|
Re: حوار مع المفكر سيد القمني (Re: jini)
|
فيما يفعل مفهوم الجهاد _ فإنه يشق الصف الوطني شقاً ويمزق وحدته أشلاءً. الجهاد كان صالحاً لزمانه ، ولم يعد يصلح الآن بالمرة ثم أن مفهوم الجهاد مفهوم واسع وضع في زمن مفارق لزماننا على كل المستويات، لأنه استوعب ظرفه العالمي آنذاك ووضع على عاتق المسلمين فتح بلاد الدنيا وإخضاعها للمسلمين . وإن ذلك واجب على كل مسلم. وهو ما يحمل ضمناً العداء المسبق لكل شعوب الدنيا بسبب العقيدة وحدها وهى ما لا يكفى اليوم مبرراً، ويحتاج تفعيلة إلى قوة عظيمة لا نملك منها شيئاً ، دون أي محاولة لفهم سياسي ناضج لأحوال عالم اليوم وضرورات عقد التحالفات أو فكها على أسس مصلحية دقيقة ليس فيها مجال للعنتريات الطائفية أو العنصرية. ما فعله المجاهدون عبر تاريخنا غير الجميل يحتاج الاعتذار عما ارتكبوه من فظائع وعلى المستوى الأخلاقي فإن مفهوم الجهاد يفترض ملاحق له تتمثل في الإغارة والسلب والنهب والسبي وركوب نساء العدو، لأن الغنائم ‘أحلت لنا ولم تحل لأحد من قبلنا، كما قال النبي محمد في حديثه الصحيح، وصادق عليه القرآن بآيات تقفو بعضها بهذا المعنى. وهذه الملاحق قد تجاوزتها الدنيا واصبح للحروب قواعد أخلاقية مرعية بوثائق دولية ترعى كرامة الإنسان حتى لو كان محارباً. كذلك يحمل مفهوم الجهاد قوة دفع استعمارية لحوحة لاحتلال البلاد الأخرى ونقل ثرواتها وتغيير ثقافتها. لكن الجهاد عندنا ‘مبرر بأخلاق دينية ترى المجاهد في أرقى الدرجات حتى لو فتح البلاد وقتل الناس وانتهك الأعراض وسلب الأموال، بينما ترى المدافع عن بلاده وحياته وعرضه هو الآثم لأنه يمنع المجاهد من نشر دينه. وما أبشعه منطق أن صلح في زمانه فهو لم يعد صالحاً لزماننا بالمرة، بل أنه لم يعد مصدر فخز بأي معنى من المعاني ، بل إن ما فعله المجاهدون عبر تاريخنا غير الجميل يحتاج من العرب اعتذاراً واضحا عما ارتكبوه من فوادح الآثام العظام في حق الشعوب المفتوحة في تلك الأزمان البربرية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|