|
Re: قرنق كانت تراوده مخاوف من أن يكون هدفا للإغتيال في كمبالا ! (Re: Elmuez)
|
مرصـد عبد الله رزق
[email protected] مستقبل العلاقات السودانية ـ اليوغندية، مرة أخرى اذا صح ان قيادة الحركة الشعبية هي التي سمحت للرئيس اليوغندي بدخول الاراضي السودانية تحت حماية عسكرية كثيفة حسب ما نقلت «سودان فيشن» 13/8 عن «ذي مونيتر» «كمبالا» فان ذلك يؤكد مرة اخري، الوضع الشاذ لجنوب السودان في مرحلة الانتقال من حالة الحرب الى حالة السلم وبالتالي إلى اختلاط اعراف الدولة باعراف المناطق المحررة وتستطيع قيادة الحركة ان تصحح هذا الوضع بما في ذلك وضع العلاقة مع يوغندا في اطارها الصحيح.. وفي حجمها الطبيعي ايضاً، على خلاف كينيا التي ارتبطت مبكراً بجهود السلام في جنوب البلاد، فان يوغندا قد ارتبطت برعاية الحرب، حتى آخر المعارك التي خاضتها الحركة بعيد التوقيع على مشاكوس حول توريت وراجا رافقتها اتهامات رسمية ليوغندا بالتورط في تلك المعارك من الممكن بناء على ذلك الاستنتاج بان يوغندا التي راهنت على استمرار الحرب حتى النهاية، ان تكون قد تضررت بصورة او اخرى من توقف الاقتتال واحلال السلام في جنوب السودان ليس من المتوقع ان يكون تورط يوغندا في حرب الجنوب من منطلق اخلاقي او مثالي او مجرد كلياً من المصلحة فيوغندا التي تسعى لتكريس نفسها كقوة اقليمية وشرطية في المنطقة، وبتشجيع من الولايات المتحدة الامريكية تحت مظلة ما تسميه بمكافحة الارهاب، تجد في جنوب السودان كما في الكنغو الديمقراطية ودول البحيرات الاخرى، مجالاً حيوياً لممارسة نفوذها الاقليمي.
مع دخولها الحرب الى جانب الحركة بضوء الطموح الاقليمي المشار إليه بما ينطوي عليه ذلك من فواتير مستحقة السداد عند نهاية الحرب، فان يوغندا قد ابرمت اتفاقاً موازياً مع الخرطوم يسمح لها بملاحقة جيش الرب المعارض داخل الاراضي السودانية، وبانتهاء حرب الجنوب تنتفي الشروط التي فرضت تلك الصفقة غير المتكافئة، والتي توفر ليوغندا اغطية وادوات اضافية للتدخل والتأثير على الاوضاع الداخلية في السودان، لا سيما في جنوبه.
لقد حان الوقت لانهاء العمل بالبروتوكول العسكري مع يوغندا اذ ان الجنوب الذي خرج تواً من حربه مع الشمال لا ينتظر منه ان يخوض حرباً ثانية بالوكالة، او ان يكون مسرحاً لحروب الآخرين، البديل لتجديد البروتوكول العسكري هو تشجيع يوغندا على ايجاد حل سلمي للحرب الاهلية في شمالها عن طريق التفاوض بالطريقة نفسها التي انهى بها السودان الحرب في جنوبه قبل زيارته ليوغندا التي لم يعد منها، تحدث الدكتور قرنق عن مهلة ثلاثة اشهر لجيش الرب لمغادرة الاراضي السودانية، غير ان ذلك لم يكن يعني تغييراً جذرياً في اولويات الجنوب باحلال حرب جديدة لصالح يوغندا محل الالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية السلام الشامل، ذات الاسبقية القصوى، يمكن تقدير ان معالجة مسألة جيش الرب، ووجود القوات اليوغندية على التراب السوداني، كانت نقطة خلاف جوهرية، بين موسفيني وقرنق خلال المحادثات التي جرت بينهما والتي ستبقي طي الكتمان لوقت طويل.
فطموح يوغندا لمد نفوذها الى الجنوب، بالارتكاز للمعطيات التي سلفت الاشارة إليها ربما اصطدم بشخصية قرنق النازعة للاستقلالية وللوحدة مع الشمال بينما يعيد الطموح اليوغندي انتاج المشروع الاستعماري الداعي لفصل الجنوب وربطه بشرقي افريقيا، تحمل زيارة الرئيس اليوغندي الى ابيي بدون علم السلطات مؤشرات مبكرة على دعم الانفصال بتشجيع الانفصاليين، وربما محاولة تأكيده كأمر واقع، غض النظر عن الرغبات التي سيعبر عنها الجنوبيون بعد ست سنوات وبشكل يتناقض مع الالتزامات التي تقررها اتفاقية السلام بدعم خيار الوحدة في سياق الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره، وليست يوغندا، وغيرها من الدول الراعية للاتفاقية، استثناء من تلك الالتزامات. 2004 AL RAYAAM]
|
|
|
|
|
|