|
Re: تأملات في دلالات المصطلح السياسي (Re: عبدالسلام الخبير)
|
الأستاذة/قوتة(أرجو أن يكون الرسم صحيحا) مداخلتك الثرة هي خير ترحيب ...فلك الشكر علي هذه المشاركة والأضافة القيمة... أتفق معك بأن معاني الأخوة أوسع وأعمق من مصطلح الزميل الذي يقتصر علي وصف علاقات العمل ومصطلح الحبيب الذي رغم تشبعه بالظلال الصوفية إلا أنه يتسم بتحييد العلاقة وحقنها بمسكن الترهل ومسحة القداسة.. إما مصطلح الأخوة الذي تفاجأت بأستخدامه في حركة حق فقد أستأثرت به حركات الأسلام السياسي لظلاله القرآنية وهو مصطلح ورد في مجال وصف علاقة مجتمع المؤمنين(إنما المؤمنون أخوة) لذلك ميزت حركات الأسلام السياسي نفسها بأعتبار أن الأخوة هي أخوة العقيدة فقط ويطلقون عليها (أخوة في الله)...وبالتالي ضيقت واسعا بتجاوزها لأخوة الأنسانية brother in humanity وعليه يمكننا هنا التفريق بين مصطلحين: أخوة العقيدة أخوة الأنسانية أستخدمت حركات التحرر والحقوق المدنية خاصة في الولايات المتحدة هذا المصطلح وقامت بتشكيل جمعيات الأخوة في مجتمعات السود لتنظيم حركة الحقوق المدنية وقد توسعت جماعة أمة الأسلام بقيادة ماكوم أكس سابقا ولويس فراخان الآن في أستخدام هذا المصطلح...وأشتهرت مجتمعات السود بأستخدامه بقليل من الترخيم أذ تنطق كلمة برا BRAبدلا عن بروثرBROTHER... أشتطت حركات الأسلام السياسي في تفريخ مصطلحات أخري نابعة من مفهومات أخوة العقيدة وحل بدلا عن الأخ والأخت مصطلح الشيخ والشيخة وهو مصطلح يكرس لطبقية وتراتيبية داخل هذه الحركات وقد أشاع هذا المصطلح نمط طائفي جديد ..إذ يتحلي من يطلق عليه هذا اللقب بمسحة من القداسة والتحصين من المساءلة...ومصطلح الشيخ عرفه التاريخ الأسلامي بأعتباره درجة علمية مثل الأستاذ والدكتور والبروفيسور فهو لمن تفقه في العلم وتمت أجازته بواسطة شيوخ أجلاء فصار مجازا ليتلقي عنه طلاب العلم الفقه والعلوم الأخري...وجردت حركات الأسلام السياسي هذا المصطلح من سياقه العلمي والتاريخي فبدلا من أطلاقه علي صاحب السلطة العلمية أصبح يطلق علي صاحب السلطة السياسية...وهو شاهد واضح علي تفريغ مصطلحات الحضارة الأسلامية من معانيها التاريخية وسياقاتها العلمية.. قد تتهم حركة حق بأستخدامها مصطلحات الأخوة والأسرة بأنها ذات نزعة يمنية لأختصاص حركات الأسلام السياسي بأستخدام هذا المصطلحات وأرجو أن تجتهد حركة حق في تعميق مفهومات هذا المصطلحات أنطلاقا من رؤيتها الكلية للأصلاح والتغيير...وأقترح في هذا السياق نحت مصطلح أخوة المواطنة كرافد ثالث لأخوة العقيدة والأنسانية وذلك لأعلاء قيمة المواطنة كأساس ترتكز عليه الحقوق والواجبات وكفضاء يعمق من هوية الأنتماء للسودان القومي دون تمييز بالأعراق والسحنات والمعتقدات.. الشكر لك مجددا الأستاذة قوتة وأرجو أن يمدنا الأعضاء من غزير علمهم لمناقشة هذا الموضوع...
|
|
|
|
|
|
|
|
|