|
أيهما أحق أن يتبع:التقليد أم الشرع؟
|
المصدر : جريدة الوطن السعودية بتاريخ 8 مايو2004 الكاتبة: ليلى الأحدب( رئيسة مركز الراية للتنمية الفكرية) في مؤتمره الصحفي الذي عقده في جدة أعلن وزير الخارجيةسمو الأمير سعود الفيصل أسماء الذين يقفون وراء العملية الأرهابية التي وقعت في ينبع، وهذا يشير إلى مدى تأثير الإرهاب الفكري على سلوك بعض الأشخاص المهوسين بالقتل. كانت الدلالة الرائعة للمؤتمر واضحة من خلال حرص سمو الأمير على العدل بين الصحفيين والصحفيات في طرح الأسئلة، كما كان لجلوس الصحفيات والصحفيين عظيم الأثر في رفع شأن المرأة والنظر اليها من حيث هي انسان لها نفس الواجبات وعليه نفس المسؤوليات، وليس من حيث هي أنثى فقط ينظر لها على أنها عورة وفتنة ولامكان لها إلا البيت. كان السؤال الأخير لإحدى الصحفيات هاما جدا، واعتزر سمو الأمير عن الإجابة لأنها تتعلق بوزارة الداخلية وأجهزة الأمن أكثر، فقد كان السؤال عن الخطوات التي يمكن أن تتخذ نتيجة ما يفعله الإرهابيون من انتهازهم لأعراف المجتمع المحافظ اذ يتخفون بملابس النساء السوداء، وهذاالسؤال يذكر بما يفعله بعض المواطنين من اسغلال لهذا الزي حيث يستفيد بعض المتزوجين من أجنبيات والذين لم يحصلوا على تراخيص زواج، فيختم جواز أخته أو أمه بالخروج دون أن تكون مغادرة ثم يعود بزوجته الأجنبية فيدخلها الى البلدبصورة شرعية، كذلك تخفي بعض الوافدين بهذا الزي، إضافة الى أن بعض الشباب المستهترين يخلون الأسواق النسائية باللباس الأسود ويراقبون الفتيات والنساء اللواتي تتيح لهن هذه الأسواق التخفف من ثيابهن. ماذا بعد؟ أليس واجبا على كل حريص على دينه ومجتمعه أن يبين حكم الشرع الحقيقي في لباس المرأة وحجابها؟ وهل يعني حجابها حجبها عهن المشاركة الإجتماعية؟ وإلى متى يبقى نصف المجتمع معطلا طاقتهبحجة دعاوي ليس لها أساس من الصحة؟ أوكد هنا مرة أخرى على أن جهاد المرأة الأول هو بيتهاوأولادها، لكن حديثي عن تلك التي تستطيع التوفيق بين عملها وبيتها، وقد رأيت أمثلة حية في نماذج نسائية سعودية مشرفة كان آخرهاالبارحة وهي تلك الممرضة التي لا ألتقي بها الا مرة واحدة في العام حين يجمعني واياهاتدريب مشترك يضم جميع المستشفيات الحكومية في المدينة التي نقطنها، فقد اسرعت الي بوجهها المشرق دوما بابتسامة وعانقتني، وما أن ابتدرتها ضاحكة بعبارة: زورينا كل سنة مرة، حتى قالت بلهجة محببة:لكنها آحر مرةوأخبرتني أنها بلغت الستين وقدآن أوان التقاعد. كان عودها مستقيما ووجهها خاليا من التغضنات مما منحني بصيصا من التفاؤل ودفعني لسؤالها عن محططها بعد التقاعدفأخبرتني أنها اتفقت مع جمعية خيريةعلى العمل فيها مجانا ممرضة أو أخصائية اجتماعية وقد أنهت حياتها العائلية ولابد أن تفيد المجتمع. لم تكن تلك السيدة تغطي وجهها، وحتى لايقال هنا إني أدعو إلى الإختلاط والإنقطاع عن الحجاب فأرجو العودة الى مقالتي( ثقافة الحياة وثقافة العري)التي أكدت فيها على وجب ستر المفاتن الأنثوية ولقد قرأت رأي الدكتور صالح الحصين في صحيفة الشرق الأوسطبأن المملكة لاتجبر الوافدة على لبس العباءة. والدليل واضح في الحج إذ ترتدي كل امرأة زيهاالمتعارف عليه في بلدها. وتمنيت عندها لو أن الدكتور الحصين يوجه بعض النصائح للإخوة الموجودين حول الكعبة والذين لا عمل لهمإلا الطلب من المرأة المحرمة تغطيو وجهها، مع أن الأمر بالكشف واضح كما في البخاري( لاتتنقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازيين) للموضوع بقيةللموضوع بقية
|
|
|
|
|
|