ألف باء .. صناعة نصراني ضال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 01:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2005, 05:17 PM

MaxaB

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال (Re: MaxaB)



    .*.*. >> ثانياً :تحـــــــريف الشريعــــــة << .*.*.
    >><<

    فصل الدين عن الدولة :
    يحسن بنا قبل الخوض في هذا الموضوع أن نوطئ له بمقدمتين :
    الأولى : عن الدين في نظر الروم طبيعته والتزاماته .
    الثانية : عن حالة الشريعة الإنجيلية ومدى تطبيقها في واع الحياة قبل أن يعتنقها الروم رسمياً .

    أولاً – الدين في نظر الروم :

    نستطيع أن نقول أمن المجتمع الروماني ( ) لم يكن دين موحد يتعبد به ، ولا فلسفة واحدة يؤمن بها ، بل كان غارقاً في دياجير جاهلية كاحلة متعددة الألوان مختلفة الأنحاء ؛
    فالطبقة الحاكمة تشارك الشعب في أعياده الوثنية وتخدم تماثيل الآلهة الكثيرة ، بيد أنها لا تدين في الواقع بغير الشهوة العارمة للتسلط والرغبة الجامحة في الاحتفاظ بكرسي المملكة ، لا سيما وأن الإمبراطور نفسه كان ((الهاً )) يعبده الشعب .

    أما الطبقة المثقفة فأشتات متفرقة ، منها اتباع المدرسة الرواقية المغلة في التجريد والتصوف ، ومنها مريدو المدرسة الأبيقودية المفرطة في البهيمية والحسيات ، ومدارس أخرى متأثرة بالفلسفات الوثنية الأغريقية في تصوراتها وأفكارها .

    وأما الطبقة العامة من الشعب فهي تميل بطبيعتها إلى التدين لكن التناحر بين الآلهة والصراع المرير بين الفلاسفة ، أفقها الثقة في المعتقدات الدينية والفلسفية بجملتها ، فآثرت الاستجابة لداعى الهوى والانصياع إلى الملذات الجسدية والإغراق في المتع الحسية .

    خلاصة القول أن الروم لم يعتنقوا دينيا اعتناقاً جدياً يجعلهم يسمون تصوراتهم وعقائدهم ونظام حياتهم منه وحده نعم كان لهم آلهة ولم تكن آلهة تقليدية (( لم تكن سوى محاكاة شاحبة للخرافات الوثنية اليونانية لقد كانت أشباحاً سكت عن وجودها حفاظاً للعرف الأجنبي ولم يكن يسمح لها قط بالتدخل في أمور الحياة الحقيقية ).

    وبذلك نستطيع أن نجزم بأن المجتمع الروماني كان مجتمعاً مادياً لا دينياً يعانى عزلة حادة عن معتقداته – أيا كانت – وبين واقع حياته العملى .
    وقد (( عبر سيسرو )) عن الانفصال العميق بين الدين ونظام الحياة عند الرومان بقوله : (( لما كان الممثلون ينشدون في دور التمثيل ما معناه أن الآلهة لا دخل لهم في أمور الدنيا يصغى إليها الناس ويسمها بكل رغبة )) (2)
    ويقول الراهب (( أوغسطين )) : (( إن الروم الوثنين كان يعبدون آلهتهم في المعابد ويهزأون بهم في دور التمثيل )) (3)…

    ليس هذا فحسب ، بل أن أبيقور (ق4) قبل الميلاد – ليعلن على الملأ دعوة علمانية صريحة ، فهو يقول:
    (( إن الآلهة لا يشغلون أنفسهم بأمور بنى البشر ، إنهم موودن لأنهم يظهرون من آن لأخر للأشخاص (!) بيد أن مسائل العالم الأرضي لا تعنيهم ، وما من علامة تدل على أنهم يعنون بعقاب الآثم وإثابة الصالح ، أيمكن اعتقاد تدخلهم هذا ما نراه في هذا العالم ؟

    (( إن جوبيتير يرسل الآن بالصواعق على معبده ، فهل سحق أبيقور الذي يجدف به )) ؟

    (( إن الآلهة يعيشون بعيداً عن العوالم ولا يهتمون إلا بشئونهم فلا تعنيهم أمورنا . إنهم يعيشون حكماء سعداء ويعظوننا بهذا المثال الذي يجب أن نسير على منواله فلنعظهم كمثل عليا يقتدى بها ، غير انه لا يجب علينا ان نشغل أنفسنا بما يريدونه منا ، فإنهم لا يريدون منا شيئاً ، هم لا يعيروننا بألا فلنفعل نحوهم كما يفعلون نحونا )) (4)

    هذا التصور للآلهة تشترك مع أبيقور فيه الغالبية العظمى من الرومان ، ومن الطبيعي جداً أن ينشأ عن هذا التصرف الخاطئ للإله تصور خاطئ لمهمة الدين في الحياة وواجب المخلوق تجاه خالقه . ولما كان الصراع هو التصور المشترك لطبيعة الحياة عند الرومان ، فقد كانوا يتصورون الآلهة وهي تتصارع في الفضاء كما يتصارع أبطالهم على الحلبة ، وليس من شأن البطل أن يشرع للجمهور بل كل همه أن يخرج من الحلبة ظافراً منصوراً

    وبما ان آلهة الرومان بطبعها لم تكن لتشرع لهم شيئاً ، فقد كان من الضروري أن يقوم بشر متألهون بمهمة وضع نظم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة ، و نتيجة لجهود هؤلاء برز إلى الوجود ((القانون الروماني )) الذي لا تزال أوروبا تعيش عليه أو على امتداده إلى اليوم ، أما النظم الأخلاقية وقوانين الآداب العامة - إن وجدت – فقد كانت ابيقورية محضة .

    وهكذا كان للرومان دين لكنه دين وجداني مجرد لا تأثير له في السلوك العملي ولا يفرض التزامات خلقية معينة ، ولا ينظم من شؤون الحياة شيئاً ، حتى إننا لنكاد نقول أن الامبراطورية الرومانية نسخة قديمة من الولايات المتحدة الأمريكية اليوم .

    كان الفرد الروماني – كالأمريكي اليوم – يخرج من نحلة إلى أخرى ، ويتنقل من مبدأ إلى نقيضه دون أن يطرأ على حياته العملية وسلوكه الشخصي أي تغيير فالدين في نظره فكرة مجردة وعقيدة وجدانية فحسب .

    ثانياً – حالة الشريعة الإنجيلية إلى سنة 325م :

    ليس الإنجيل أول كتاب سماوي أنزله الله ولا هو حتماً آخر كتاب ، فهو واحد من مجموعة كتب ابتدأت قبل المسيح بقرون وانتهت بالكتاب الخاتم المنزل على الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .

    ومهمة الكتاب السماوي وغاية إنزاله بينها الله تعالى في القرآن الكريم أوضح بيان : (( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ))
    (2 –123) ، فالحكم بالكتاب في كل اختلاف و تطبيقه في كل منحى من مناحي الحياة واستمداد كل القيم والقوانين والأنظمة والتشريعات منه هو الغرض المقصود من إنزاله ، والكتب السماوية هي – كما في الآية – كتاب واحد بالنظر إلى أن منزلها واحد وموضوعها واحد ، وهو تقرير حقيقة واحدة لا تختلف أبداً هي توحيد الله وعبادته وحده بالمعنى الواسع الشامل للعبادة ، هكذا كانت التوارة (( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء )) ( 7 : 154 ) فهي شريعة كاملة بالنسبة لعصرها قام عليها دول تملك خصائص الدولة من أمثال داود وسليمان عليهما السلام أنبياء يحكمون بما أنزل الله ويقيمون الحياة كلها على شرعه وأمره . وظلت التوراة ما شاء الله أن تظل منهاجاً وشريعة (( يحكم بها النبيون اللذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار )) ، ( 5 :43 ) فما كان يجوز لمؤمن بها أن يستمد تصوراته وافكاره ولا سلوكه وتشريعاته من سواها .

    أما ما وقع في حياة بنى إسرائيل مما يخالف هذا فهو انحراف لا يقره الله ولا تقبله شريعته . ثم جاء عيسى عليه السلام (( )) وهو أخر رسلهم ليصلح ما فسد ويقيم ما اعوج من عقائد وأخلاق اليهود ، وليردهم إلى الأصل الثابت : توحيد الله وعبادته وحده بتحكيم شرعه واتباع منهجه .

    وبما أنه مبعوث إلى بنى إسرائيل خاصة ، فلم يكن ناسخاً لشريعة موسى وإنما كان متمماً لهما ، وكان الإنجيل مصدقاً لما بين يديه وإن لم يكن مهيمناً عليه (5)

    وكان الجديد في شريعة الإنجيل التخفيف من بعض التشريعات التي لم تزل شرعاً دائماً وإنما جاءت عقوبة مؤقتة لليهود ، مع اشتماله على مواعظ بليغة اقتضاها ما جبل عليه اليهود من غلظة القلوب . وجفاف في الأرواح وإغراق تام في عبودية المادة وحرص مصر على التشبث بالحياة الدنيا .
    إذن فقد كانت التوراة ، مضموناً إليها تعديلات الإنجيل شريعة يجب أن تطبق ، وعقيدة يجب أن ينبثق منها كل منهج للحياة : (( وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ، وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل اله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون )) ( 5:45 : 46 ) ، لكن الذي حدث هو أن هذه الشريعة لم يكتب لها التطبيق على المستوى العام لسببين متلازمين :

    الأول – أنه لم يكن لها دولة تتبناها وتقيمها في الأرض ، إذ من المعلوم أن عيسى ، عليه السلام ، توفاه الله ورفعه إليه وهو لم يزل في مرحلة الدعوة التي تشبه حال الدين الإسلامي قبل الهجرة .

    الثاني – انه ، عليه السلام قد بعث إلى قوم قساة القلوب غلاظ الأكباد ، وفي الوقت نفسه كانت المنطقة المبعوث فيها جزءاً من مستعمرات إمبراطورية وثنية عاتية ، فكان ميلاد الدين الجديد في محيط معاد كل العداء له ولرسوله ونتج عن ذلك اضطهاد فظيع للمؤمنين به لم يدع لهم فرصة لتطبيقه إلا في النطاق الشخصي الضيق .
    وكان أول من وضع العراقيل أمام المسيح وشريعته اليهود قتلة الأنبياء ، وتكاد الأناجيل والرسائل تكون وصفاً للعنث الذي لقيه المسيح وأتباعه من الطوائف اليهودية ، وقد جللوا عداوتهم بإغراء الحاكم الرومانى بقتله وصلبه ، ولكن الله تعالى رفعه إليه ونجاه منهم ومنه .
    ومن بعد وفاة المسيح ، عليه السلام ، اشتدت المحنة على أتباعه من اليهود والرومان سواء .
    أما اليهود فكانوا كما تحدثت رسالة (( أعمال الرسل )) يقتلون المسيحيين ويرجمونهم ويغرون بهم الولاة … وكان من أبرز المضطهدين لهم شاؤل اليهودى ، الذي تقول عنه الرسالة المذكورة :
    " أما شاؤل فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالاً ونساءاً ويسلمهم إلى السجن" (6)، على أن أعظم محنة نزلت بالمسيحية عقيدة وشريعة – هي عملية (( الغزو من الداخل )) التي قام بها شاؤل : فقد تظاهر باعتناق المسيحية وجاء بتعاليم مناقضة سبق ذكر بعضها ، وأخذ يؤلب على المسيحيين الحقيقيين ، وبذلك أحدث فوضى عقائدية وبلبلة فكرية ، فتضاعفت البلاء على المسيحيين ، إذ أصيبوا في دينهم وأنفسهم دفعة واحدة .

    وأما الرومان فقد أنزل أباطرتهم بأتباع المسيح أشد الأذى ، واشتهر باضطهادهم ( نيرون 64م) و (تراجان – 106 ) و ( ريسويس – 251 ) و( دفقلديانوس – 3280 ) وبلغ بهم الاضطهاد إلى درجة أن بعض الأباطرة كانوا يضعون المسيحيين في جلود الحيوانات ويطرحونهم للكلاب فتنهشهم ، أو يلبسونهم ثياباً مطلية بالقار ويقودونها لتكون مشاعل بشرية يستضيئون بها في مراقصهم (7) وفي وسع المرء أن يدرك الحال الذي تكون عليها شريعة يضطهد أتبعاها ثلاثة قرون ويطاردون في معتقداتهم وأفكارهم وهذه المطاردة ، كيف يمكن أن تقوم عليها دولة تنافح عنها وتلزم بتعاليمها وتثبت للعالم أنها شريعة كاملة .
    وإذا اتضحت لنا هاتان الحقيقتان ، نعود إلى فصل الدين عن الدولة الذي مارسته الإمبراطورية الرومانية والكنيسة ابتداء من سنة (325) .
    إن الكنيسة لتهتز طرباً إذا ذكر لها عام (325) ، فهو يمثل في نظرها عام النصر الحاسم على أعداء المسيح وبداية العصر الجديد – عصر السيادة والحرية – بعد عصر الاضطهاد والهوان .
    لقد حصلت الكنيسة على ما لم يكن ليحلم به آباؤها الأولون … فبينما عاش المسيح والتلاميذ تحت تهديد الوالي الروماني ينظرون إلى الامبراطورية الفسيحة نظر من لا يطمع منها بشيء ، نرى الكنيسة في القرن الرابع تظفر بالامبراطور نفسه صيداً ثميناً وتعمده بالماء المقدس إيذنا بدخوله دين المسيح .

    إن هذا النصر كبير ، بل كبير جداً في حس الكنيسة وأتباعها ، لكن الكنيسة نسيت – وما أكثر ما تنسى – قولة المسيح الصادقة : ((ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه )) () . فماذا ينفع الكنيسة إذا ربحت قسطنطين وإمبراطوريته وخسرت دينها وتعاليمها ؟




    رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات

    مكسب
                  

العنوان الكاتب Date
ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-13-05, 04:56 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-13-05, 05:14 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال sadiq elbusairy09-13-05, 05:18 PM
    Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-13-05, 05:52 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-13-05, 06:13 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-13-05, 06:50 PM
    Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال Mohamed E. Seliaman09-14-05, 00:04 AM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-14-05, 09:28 AM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-15-05, 03:19 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-15-05, 03:58 PM
  Re: ألف باء .. صناعة نصراني ضال MaxaB09-17-05, 05:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de