اولا:انا لم أقل ان سيدنا عمر هو من ابتدعها، انما قلت حتى لو افترضنا انه ابتدعها فأنا لا اسميها بدعة انما اسميها سنة حسنة لأن الخلفاء الراشيدين لا يبتدعون ولو ابتدعها لعارضه بقية الصحابة او واحد منهم على الأقل وهذا ما لم يحدث اطلاقا. وهكذا، فإن توحيد صلاة التروايح بإمام واحد هي من سنن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التمسك بسنة الخلفاء الراشدين والتزامها، فقال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ». وقال صلى الله عليه وسلم:« اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ». فرضي الله عن أبي بكر وعمر ورضي الله عن سائر صحابة نبينا الكرام. فاذا افترضنا انها ليست من سنن النبي صلوات الله وسلامه عليه فهي من سنن سيدنا عمر رضي الله عنه.
ثانياً: الرسول صلى الله عليه وسلم هو من سنة سنة التراويح في جماعة بدليل انه صلى بالمسلمين ثلاثة أو اربع ايام ثم توقف، للأنها لا تجوز في جماعة انما لأنه خشي ان تفرض عليهم بدليل حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في ا لمسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : " أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ". فاذا كانت صلاة التروايح لا تجوز في جماعة لأخبرهم النبي صلوات الله وسلامه عليه بذلك وصرفهم لكنه قال لهم خشيت ان تفرض عليكم وليس لأنها لا تجوز. ولكن بعد ان مات النبي صلوات والله وسلامه عليه وانقطع الوحي فليس هناك سبيل لفرضها فلذلك جمعهم سيدنا عمر رضي الله انه وارضاه.
ثالثا: حديث ابي ذر الغفاري يؤكد ان من قام رمضان وانتظر حتى ذهاب الامام كتب له قيام ليلة كاملة، ولا اعتقد ان هذا الامام اي امام غير امام صلاة التراويح. فقد روى أبو ذر رضي الله عنه قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت : يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه ليلة، فقال: " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة " فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر" حديث صحيح، أخرجه أصحاب السنن.
رابعا: اما لماذا لم يصليها عمر رضي الله عنه مع الجماعة، فهذا ما لا اعلمه ولا استطيع ان اجيب نيابة عنه رضي الله عنه وارضاه. ولكن تظل الحقيقة قائمة انه لا يمكن ان يجمع سيدنا عمر رضي الله عنه المسلمين على باطل ثم ينصرف عنهم فهذا ما لا يستوي عقلا ومنطقا
خامسا: ذكرت "
Quote: لم يصلهـا عمـر بن الخطاب بنفسـه وإن كان هـو الذى نظمهـا تحت إمام، وإنما واصل الإلتزام بالسنـة النبويـة فى قيام الليل العادى فى رمضـان، وقال لمن صلى التراويح (أن الذى ينامون عنه (يقصـد قيام الليل) خيـر من الذى يقيمونـه (التراويح)
في مداخلتك السابقة بينما المقصود بحديث سيدنا عمر رضي الله عنه خير من الذي يقيمونه اي اول الليل وليست صلاة التروايح واللذي ينامون عنه يقصد الثلث الآخير من الليل، وبالمناسبة صلاة التهجد والقيام تجوز في جماعة في آخر الليل. وفي النهاية فهو لا يقصد انها صلاة غير صحيحة لكن لو قاموا الثلث الآخير ايضا فهو زيادة خير، هذا والله اعلم (لقد نسيت هذه النقطة عند كتابة المداخلة اول مرة، لذا لزم التنويه)
وختاما وأذكرك بقول الله تعالى"من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه و إنا له لكاتبون"(94) الانبياء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة