|
Re: يا جماعة الكلام دا انا لقيتو وييييين؟؟؟ (Re: Muna Abdelhafeez)
|
الكلام ده قالو ادريس حسن بتاع جريدة الراي العام وممكن تقري معاهو الرد ده من د/عبدالله علي ابراهيم
ومع ذلك حزب وسط أو حزب سياسي.. ساكت؟
د. عبد الله علي ابراهيم
قرأت بعض ما تداوله زملائي عن ضرورة قيام حزب للوسط ليسد موقعه الشاغر في السياسة السودانية. ولا جديد في هذه الدعوة لمن هم في جيلي. فقد تكررت الدعوة الى ذلك الحزب مراراً. ولذا انطبقت عليها نادرة كان يرويها لنا الأستاذ محسن طه عن الأستاذ جوزيف مدستو. فقد قيل أن جماعة دعت جوزيف لندوة عن الهوية وقبلها. وجاء الى الندوة وقام بالواجب. ولم ينقض وقت طويل حتى جاءه أحدهم يدعوه الى ندوة عن الهوية. فقال له جوزيف بطريقته الموجزة: «هوية تاني».
وترددت الدعوة لحزب الوسط منذ أربعين عاماً في ملابسات إصلاح الحزب الوطني الاتحادي الذي خرج بعد أكتوبر نسي أشياءً ولم يتعلم شئياً. وقد تعرض لهذه الدعوة بالنقد استاذنا المرحوم عبد الخالق محجوب في كلمة له بجريدة «الميدان» (15 مارس 1965م) بعنوان (الثورة السودانية وأزمة الوسط). وكان المرحوم يناقش هذه الدعوة كما تبناها الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد. وقد سماه «صديقنا الأخ»». وقال المرحوم أن المقصود بالوسط دائماً هو الحزب الوطني الاتحادي مندمجاً مع الختمية. وقال أنه لا ينبغي عزل الحديث عن هذا الوسط من مجري الحركة الوطنية وقواها الاجتماعية. ونبه الى أنه الى جانب الوسط نشأت حركة الطبقة العاملة كتفاً بكتف. ويستوجب هذا في قوله ألا نحكم على أداء الوسط السياسي بدون النظر الى الطبقة العاملة وآفاق النهضة الوطنية التي بشرت بها في الديمقراطية والاشتراكية. وخلص أستاذنا من نظرته الى الوسط في بيئتنا السياسية (المحسنة بالجذرية العمالية) الى فشل قوى الوسط فشلاً ذريعاً في الهام الجماهير الى الطريق السوي. فقد أملت قوى شعبنا بعد خروج الاتحاديين على الطائفية في 1956م أن يكونوا القيادة المرتجاة للنهضة الوطنية. ولكنهم خذلوه، ثم خذلوه مرة اخرى بعد ثورة أكتوبر 1964م حين جنحوا الى اليمين وتنكروا للديمقراطية.
ولم استدع كلمة المرحوم لأثبت بطلان دعوة حزب الوسط، بل لتنبيه الخائضين فيها لوقتنا، ان يعلموا انها دعوة «تاني» كما قال جوزيف. وأنها مما يطل في أوقات المحن تتنادي بها جماعة من المثقفين للمثقفين لتولي إنقاذ الوطن بحزب وسطي. وهي دعوة عقيم لأنها لم تثمر أبداً ذلك الحزب المزعوم. وهي أشبه ما تكون باستنساخ لمؤتمر الخريجين حتي لا نقول «بعاتي» الخريجين في مصطلح الأستاذ الحاج وراق. وقد نبهني دكتور الشوش الى هذه الذاكرة التاريخية في باطن الدعوة لحزب الوسط في كلمته الماهرة التي نظر فيها لدعوة حزب الوسط القائمة (الرأي العام 31 مارس 2004م).
وواضح ضعف قواعد الدعوة الحالية الى حزب الوسط، فقد أسقط الأستاذ إدريس حسن الحزب الاتحادي ودعا الى أن يكون المؤتمر الوطني هو الحزب الذي يقصده الوسطيون. وقد اشترط لتأهيل المؤتمر للوسطية شروطاً واضح أنها مما تعذر (وسيتعذر) الوفاء بها على المؤتمر. وفهمت من الشوش ود. خالد المبارك، أننا ربما اكتفينا هذه المرة بدعوة لحزب. مجرد حزب لا وسط ولا يحزنون. فقد قال الشوش إننا بحاجة الي إزالة سياسات ومناهج وعنف ما أسميه بـ «الطغم» ونترك تكوين الأحزاب للراغب. وقال خالد انه يريده «حزباً جماهيرياً معتدلاً» وهو اعتدال( لو فهمت ما ظل يكتبه خالد) ابن ظرفنا الذي تعسكرت فيه الأحزاب وغير الأحزاب. وكان الاعتدال قديماً أن تنتهج خطة وسطى بين الشيوعيين والإسلاميين من ذوي العقائد الجامعة.
وإننا بحاجة الي حزب سياسي . . ساكت. فقد انتهت السياسة عندنا منذ تسيدت علينا الطغم. واصبح الموت هو الوسيط لتحقيق الغاية الحزبية او الجهوية او العرقية. فأصل السياسة في حقن الدماء. ولذا كان حكم الإعدام مما يصادق عليه الحاكم من دون الأحكام الأخرى كلها. فلا يراق اي دم حتى بالحق قبل أن يطلع رئيس الجمهورية على حيثياته. وتحقن السياسة الدم بكف الناس عن الطمع كما قال قرامشي. وعليه فنحن لا نحتاج لحزب وسط وإلا تورطنا في دعوة تاريخية زمانها فات وغنايها مات. وما نحتاج اليه حقاً هو أحزاب سياسية جيدة التأسيس بين الشعب تطرد عملة الطغم الردئية من السوق السياسي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|