|
في أربعينية رحيل دكتور جـون نقول : ...
|
في أربعينية رحيل دكتور جون نقول : كيف يا تُرى تَشتَعل قناديل البطولة ؟
وكيف يسبِقنا أبطالنا إلى الموت ؟ .
بيدهم المشاعل لإنارة كهوف أيامنا القادمة . بيدٍ تُمسِك بالأمل ، تأخذ أحلامنا فُتـوَّتها ، ويزدهي شبابُها .
يقولون على دروب المراعي والأحراش تمشي الآمال العظيمة راجِلة .. حَافية الأقدام . رعدٌ وبروقٌ ومطرٌ ووحلٌ .. وطين الوطنِ الأسود يصطفي الأعْواد ، وتَتخلَّق الأجسادُ أقواها مَكْسَرا ، وتَتَنقى القلوبُ مما بها . ثياب النفسِ البيضاء التي تُحب الفقراء قالت :
ـ إنه البطل . ركِب فراشةً ذات يومٍ ، صعد بها الأشجار السَامِقة . تَـثاقل الجسدُ الكثيف ، ورَحلت الرُوح إلى نجمٍ بعيدٍ يتوهج دوماً عند مَقدمِ أطفال الفقراء ينظرون :
ـ ذاك ( جون ) ، وتلك روحـه تقول لكم : ذَهبتُ أنا وتركتُ لكم سوداناً نأمل جميعاً أن يكون جديدا . نتكئ على صدره ونبكي أيامنا الماضية وأحزاننا الماضيات ، ومن ثم نستشرف عالماً جديداً . ننهض من اليُتم ونبدأ من جديد .
في رحيله قالتْ ( الكُوماندر ) ربييكا :
ـ ذهب القائد و الحُلم باقٍ .
دوماً يرحل العُظماء والأبطالُ من أرضِنا وتضاريسها إلى الأحلامِ و نضارهـا . إن هبطت ضيفاً على أُسرته يوماً ، بيديها تطحن ( الكوماندر ) الحبوب وتطبُخ طعام الضيوف . تقول لكم عند المَقيل:
ـ إلى النهر أنتم و ( جون ) لتستحِموا ، وتتذوقوا ماء سليل الفراديس ، ذاك مغطس الملوك .
لن يقف فقيرٌ واحدٌ ليقولَ :
ها هو سَـيِّد أحلامنا يسكُن قصرا ، أو أن الحَرس المُدجَّج مَنعني أن ألقى الحبيب ! . لن يستريح سيد الأحراشِ إلا في نُجيمةٍ متلألئة . لأطفالكم الكثير الذي ينتظر . عندما ينظرون النُجيمةِ في سمائها البعيدة ، ويَبنون الأعشاش من الطينِ بأيديهم ، سيسمعون صوت فقيد الوَطنِ من الحُجُبِ يقول : ـ سيمتد العُمرُ في مُستَقبل أيامِكم من الطفولة إلى النُضجِ ، وقد تدربت أيديَكُم كيف تُبنى الأوطان . لا تسأل بُنيَّ ماذا قدم لي وطني ، بل قُل ماذا يا تُرى أُقدم أنا لموطني :
وردة دمٍ حمراء .. ، أم ساعداً يهبُط بالأحــلام إلى الواقع ؟.
عبد الله الشقليني 30/08/2005 م
|
|
|
|
|
|