|
إذا أنْتَ لَمْ تَعْشَقْ .. ولَمْ تَدْرِ مَا الهَوىَ
|
هلّ في ليلنا خيال الندامى والنواسي .. عانق الخيّام
كالنسيم هادئاً يتسلل إلى القلب .. رقراقاً كجدول عذب.. ساحراً يأخذ باللب.. غامراً كالضياء.. نافذاً كالقضاء.. آسراً دونما عناء. إنه الحب.. ذاك الذي عجز عن وصفه ـ على بلاغتهم ـ الشعراء.. واحتار في ادراكه الفلاسفة والحكماء.. وتساوى في الخضوع لسلطانه الصعاليك والامراء واجتهد في تعريفه عامة الناس والعلماء. وصفته إمرأة من بادية العرب بقولها: (خفي عن أن يُرى, وجلّ عن أن يخفى, فهو كامن ككمون النار في الحجر, إن قدحته أورى, وإن تركته توارى, فهو إن لم يكن شعبة من الجنون, فهو عصارة السحر) . وقال عنه فيلسوف الاغريق المعلم الاول أرسطو: (لو لم يكن في المحبة إلاّ أنها تشجع قلب الجبان, وتسخي كف البخيل, وتصفّي ذهن الغبي, وتبعث حزم العاقل, وتخضع لها الملوك, وتفقد لها صولة الشجاع, وينقاد لها كل ممتنع, لكفى بذلك شرفاً). لكن امبراطور الفرنسيين نابليون رأى خلاف ذلك، إذ وصفه قائلاً: (الحب شغل الكسلان, وسلوى العامل, ومركب الملك الغارق) , بينما قال الشاعر والروائي الفرنسي الشهير فيكتور هوجو: (إن النفس التي تحب وتشقى لهي في أسمى حالات السعادة في الوجود) . ... أما الشعراء فلم يعترفوا بعجزهم عن وصف أمر غيره, فها هو البهاء زهير يقول: يقولُ أناسٌ لو وصفتَ لنا الهوى وواللهِ ما أدري الهوى كيفَ يُوْصَفُ ويجاريه أمير الشعراء أحمد شوقي فيقول: يقولُ أناسٌ لو وصفتَ لنا الهوى لعلَّ الذي لا يعرفُ الحبَّ يَعْرِفُ فقلتُ لقد ذُقْتُ الهوى ثم ذُقْتُه فواللهِ ما أدري الهوى كيف يُوْصَفُ ويشاركهم أبوالعتاهية الرأي فيقول: يقولُ أناسٌ لو نعتَّ لنا الهوى وواللهِ ما أدري لهم كيف أنْعَتُ سَقَامٌ على جسمي كثيرٌ مُوَسَّعٌ ونومٌ على عيني قليلٌ مُفَوَّتُ إذا اشتدَّ ما بي كان أفضل حيلتي له وضعُ كفي فوق خَدِّي وأسْكُتُ
يتبع
|
|
|
|
|
|