|
|
 Re: تأملات في دلالات المصطلح السياسي (Re: عبدالسلام الخبير)
|
الدكتور/كرار التهامي
أشكرك علي هذه المداخلة القيمة التي أضاءت بعض الطريق..وما تفضلت به من تحليل هو ما عنيته بتساؤلات البوست وما تكشفه دلالات مصطلحات النداء من نمط القيم والعلاقات في الكيان والتنظيم المحدد..ولا شك في أن التحليل الذي تفضلت به قد زادني قناعة فيما أبديته من تعليق حول صورتك التي توحي بمسحة من الأستعلاء الثقافي وهي سمة لها جماهيريتها الكاسحة في هذا المنبر لأرتباطها بمعاني الصرامة والقوة لا الضعف والخنوع ..إذ أن المثقف الحقيقي هو الذي يستعلي بحقائق الفكر والثقافة علي براغماتية السياسة..
في تقديري أن مصطلحات النداء تحمل شفرات ورموز تعبر عن الخطاب الداخلي والثقافة التنظيمية السائدة وأتفق معك أنه كلما لانت صيغ النداء كلما كشفت ضعفا في التركيبة السياسية والبنية الهرمية للمجموعة..والمصطلحات في مجملها تعبر عن طبيعة التميز التي تختص بها كل مجموعة..فهي تؤكد أن المجتمع المعني يحمل ثقافة وفكر مغاير يميزه عن الآخر ...وحتي اتيح فرصة للمتداخلين سأستشهد بأحد المصطلحات المذكورة..
أعتقد أن مصطلح زميل وزميلة الذي تختص به الحركة اليسارية..مشتقة لغويا من زمل بمعني غطي وقد ورد في الأثر أن الرسول (ص) عندما جاءه الوحي في غار حراء وقال له أقرأ ذهب يرتجف الي السيدة خديجة وقال لها زميلني ..زميلني..دثيريني ..دثيريني..حتي نزلت صورة المزمل..(يا أيها المزمل) وتأتي بمعني الرفيق والصاحب ومنها الزامل أي الرفيق.. وفي العامية نذكر المثل الشائع (النية زاملة سيدها) وفي الأنجليزية تقابلها لفظة COLLEAGUE ويعرفها القاموس بأنها a PERSON THAT YOU WORK WITH IN APROFESSION OR A BUSINESS وهي الشخص الذي تشاركه المهنة أو العمل.. أن مصطلح الزميل أقرب للحياد منه للأفصاح ويحمل لونا رماديا أي لا تستطيع أن تستشف منه أي دلالات غيبية أو علاقات أجتماعية كامنة..وهو يعبر عن علاقة العمل فقط كما ورد في التعريف الأنجليزي..ويمتاز المصطلح بالدقة وعدم الترهل وأمتداد ظلال المعاني..لا يحمل المصطلح كذلك أي شحنة عاطفية أو وجدانية كمصطلح الحبيب في حزب الأمة كما لا يمكن أن ترصد فيه أي ظلال أجتماعية..بل هو مصطلح محايد لوصف علاقة العمل..
وعلي حسب تحليل الدكتور كرار التهامي فأن خلو مصطلح النداء من الليونة وظلال الغيبيات يوحي بقوة البنية السياسية والأيدلوجية للمجتمع المعني..وللقراء حق مجادلته في مفردات هذا التحليل..وفي تقديري إن المصطلح لا يعبر عن ثقافة ومكنونات المجتمع السوداني الذي ينحو الي أشباع مفردات النداء بظلال من الحميمية والوجدانية..مثل حبيب القسا عند الأم ويا خال ويا عم في الأرياف وخالو وعمو في المدن حتي إذ أنعدمت صلة الرحم ودرجات القرابة المتصلة..وتتميز مصطلحات النداء في الثقافة السودانية بوصف العلاقة الشخصية لا العملية..مثل يا أبن العم..إذا لم تعرف أسم المنادي..بينما يعبر مصطلح الزميل عن علاقة العمل فقط..ولا يحمل أي مدلولات شخصية.. وخلاصة تعليقي فأن مصطلح الزميل منضبط أيدلوجيا لأقتصاره علي وصف علاقة العمل في حياد تام دون أي ظلال أو معاني زائدة..وهو في ذلك يخالف الثقافة السودانية التي تميل لأشباع مصطلحات النداء بشحنة من الحميمية تتنتظر مزيد من النقاش لدلالة هذه المصطلحات..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست