|
يا جماعة الكلام دا انا لقيتو وييييين؟؟؟
|
عندما قلنا بالأمس إن السودان يحتاج الى حزب وسطي بمعناه العريض ورحابه الواسع يربط الجغرافيا بالتاريخ وتتمازج فيه الثقافات لتكون العامل المؤثر في بناء القومية السودانية، ينصهر فيه كل التنوع الديني والإثني كي تتجسد فيه كل عوامل بناء القومية السودانية سعياً لإحباط كل نوازع التفرق والتشتت التي بدأت الآن تطل برأسها بسبب غياب هذه المعاني والمفاهيم، مما دفع كثيراً من قوى المجتمع الحديث العودة الى الوراء لتحتمي بمكوناتها القديمة من قبلية وجهوية وغيرهما والتي نراها حالياً في الواقع الماثل، حيث بدأ هذا المسلك يطفو على السطح متجاوزاً ما كان يؤمل فيه الناس من بناء لوحدة وطنية جامعة، حين قلنا ذلك فإنه لا يعني في نظرنا إغفال خصوصيات عديدة في المجتمع ليس من السهل التخلي عنها لكنها ينبغي أن لا تصبح بأي حال من الأحوال أعلى من الانتماء الوطني ونضيف أنه لهذا فقد أصبح من الضروري التفكير بجدية في بناء حركة وسطية فاعلة تستوعب الوسط بكل مكوناته الفئوية ورصيده التاريخي، باعتباره يضم كل القوى الحية في المجتمع، القوى المنتجة في الريف والحضر صاحبة المصلحة الحقيقية في التطور والتحديث، مستمدة برامجها وخططها وأسلوب عملها من واقع أهل السودان، أمسهم ويومهم وغدهم حركة وسطية فاعلة تلم شمل هذه القوى بأكملها لإنتشالها من الحيرة التي تعاني وظلت تعانيها رغم أن لها الرغبة وتمتلك القدرة على إخراج البلاد من دوامة التخبط السياسي التي ظلت تدور فيها منذ أن أهل فجر الاستقلال قبل قرابة نصف القرن من الزمان، وهي فترة لم نكن نفعل فيها سوى أن نراوح مكاننا أو نتقهقر الى الوراء. ونعود لنطرح السؤال من جديد: لماذا نحن مصرون على تأكيد أهمية الوسط بمعناه العريض أو إطار جامع له؟ الإجابة هي أن أهل السودان وسطيون، هكذا كانوا وهكذا ظلوا لأسباب حضارية وتاريخية وثقافية أكدت التجربة جدوى تلك الأسباب وصدقها، ولذلك لا يمكن لأهل السودان أن يبدعوا وينجزوا إلا في بيئة وسطية بعيدة عن الانغلاق، فالإسلام الذي يدين به غالبية أهل السودان هو دين وسطي «خلقناكم أمة وسطاً» في قيمه وشعائره وممارساته.
والحزب أو الإطار التنظيمي بأحسن وأدق ما عرف فيه أنه تجمع منظم لأفراد يؤمنون بنفس الأفكار السياسية ويعملون على انتصارها وتحقيقها، وذلك بجمع أكبر عدد ممكن من المواطنين والسعي للوصول الى السلطة أو على الأقل التأثير في قراراتها، ولو كان هناك حزب للوسط بالمعنى الحقيقي لماهية «الوسطية»، لما اضطربت الحياة السياسية في السودان، ولكنا قد تفادينا دوامة الارتجال والارتباك والفوضى التي ظللنا نتخبط فيها لوقت طويل. فقد كان بالإمكان وفي ظل ما نملكه من موارد بشرية وإمكانات ثرة، أن نصبح دولة ذات شأن لها مكانتها وكلمتها في الساحتين الإقليمية والدولية.
نقول ذلك لأن مثل هذا الحزب يمكن أن تنبع أفكاره وقراراته من القواعد، من الجماهير، ولا تصبح مجرد صدى لإرادة الزعماء، ذلك أن القاعدة الأوسع والأغلبية الأكبر في السودان هي أغلبية الوسط الذي ظل يتوجس أحياناً، يحجم عن المشاركة في ظل الأحزاب الموجودة الآن التي عرف طبيعتها وقدراتها منذ استقلال السودان.
إننا نقول ذلك لأن تلك مقاييس حزب يمكنه أن يتلمس ويخدم قضايا الناس اليومية التي هي محط اهتمام المواطن العادي، الذي يفهم أن السياسة غايتها أن يحصل المواطن بسهولة وبكرامة على العمل والسكن والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية، نقول إن حزب الوسط وبما يتمتع به من قاعدة جماهيرية واسعة وبما يتميز به من أفكار مرنة ومتوازنة ومن برنامج علمي وعملي، بعيداً عن الحذلقات العقائدية والآيديولوجية وبعيداً عن المراوغات والمناورات الحزبية والطائفية هو الأقدر والأقرب الى تحقيق طموحات المواطن وتحقيق أمانيه العريضة والمشروعة.
وحتى لا تصبح النظرة تشاؤمية وكي لا نفقد الأمل في التجربة السياسية الراهنة بكل أشكالها وألوانها الوسطية منها واليمينية واليسارية، فإننا نرى أن حزب المؤتمر الوطني القائم الآن لديه فرصة لن تتاح لتنظيم غيره في أن يكون هذا الحزب الوسطي، لأنه استطاع حتى الآن أن يبني لنفسه مؤسسات تتصاعد من القاعدة الى القمة، وأن يعقد مؤتمرات على المستويات كافة، وأن يشرك الناس، معظم الناس، في الحوار وصنع القرار، ولأنه استطاع أن يستقطب كوادر تنادت اليه من آفاق مختلفة، من الشمال والجنوب ومن أحزاب قديمة متعددة ومتنوعة.
ولكن كيف يتسنى لحزب المؤتمر أن يكون هو حزب الوسط الواسع العريض وهو محكوم بمرجعيته الفكرية والسياسية التي نجده ما زال متشرنقاً فيها رغم محاولات الإنفتاح على كل الجبهات ويصبح السؤال هل بمقدوره النجاح في تجاوز هذا الواقع بكل معطياته ليتحقق الانفتاح الى أبعد آماده؟ هذا هو التساؤل الذي لابد له من طرح متكامل لتوضيح أبعاده. وهذا ما سنجيب عليه في الحلقة القادمة
افيدوني الكلام دا انا اتوقع اني قريته في البورد دا لكن نسيت أدون المرجع.. وروني وين؟؟ وعاوزة اعرف الحلقة القادمة؟؟ ودايرة اعرف بالامس الكلام كان شنو؟؟
معزتي
|
|
|
|
|
|
|
|
|