Post: #1
Title: ظلالُ حُلمٍ ما زالت تأخذُ حظّها في بؤرةِ الحضورِ المنوتي !!
Author: منوت
Date: 05-09-2004, 05:05 PM
Parent: #0
لَكم هو مدهشٌ و طاعمٌ هذا الحضور المشوبِ بالرؤية للخال الراحل ( عبد الحميد ) ليلةَ الأحد بعد مغيب شمسه . دخل منبسطاً متهلل اللأسارير كأنه قد غاب عنّا أسبوعاً أو أقل من رحلته الأبدية ممتطياً أجنحة الحلم المنوتي المقيم . اِقتحم خلوة الحاضرين الساكنين للدار نواحي ( بانت 9 ، بخطواتٍ واثقة ، و روحٍ يتقافزُ منداحاً ليسكنَ تماسكه و أريحيته المحببه . عاد الخالُ - منوتياً - مقبلاً الأطفال الذين تحلقوا حوله ، معانقاً من التقاه من الكبار ، و لكنه ( سلّم ) عليّ كما كان يفعل دائماً ، مادّاّ يده و راسماً إبتسامته الحلوةَ المرطبةَ للدواخل قائلاً : " إنتَ مازلتَ هنا !!؟ ، و هل أكملت الدراسه ؟ ، قلتُ في فرحٍ طفولي : يا خال ، أي دراسةٍ تقصد ؟ هل الجامعية أم الماجستير أم ال ... ؟ ، و لكنه مضى قبل أن أكمل ، ينشغلُ بترتيب ( سراير و مراتب البيت 9 ، ناصباً سبعة أسرةٍ و أكثر في فناء ( الحوش ) نصف الواسع . بعد شيوع عودته ، تقاطرت جموع الجيران رجالاً و نساءً و فتياناً و فتيات . سلّم خالي عبد الحميد عليهم و عانق من عانق ، و لكنني - وحدي - فطنتُ إلى أنه عانق بنت الجيران التي تسكن قبالةَ البيت و قبلّها على خدّها الأيمن ، و كأنه انتبه لرصدي فعلته هذي التي لا تشبهه و لا تنتمي لعوالم شخصيته عندما كان بيننا قبل رحيله منتصف الثمانينات ، فقام و رسم على جبهة البنت قبلةً كبيرةً دافئه ، و قفل راجعاً لمهمته الترتيبية مجهزاً الترابيز و المقاعد ، فاتحاً لكمٍ هائلٍ من عُلبِ الحلوى ( الماكنتوش ) التي كان يحبها . و فجأةً ، اقتربت مني جارتنا ( هدى ) هامسةً في أذني : ( عيب عليك و الله ، خالك يرص السراير و الترابيز و انت قاعد !!! ) . نهضتُ مستيقظاً من نومي فكانت عقارب الساعة الاسيويه تشير إلى العاشرة من صباحِ يوم الأحد التاسع من مايو 2004 م ، فنطلى يومي بمقولةِ الكاتب السوداني محسن خالد في روايته ( إحداثيات الإنسان ) صفحة 19 ، حيث كتب قائلاً : " ليس هنالك ما هو أدعى للتأثُّر من بكاءِ رجلٍ وحيدٍ في بلادٍ غريبةٍ نائية " .
|
Post: #2
Title: Re: ظلالُ حُلمٍ ما زالت تأخذُ حظّها في بؤرةِ الحضورِ المنوتي !!
Author: garjah
Date: 05-09-2004, 05:33 PM
Parent: #1
كانك تصافح الناس جميعا حين تطل
كانك تحتج بطريقتك الخاصة على حال الحوش
فافرش سرائر الحوش بملاءتك الليمونية
ذات الطعم والنكهة الخاصة
لا عدمناك اخي
|
Post: #3
Title: Re: ظلالُ حُلمٍ ما زالت تأخذُ حظّها في بؤرةِ الحضورِ المنوتي !!
Author: منوت
Date: 05-09-2004, 08:17 PM
Parent: #1
قرجه يا أصيل التواصل .. لكَ الود و الحبُ يمتد صفاءً بيننا في أتون الأزرق المشوبِ بالحمره ، هذا البحر الذي قال فيه الشاعر متسائلاً :
قد سألتُ البحرَ يوماً هل أنا يا بحرُ منك !!؟ أصحيحٌ ما رواه بعضُهم عني و عنك َ ؟ ضحكت أمواجه مني و قالت : آآآآآآآآآآآآآآآآشكرك !!!
و يا بحراً تجاوزَ في سكونه كل حد .. ( كما قال الصديق الشاعر محمد مدني ) .. يا بحرُ قم حرّك تحرّك أو فعد ، نحو ابتدائكَ فالنهاياتُ القديمةُ لا تحد ..!!
|
|