيب السودان من ثروته النفطية المنتجه والمصنعة علي أرضه؟ أم تراهم يحتفلون برفع (الدولة البترولية) لأسعار السلع بما في ذلك المنتجات البترولية؟ و بزيادة أسعار الكهرباء والمياه؟ و بأرتفاع وتصاعد الضرائب التي أثقلت كاهل المواطن السوداني المغلوب علي أمره؟
• هل يحتفل ظلاميو( الثورة) الذين تعلموا بأموال الشعب السوداني، بإلغائهم لمجانية التعليم؟ هل هو إحتفال بالتخلف والإنحطاط وغياب الإبداع في مجالات الآداب و الفنون والرياضة ؟ هل هو إحتفال بالزيادة من حيث الكم والنقص من حيث النوع في عدد الجامعات؟ أم هو إحتفال بإشعال الحرائق في الجامعات و دور العلم ومؤسسات الدولة بدوافع من الإرهاب و محاولات إخفاء الفساد؟ هل هو إحتفاال بمشاريع تنمية ديكورية شكلية عجلى، غير مدروسة وغير متوزانة، تنشأ وتقام لأغراض الظلاميين السياسية؟ هل يحتفل أهل (الثورة) بالهجرة الغير مسبوقة من الأرياف والأقاليم السودانية- التي افقرتها (الثورة) - الي العاصمة بسبب إهمال الحكومة للتنمية والخدمات في الأرياف وبقية المدن السودانية؟ هل يحتفل هؤلاء بمؤسسات و شركات جماعة (الثورة) الفاسدة و أدائها الذي يتسم بسوء التخطيط و بالأخطاء الفنية ؟ هل يحتفل أهل (الثورة) بتشييد و بناء المباني والدور القابلة للإنهيار علي رؤوس ساكنيها؟ لماذا يحتفل الظلاميون بوزير فاسد من رموز (الثورة)؟ و لماذا تكرم الشرطة هذا الوزير بدلاً من القاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة كما تفعل الأجهزة العدلية في الدول المتمدنة ؟!
• هل تحتفل جماعة (الثورة) بتردي وإنعدام خدمات الصحة و العلاج و االمجانية؟ و بتفشي الأوبئة و أمراض السل و السرطانات والأورام و الأيدز وغيرها من الأمراض ؟ هل تحتفل جماعة (الثورة) بظواهر الزواج العرفي والحمل السفاح و تعاطي المخدرات وسط الشباب ؟ أم بتفشي المزيد من الأمراض الإجتماعية والنفسية؟ هل تحتفل جماعة (الثورة) بإفقار المواطن السوداني و بتفاقم الضائقة المعيشية الممسكة بخناقه؟ هل تحتفل حكومة (الإنقاذ الوطني) بأنتشار المجاعة و بتزايد مكاتب منظمات الإغاثة والمنظمات الطوعية الأجنبية، التي صارت في ظل (الثورة) دولاً داخل الدولة السودانية ؟
• هل يحتفل الظلاميون في السودان بغياب العدل و سيادة حكم القانون و القضاء المستقل؟ أم يحتفل أهل (الثورة) بالقوانين الجائرة والمصنوعة لخدمة أجندة (ثورتهم) الخبيثة؟ هل يحتفل هؤلاء الإرهابيون بتورطهم في جرائم الحرب و الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان؟ أم تراهم يحتفلون بالغاء السيادة الوطنية للسودان و بقرارات مجلس الأمن 1590- 1591 والقرار 1593 القاضي بتقديمهم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي؟
علاقة سريالية مع أمريكا .. إعادة الإستعمارللسودان .. تهديد و حدة البلاد!!
في أيامهم الأولي غني الظلاميون المهووسون بأنكر الأصوات ( امريكا روسيا قد دني عذابها علي ان لاقيتها ضرابها!).. فتحوا ابواب البلاد للإرهابيين و شذاذ الآفاق، من أمثال بن لادن وكارلوس وأشباههم.. ثم انتهوا اليوم بفتح مكاتب للمخابرات الأمريكية في الخرطوم.. صاروا الآن - بأعترافهم- عيوناً واذاناً تمارس التجسس علي اخوانهم المجاهدين، لحساب مخابرات الولايات المتحدة التي كانو ا يتوعدونها بدنو العذاب عند ميلاد (الثورة) ! وبطبيعة الحال، لم تكافئهم أمريكا بشئ اكثر من تمديد إقامتهم في قائمة الإرهاب الدولي.. باتت علاقة ( الثورة) بالولايات المتحدة، علاقة سريالية جهنمية.. كلما ركع الظلاميون وسجدوا لأمريكا و انبطحوا لإملآتها وشروطها و تدخلاتها في شئون السودان قالت لهم - كما تقول جهنم- هل من مزيد؟!
في مجال العلاقات الدولية شهد السودان في عهد (الثورة) أسوأ إدارة للسياسة الخارجية في تاريخ هذا البلد .. توترت العلاقات الإقليمية مع عدد من دول الجوار.. اصبحت الإدانة للسودان في المحافل الدولية ومن قبل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية من الأمورالعادية في زمن (الثورة) .. يشهد الناس كل صباح جديد في عهد (الثورة) مزيداً من التدخلات الأجنبية في شئون السودان الداخلية.. حتي اضعف الدول الأفريقية من جيران السودان -ارتريا وتشاد- صارت لهما الآن كلمة في الشأن الداخلي السوداني.. بسبب (ثورة) الإنقاذ دخلت جحافل القوات الدولية السودان بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .. في العيد السادس عشر للـ(ثورة) يشهد الناس شبه الإحتلال و شبه الإستعمار والوصاية الأجنبية علي السودان.. قرارات مجلس الأمن 1590- 1591- 1593 هي ما جاءت به (ثورة) الإنقاذ الوطني للسودان..فهل يحتفل الظلاميون بأنبطاحهم و خزيهم وأنهزامهم الماحق امام من أسموهم بقوي الإستكبار العالمي؟!!
هذا هو حصاد 16 سنة من عمر (ثورة) الإنقاذ الهائجة في مستودع الخزف !! (الثورة) التي ضحكت من جهلها الأمم !! ولئن تشابه البقر علي الظلامين فأن حكومة الإنقاذ كانت (ثورة) وماهي بثورة ..!! هي نبت شيطاني يجب إقتلاعه من جذوره .. جذوره هي الإرهاب والتعصب والهوس والنفاق والكذب والتدليس بأسم الدين .. هي الظلم و انتهاك حقوق الإنسان و المواطن في السودان.. هي الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي ... مهوسوا الجبهة الإسلامية، احترفوا التضليل الإعلامي.. والعبث بعقول الناس ونشر الخرافة والدجل والتعصب والهوس والجهل.. الا ان مشروعهم الظلامي المنسوب للإسلام كذباً وزوراً، قد افتضح اليوم أكثر من اي وقت مضي .. إنقلاب الجبهة الإسلامية العسكري في 30يونيو 1989 لم يكن ثورة تغيير نحو الأفضل في السودان .. وما ينبغي له و ما يستطيع.. ( ان الله لايغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )!! صدق الله العظيم.
عرمان محمد احمد
30 يونيو 2005
|
|
 
|
|
|
|
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست