|
في ذكري أربعين الاستاذ المربي علي سعد فضل المولي : بقلم الأستاذ حسن محمد علي محمد خير
|
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكري أربعين الاستاذ المربي علي سعد فضل المولي
اربعون مضت علي فراق اعز الاصدقاء وأوفى الاوفياء. اربعون مضت سريعات في عمر الزمن ولكنها ثقيلات علي النفس فما قنعت النفس بان الفراق اصبح محتوما وما رضيت العين ولا الذاكرة بما هو يقين فلهما العذر في ذلك حيث ان علي كان سمير النفس ونور العين ومسلي الفؤاد ومؤنس الوحشه والناصح المعين عند الملمات ولكن هيهات هيهات فالموت ابي الا ان يكون حائلا دون سعيد اللحظات. أربعون مضت والدمع مازال هتانا والألم الموجع يعتصر القلوب والنفس موشحة بالتأسي ملتحفة بالسواد. لم لا وعلي كان مبهجها وموحي امالها ونديم صفوتها اذا تكدر حالها فكان نعم المرتجى وخير المعزيين. اربعون مضت نهارها كليلها كانما سماءها قد غابت عنه النجوم ونهارها تلبدت به سحائب سود تمنع الرؤيا عن القريب والبعيد. لم لا وعلي كان كالبدر في الليل الظليم وسحابات الدعاش تغشى كل الامكنة ترش الندى والنسائم في كل مكان وفي كل زمان. (اخوي )علي ان كنت قد غبت عن العيون فانك لن تغب عن القلوب والوجدان فكيف تغيب وكان قلبك الكبير الأبيض الذي لا يعرف حقدا ولا حسدا ولا غلا يرسل ازاهير الحب للجميع حتي كان يظن كل صديق من اصدقائك وهم كثر أنك صديقه الوحيد وخليله الأوحد وهذه سجية قل أن تتوفر الا في النبلاء الانقياء. اربعون مضت والعزاء معقود علي ما تركت من صدقة جارية تمثلت في إرث لا يحسب بالمال فقد تركت أجيالا من تلاميذك الذين تشربوا من غزير علمك وحميد خلقك فكنت لهم نعم القدوة ولسان حالهم يقول ( لن تتخلف استاذنا الجليل عن الانبياء والصديقين في اعلى عليين باذن الله). اخي( أبو يوسف) أنت اليوم في رحاب ربك نم هانئ النفس قرير العين لأن كل سقيم سيدعو لك بالمغفره لأنك قد اقتطعت من قوت عيشك وأنا اول الشاهدين لكي تعد ثلاثة من عقبك فلم يخيبوا ظنك فاختاروا طريقك الذي اخترت لكي يمسحوا دمع كل سقيم وانة كل جريح فابروك في حياتك ومماتك فهذا هو خلفك المبارك حفظهم الله ليحققوا حلمك ومبتغاك باذن الله. وفي خواتم القول والتي تأبى أن يكون لها خاتمة ولكن العذر لي فحاشى أن يطال قلمي مقامك ومقالي مثواك ولكن اعدك بألا يكف لساني عن الدعاء لك مابقي في العمر بقية كما أسأل كل أصدقائك واحبائك وهم كثر أن يدعوا لك بالرحمة والغفران وأن تكون رفيقا للنبيين والصديقيين في الرحاب الأعلى من الجنان (امين). أبكيك لو نفع الغليل بكائي وأقول لو ذهب المقال بدائي وأعوذ بالصبر الجميل تعزيا لو كان في الصبر الجميل عزائي طورا تكاثرني الدموع وتارة اوي اكرومتي وحيائي كم عبرة موهتها بأناملي وسترتها متجملا بردائي ما كنت اذخر في فدائك لحظة لو كان يرجع ميت بفداء في كل مظلم ازمه او ضيقة يبدو له اثر اليد البيضاء ما مات من نزع البقاء وذكره بالصالحات يعد في الأحياء صديقك المفجوع : حسن محمد علي محمد خير..اونتاريو كندا
|
|
|
|
|
|