|
حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية
|
قبل ان ابدأ اجد انه يلزمني ان اوضح انني استعرت العنوان من مقال للدكتور محمد سعيد القدال في جريدة الصحافة بتاريخ 5-مايو-2004 و المقال منشور في احد البوستات بعد ان تكرم الزميل عدلان عبدالعزيز بوضعه مساء هذا اليوم.
قادتني قدماي الي حرم جامعة الخرطوم عقب ايام من انفضاض الأنتخابات التي قادت الي قوز التحالف الوطني للمرة الثانية . و قد تابعت هذه الأنتخابات بشغف شديد لمل لها من عظيم الثر علي مجريات الأحداث في هذه الآونة و لسبب ذاتي آخر هو انني من خريجي هذا الصرح العظيم. منذ النظرة الأولي بدت الجامعة مضمخة ببقايا الدعايات الحائطية و ألاقمشة الممتدة بين الحوائط و التي تحشد الطلاب نحو قوائم مختلفة. أكثر ما افزعني هو الاندحار الملحوظ لدعاية القوي الحديثة في مواجهة التيارات السلفيةبكافة اشكالها، و هذا ما جعلني اتسائل هل كان الفوز بالأنتخابات لظروف موضوعية و او لظرف ذاتي و هل تستوعب قيادة التحالف الوطني في الجامعة طبيعة القضايا المطروحة امامها؟ و هل يمثل الفوز بمقاعد الأتحاد الأربعين قمة الطموح السياسي؟ من الجلي للعين المجردة و قليلة الملاحظة تمدد الدعاية السلفية و المتمثل في الكثير من المطبوعات و الندوات و هو ما درجوا علي القيام به منذ مجيئ هذا النظام الذي وفر لهم الكثير من الدعم اللوجيستي.لكن هذا لايبرر النقص الظاهر للعيان في الدعاية للبرنامج الوطني الديمقراطي. حتي لاندفن رؤوسنا في الرمال و نركن ال ان فوز قائمة التحالف يعني اندحار تيارات الظلام لصالح قوي الأستنارة ، يجب ان نعمل ادوات الأحصاء و التحليل في واقع الجامعة لقياس مدي تقبل الطلاب لمفاهيم الديمقراطية و حقوق الأنسان. أن المهمة العسيرة المطروحة علي قوي التحالف الوطني و ألاتحاد متضافرين هي ان يستطيعوا توطين الحياة الديمقراطية داخل الجامعة و ان يهيئوا انفسهم للدفاع عنها فالأنتكاسات مازالت كثيرة و مازال علي التنظيمات ان تفيق من قيلولتها التي ارجو ان لاتدوم طويلا لتفعل العمل الثقافي في الجامعة . أننا ننتطلع بشغف شديد لأن ان نري الجامعة تموج بالعمل الثقافي و الفكري الذي يؤسس و يرسي مفاهيم حرية المعتقد و حقوق الأنسان و قضايا المرأة بعيدا عن المزايدات السياسية فغبار ألانتخابات قد انقشع و آن الآوان ان تتضافر الجهود لأصلاح ما يمكن اصلاحه حتي لاتصبح الجامعة مرتعا للذين تحدث عنهم دكتور القدال من اصحاب اللغة الرديئة و السيوف المسلطة علي الرقاب. كلي امل ان الطليعة التي استطاعت ان تقهر قوي الظلام قادرة علي ان تحول برنامجها الي واقع ملموس ليصبح مثلا يحتذي به كما كانت نتيجة الأنتخابات.
انني ادعو كل السادة المهتمين بما يحدث في جامعة الخرطوم بأن يدلو بأفكارحول كيفية انتشال الواقع الطلابي و ابتكار اساليب عمل جاذبة و جديدة ، علنا نستطيع ان ندعم بها مسيرة العمل الديمقراطي في الجامعة.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|