|
Re: د. حيدر إبراهيم: هل يمكن أن يكون الإسلاميون ديمقراطيين؟! (Re: Isa)
|
تحـية للجميع، وددت نقل هذا المقال للدكتور حيدر إبراهيم لإتاحة الفرصة (لكم ولي)، للتعليق والإضافة والنقاش حول الحركات الإسلامية والديمقراطية والحكم، وثنائية الدين والدولة الخ. أول النقاط اللافتة في رأي في هذا المقال هي ما كتبه الدكتور حيدر إبراهيم عن غياب مفهوم الديمقراطية في خطاب جماعات الإسلام السياسي لأنه يتعارض مع هدفهم من الوصول لسدة السلطة والمتمثل في تطبيق الشريعة الإسلامية:
Quote: وهذا موقف عادي لأن اولوية الاسلامويين هي تطبيق الشريعة الاسلامية بغض النظر عن الوسيلة السلمية او باستخدام القوة ومنها الانقلاب |
إلا أنه وبقراءة الواقع المتمثل في تجربة الإنقاذ للسنوات الماضية، وبقراءة شواهد التأريخ عن حركـات الإسلام السياسي في البلاد المختلفة، فإن تطبيق الشريعة الإسلامية لم يكن هدفا لذاته للوصول للحكم، وإنما كان ولا يزال هو الوسيلة والمطية لتحقيق (التمكين)، أي أن العملية يمكن أن تكون عكسية: إستخدام الدين، باستغلال النزعة الدينية عند المواطن المسلم لكسب تعاطفه برفع شعارات تطبيق الشريعة، و(الإسلام هو الحل)، بغية تحقيق هدف الوصول للحكم، إلا أنهم في الواقع لا يؤمنون بذلك أبدا، فالترابي الذي أمـر الناس بالجهاد، وأغراهم بفضائله وبمزايا المجاهدين، ومألات الشهداء؛ حتى أقنع الكثير جدا من الشباب بالخروج والسفر من أقصى شمال السودان (للجهاد) في توريت وكاجوكاجي بأقصى حنوب البلاد؛ عاد وتراجع عن كل ذلك عند أصبح هو (كشخص) خارج دائرة النظـام والتمكين...ومثلما امتطت الجبهة الإسلامية النزعة الدينية لمحاولة القضاء على المقاومة في الجنوب، ها هي الآن تستغل النزعات العرقية والعنصرية للقضاء على أهل دارفـور عندما طالبوا بحقوقهم المشروعة، وبطريقة سلمية في البداية...كما أن التنازلات الكثيرة، والتخلـي عن الثوابت والتي اشار لها المقال ايضا، تؤكد استخدام الحركات الإسلامية لكل شئ، ولأي شئ من أجل تحقيق المصلحة الشخصية وهي التمكين... وبالرغم من إيمان الدكتور حيدر إبراهيم بعدم إيمان الإسلاميين بالديمقراطية كما ذكر ذلك في أكثر من جملة:
Quote: فالاسلامويون متسقون مع انفسهم حين يضحون بالديمقراطية. |
Quote: ولكن لأن الاسلامويين غير ديمقراطيين فيعني الاختلاف العداء او التآمر او الفتنة. |
إلا أنه تساءل في عنوان مقاله وختامه، عن إمكانية تحول الإسلاميين إلى ديمقراطيين (حقيقيين)..
Quote: هل ينجح الاسلامويون في اختبار الديمقراطية الراهن ويقدموا ليس لنا كسودانيين، بل لرفاقهم في البلدان الاخرى نموذجا عمليا بديمقراطيتهم باعتبارهم اول من وصل الى السلطة في دولة اسلامية سنية؟ |
وفي رأي أن فكر الحركات الإسلامية المبني على الوصول للحكم والبقاء فيه بأي ثمن، لن يتزحزح قيد أنملة، وفي مقابلة الدكتور الترابي مع تلفزيون الجزيرة التي أشار إليها الدكتور حيدر في مقاله، ذكر الترابي - وفي مناسبات أخرى- أنه لن يعتذر للشعب السوداني عن الإنقلاب على الديمقراطية، وذكر أن سبب (إنقلاب) أتباعه عليه كان ناتجا عن عدم نضوج الجبهة الإسلامية الكافي للقيام بإنقلاب في ذلك الوقت..وقد قدم الأستاذ الحاد وراق في أحد مقالاته بجريدة الصحافة أيضا رؤية تحليلة عميقة ومفصلة لما انطوت عليه أحاديث الدكتور الترابي.. إلا أن الدكتور حيـدر إبراهيم أجاب عن تساؤله ذاك قبلا ببعض الرجاء والأمل في ما يسفر عنه مقبل الأيام..
Quote: وهنا علينا ان نتابع خطوات التحول الديمقراطي واهمها الحريات والمشاركة في السلطة والادارة والاخيرة ضرورية لضمان قومية الحكم والعودة الى التعامل مع الناس حسب مواطنتهم او حتى جنسيتهم وليس الانتماء او الولاء للاسلامويين او التعاطف معهم. |
إلا أنه، ومع هذه (المتابعة)، فاعتقد أن هناك الكثير من الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الحركات السياسيةالتي تؤمن بالديمقراطية الحقيقية، ومنها الحركة الشعبية شريك الجبهة الإسلامية في الحكومة الإنتقالية الحالية، من أجل ترسيخ معاني الديقـراطية المشار إليها، وتوعية المواطن والناخب بمصالحه الحقيقية بعيدا عن الشعارات المبهمة والمضللة مثل تطبيق شرع الله، والإسلام هو الحل الخ...
|
|
|
|
|
|