رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 04:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2004, 03:41 PM

Dr.Abbas Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-04-2003
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح (Re: Dr.Abbas Mustafa)

    هذه من ايلاف لعلها تضيف
    -
    وثيقة السيد عمرو موسى:
    الامة العربية ليست بحاجة الى عهود وبلاغات
    انها بحاجة الى تبدلات حقيقية
    الثلاثاء 02 مارس 2004 07:06
    د. سيّار الجميل







    لقد طال احتضار جامعة الدول العربية!
    لقد كتبت قبل اندلاع الحرب الامريكية واقتلاع نظام الحكم السابق في العراق مقالة عنوانها ( احتضار جامعة الدول العربية: البديل: مشروع بناء منظومة حيوية جديدة متكافئة ) ونشرتها في جريدة النهار البيروتية يوم 14 يناير 2003.. اوضحت فيها فشل هذه المنظمة فشلا ذريعا في ترتيب البيت العربي والمساهمة في حل مشكلاته والعمل على تحقيق الاهداف المرجوة التي نادى بها المؤسسون العرب الاوائل وطلبت في مقالتي تلك تشييع هذه " الجامعة " الى مثواها الاخير وخلق بديل حقيقي لها بتأسيس او بناء منظومة حيوية جديدة ومتكافئة بين الاعضاء تعتمد الاساليب الجديدة والعناصر الاساسية للمصالح العربية العليا وقلت بالحرف الواحد: " هل من تأسيس نظام متكافئ عربي جديد ؟
    واستطردت قائلا:
    " نعم هذا هو السؤال الحقيقي الذي يفرض علينا نفسه اليوم. وثمة أسئلة أخرى لابد من إثارتها حاليا والمنطقة تعيش في أحرج ظروفها وهي على أبواب متغيرات تاريخية قوية وثقيلة: متى يتعلم العرب العبر والدروس ؟ ومتى يمكنهم أن يمتلكوا الرؤية بعيدة النظر وكأنهم لم يدخلوا مع كل هذا العالم القرن الواحد والعشرين ؟ هل باستطاعتهم اليوم وبعد كل ما يجدونه في واقعهم المضني أن يعيدوا التفكير في مخلفات القرن الماضي وجامعة الدول العربية في مقدمة تلك المخلفات ؟ هل باستطاعتهم أن يكونوا شجعانا كآبائهم الصيد من اجل أن يغلبوا مصالحهم المشتركة العليا على منافعهم المجتزئة الدنيا ؟ هل باستطاعتهم أن يكفوا عن تقديس المركزية والأبوية والنرجسية التي خربت بيوتهم ومن ثم يعملون على إلغاء منظمات الماضي وأحزابه وأفكاره.. من اجل البدء حقيقة بنظام تاريخي جديد وأصيل ونزيه يوفر البدائل البراغماتية واللامركزية والكتلوية والحيوية والسريعة والمتجانسة والمنفتحة من اجل خلق منظومة جيو استراتيجية اقتصادية جديدة في المنطقة مؤهلة للتعامل مع منطلقات هذا العالم والاستجابة لكل تحدياته المتنوعة التي تصعقنا سياسيا واقتصاديا وإعلاميا ؟؟ "
    واختتمت مقالتي بالقول: " هل يمكننا أن نشّيع جامعة الدول العربية إلى مثواها الأخير معززة مكرمة كي تنبثق منظومة هيئة جديدة بكل أبعادها ومواثيقها الجديدة لتفرض نفسها ضمن أساليب تضامنية جديدة لا تمت بصلة إلى المشروع القديم الذي عفا عليه الزمن ؟؟ إن المخلفات القديمة في طريقها للزوال شئنا أم أبينا على أيدي أبناء الجيل الجديد الذي سيتولى ميادين الحياة بعد انتهاء العقد الأول من هذا القرن وستمضي مع تلك المخلفات كل تلك الأجناس المتخلفة من البشر الذين ضيعوا أمتهم في أسواق المؤدلجات والشعارات والسياسات الفضفاضة وستموت أصواتهم المجعجعة والمجلجلة عاجلا أم آجلا كي يبدأ عالمنا يعيد التفكير من جديد في ضوء وعي جديد تلزمه إياه صعقات من التحديات وصدمات من التجارب والدروس المريرة واثقال من الحاجات الكبرى!
    إن الحاجة التاريخية باتت ماسة اليوم إلى أن يبدأ التفكير في واحدة من أهم المنظمات العربية التي أوجدها العرب اثر الحرب العالمية الثانية وكانوا يعيشون تحديات من نوع آخر، ولما غدت مجموعة الدراسات والمعلومات واستطلاعات الرأي تعلمنا بأن جامعة الدول العربية باتت كسيحة لا نفع لميثاقها وهي عاجزة منذ زمن طويل عن حل المشكلات العربية، بل وأنها غدت في كثير من الظروف سببا في المزيد من الاخفاقات في أيجاد علاجات مهمة وفي ضوء أزمة دولنة مشكلاتنا الصعبة في العالم اليوم.. كما وبدأ بعض الأعضاء يفكرون بالانسحاب منها، فالأسلم لها ولأصحابها أن يعيدوا التفكير في مصيرها المحتوم. " ( النهار في 14 يناير 2003 )
    لقد انبرى ضدي وقت ذاك سعادة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان لينشر رده علي في جريدة النهار مدافعا عن الجامعة العربية بكل ما لها وما عليها.. ومرت الاحداث التاريخية الصعبة وسقط النظام العراقي الذي وقفت الجامعة معه حتى النهاية من دون مراعاة تطلعات الشعب العراقي واقحامه في حرب كان يمكن تفاديها لو توفرت ارادة جماعية عربية ضد النظام السابق.. ولكن هذا لم يحدث ابدا! وعندما احتلت الولايات المتحدة الامريكية وصنعت واقعا جديدا في المنطقة بدأت تتحدث عن تغيير المنطقة وكان آخر ما طرحته مشروع الشرق الاوسط الكبير بعد ان وجدت ان التدخل في المصائر العربية من السهولة بمكان.. وما دام العرب لا يسمعون اي كلام وليس لديهم الا الشعارات والاكاذيب بالتغيير وما يسمونه بـ " الاصلاح ".


    العرب ازاء مشروع الشرق الاوسط الكبير
    اليوم وعند مطلع 2004، طرحت الولايات المتحدة مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تناولته الاقلام العربية من دون ان يكون بمقدورهم فعل اي شيىء ابدا كما هي العادة من دون ان يلتفتوا الى ما يمكن فعله مع زعمائهم من اجل اجراء تغيير حقيقي كنا وما زلنا نطالب به قبل ان تأتي الولايات المتحدة الامريكية لتفرض مشروعها علينا من الخارج! لقد انبرى بعض الزعماء العرب ليعلنوا رفضهم للمشروع الامريكي واعتقد ان ليس باستطاعتهم ايقافها عن تأسيس ما تريد امريكا تحقيقه لأنهم اضعف من ان يصدوها عن سبيلها!


    وثيقة عمرو موسى: عهد وبلاغ للامة العربية
    المهم ان التحرك الذي طالعتنا به الاعلاميات العربية بشأن مشروع وثيقة اسميت بـ " عهد وبلاغ للامة العربية " اعدها السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية وطرحها على الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي التأم في جلسة افتتاحية مغلقة بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.. وسط تحفظات خليجية على ادائه اصلا! فهل لنا ان نقف قليلا عند هذه " الوثيقة " لنفككها ونحللها ونتفحص مدى قدرتها وصلاحها من اجل تغيير الشرق الاوسط عربيا صغيرا ازاء مشروع صارم بتغيير الشرق الاوسط امريكيا كبيرا ؟؟
    الاقتراحات:
    تقترح " الوثيقة " إضافة عدد من الملاحق إلى ميثاق الجامعة العربية، وهي:
    اولا ـ انشاء البرلمان العربي.
    ثانيا ـ انشاء مجلس الامن العربي.
    ثالثا ـ تعزيز العمل الاقتصادي العربي المشترك.
    رابعا ـ تطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
    خامسا ـ انشاء المصرف العربي للاستثمار والتنمية.
    سادسا ـ النظام الاساسي لمحكمة العدل العربية.
    سابعا ـ انشاء هيئة متابعة تنفيذ القرارات.
    ثامنا ـ نظام اعتماد القرارات في جامعة الدول العربية.
    تاسعا ـ اقامة المجلس الاعلى للثقافة العربية.
    ومن المقرر أن يجري بحث مقترحات عمرو موسى خلال اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية العرب الي يلتئم اليوم برئاسة وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ومشاركة وزراء خارجية كافة الدول العربية، إضافة إلى عمرو موسى، وهو الاجتماع الذي خصص لاعادة هيكلة وتطوير منظومة وآليات العمل العربي المشترك، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة وعلى مدى يومين.


    دعوني ارد على وثيقة عمرو موسى
    هذا ما اورده الاخ نبيل شرف الدين في تقريره عن هذه " الوثيقة " التي اراها سوف لن تقدم ابدا حياتنا العربية، بل ستهمل حالها حال كل المشروعات التي اهملت وزادت من تأخر هذه الامة المنكودة باناس لا يعوون حقيقة الاوضاع ولا يهوون الا الكلام المنمق والانشائيات وصناعة المفذلكات الخطابية التي اعتدنا عليها منذ نصف قرن..


    اولا: برلمان عربي: اضحوكة جديدة
    وانا اسأل بدوري المتواضع السيد عمرو موسى: هل هناك برلمانات عربية حقيقية في الدول التي تتكلم باسمها حتى تقترح انشاء برلمان عربي ؟ وباسم من ؟ وما هي آليات هذا البرلمان ؟ وما هي اساليب وجوده ؟ واذا وافق العرب على تشكيله.. فكيف سيتم انتخاب اعضاؤه ؟ هل ستنتخبهم الشعوب ان استطاعت ذلك وان لم تستطع هي نفسها حتى اليوم كيف تنتخب ممثليها في بلدانها ؟ ام ان الدول ستعّين اعضاء البرلمان العربي ؟ وعند ذاك، هل يمكن تسميته ببرلمان ؟ لابد ان نحترم انفسنا كعرب يا عمرو موسى قبل ان نهّرج بشعارات كالتي الفناها على مدى خمسين سنة! لنكن عقلاء ونحترم عقلية النخب والفئات والجماهير العربية..


    ثانيا: مجلس امن عربي: تكريس الوصاية
    وتقترح ثانيا انشاء مجلس امن عربي.. وتريد من الدول العربية التي هي في متساوية في عضويتها بمجلس الجامعة العربية الموافقة على ذلك ؟ هل يمكن ان تقنع عربيا واحدا بأن اي دولة عربية احسن من الاخرى حتى تقترح هكذا اقتراح سقيم ؟ اتريد ان تفرض وصاية دول بعينها على حياتنا العربية ؟ الا يكفي ما فعلته وصاية دول بعينها على دول اخرى على امتداد خمسين سنة ؟ الا يكفي ما مارسته دول بعينها من دعارات اعلامية باسم القومية العربية وباسم الثورة العربية وباسم الامة العربية ضد الدول الرجعية والدول العميلة ؟ هل تريد القول ان مشكلاتنا العربية سيحلها مجلس الامن العربي ؟ لو نجحت هكذا فكرة لكان سرقها العرب من الذين جعلوا من انفسهم اوصياء على الامة العربية وتكلموا باسمها وتصرفوا نيابة عنها.. نعم لكانوا سرقوها منذ زمن طويل واوجدوا هكذا مجلس اوصياء على غرار مجلس الامن الدولي.. ولكنهم كما يبدو كانوا اعقل من العرب اليوم بكثير برغم كل تصرفاتهم وتدخلاتهم!!


    ثالثا: وماذا تقترح ايضا من اجل التصويت عليه ؟
    نعم، تعزيز العمل الاقتصادي العربي المشترك.. جيد جدا، ولكن استخدام شعار قديم عمره خمسين سنة بأي آليات يا اميننا العام ؟ وبأي اساليب ؟ انه ليس شعارا نرفعه من اجل ان نخدع شعوبنا قبل ان نخدع العالم اننا من الحرص بمكان على اصلاح البيت العربي! البيت العربي يا اخي عمرو موسى متهرىء بحاجة الى تغيير حقيقي وليس بحاجة الى ترديد شعارات من دون نفع.. وقلت بتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي كان قد لازمه امر آخر منذ خمسين سنة هو الدفاع العربي المشترك الذي اهملته ولم تشر اليه! واعتقد ان العرب لو عرفوا تاريخ هذا المجلس وعرفوا ما جرى فيه على امتداد عقود من السنين.. ولو عرف العرب بأن المبادىء التي نادت بها جامعة الدول العربية من خلال هذا المجلس وةاتفاقية الدفاع العربي المشترك لم توظّف ابدا في اي يوم من الايام فسيقولون لعمرو موسى واضرابه اننا لا نريد هكذا مجلس ولا نريد تطويره ابدا!! لو علم العرب ما جرى باسم هذا المجلس وباسم تعزيز العمل الاقتصادي العربي المشترك لقالوا: هاتوا لنا صيغة اخرى من الشراكة العربية لنتعامل مع بعضنا البعض من دون هكذا مجلس!


    رابعا: التنمية العربية ليست بحاجة الى جامعة الدول العربية
    اما بصدد الاستثمار والتنمية فلا ارى ان هناك ثمة حاجة لانشاء مصرف في اطار اصلاح الجامعة العربية! ابدا ابدا.. ليزدهر الاستثمار والتنمية العربية بخلق مصارف وبنوك وحركة انتقالات مالية وخلق استثمارات عربية بعيدا عن القيود التي الفناها في الجامعة العربية..


    خامسا: محكمة العدل العربية: اضحوكة اخرى
    اما الطلب على مقترح النظام الاساسي لمحكمة العدل العربية، فهو امر مضحك حقا! هل يريد الاخ عمرو موسى ان يفهمنا ان باستطاعة جامعة الدول العربية تأسيس محكمة عدل عربية تنبثق منها لحل مشكلات عربية.. وهو يدرك تماما ان مشكلات حدودية وبحرية عربية عربية لا تحل الا من خلال محكمة العدل الدولية.. فكيف اذا كانت هناك مشكلات اقليمية ودولية ؟ هل يريد ان يفهمنا ان المرض في دولنا وشعوبنا لا في منظمته التي اسمها جامعة الدول العربية ؟ هل يريد ان يعلمنا بأن منظمته هذه تشابه وعلى قدم المساواة مع هيئة الامم المتحدة ؟ هل يريد ان يخلق من قبل دول عربية معينة محكمة عدل عربية ليحاكم دول اخرى ؟


    سادسا: جامعة الدول العربية منظمة وليست دولة
    ان العرب ليسوا بحاجة الى هيئات للمتابعة والتنفيذ وكأن جامعة الدولا العربية لها سلطات تشريعية وتنفيذية.. وليست بحاجة الى نظام اعتماد القرارات.. على العرب ان يدركوا ان ثمة اولويات لابد من الاتفاق عليها فان لم يتفقوا عليها، فكل ما يقترحونه ويصفقون له ويدعون العمل به هو من قبل الاكاذيب.. عليهم ان يتفقوا على ثوابت اساسية واهداف جديدة! عليهم ان يراجعوا ببساطة ما كان العرب القدماء قد اقروه قبل اكثر من خمسين سنة.. هل ما زال العرب حتى اليوم يؤمنون بنفس الاهداف والمبادىء ؟ واذا آمنوا بها فهل عندهم القدرة على تحقيقها بعد ان فشل العرب على مدى نصف قرن في تحقيق عشر معشارها ان لم يكونوا قد تراجعوا بالامة مئات السنين الى الوراء ؟ هل يريد العرب البقاء اسرى شعارات واوهام مع احترامي للثوابت الاساسية التي اؤمن بها، ام هل لديهم القدرة على الاعتراف انهم ابناء واقع جديد فرضته عليهم المتغيرات الجديدة التي تريد فرض اجندتها عليهم شاؤوا ام ابوا ؟


    سابعا: الثقافة العربية ليست بحاجة الى مجالس وتكايا وزوايا
    وماذا سيفعل مجلس اعلى للثقافة العربية غير تبديد الاموال وعقد المؤتمرات التافهة التي يرددون فيها كليشيهات وشعارات وانشائيات وبلاغيات ومواعظ ؟؟ ماذا سيفعل مثل هكذا مجلس مع وجود اتحادات ومنظمات ومؤسسات ثقافية وفكرية عربية لا ترفع ولا تحط من شأن الثقافة العربية ؟ انني مع اي خلق جديد يخدم الحياة المعاصرة لهذه الامة.. ولكن ليس باثواب قديمة مرقعة.. انني اطمح الى تأسيس دائرة عربية بسيطة للمعلومات تخلق حركة اتصالات بين المؤسسات الثقافية والفكرية العربية وستكون اجدى بكثير من مجلس اعلى! لقد انبثقت عن جامعة لدول العربية عدة منظمات ثقافية وصدرت مجلات وعقدت مؤتمرات وطبعت مشروعات للثقافة العربية بمجلدات.. اسأل من باب تحصيل حاصل: ما الذي جنته الامة العربية من وراء كل ذلك ؟ هل استفادت النخب المثقفة العربية منها ؟ ام لم تكن جميعا غير بلع اموال ونهب منظم لها ليس اّلا ؟ اسألك يا اخي عمرو موسى: مشروع واحد لتأليف كتاب في تاريخ الامة العربية لم يصدر حتى الان بعد ان انفقت عليه جامعة الدول العربية الملايين منذ سنوات وكان لي شرف المساهمة به ولم يزل يراوح باجتماعات تلو اخرى .. وما زال وسيبقى مشروعا كسيحا يتبدل المسؤولون عنه بين زمن واخر ونفقاته جارية ؟ وتريد تأسيس مجلس اعلى للثقافة العربية من اجل مشروعات كسيحة ليس لها غير رصد الاموال ؟؟


    مسافات بعيدة بينكم وبين الواقع
    ان الاخ عمرو موسى يغرد بعيدا خارج سرب هذه الامة التي اعتقد انها لا تريد وصفات بدائية او مشوهة او منقولة ان لم نقل مسروقة عن منظمات اخرى في العالم.. انها لا تريد اضفاء ملاحق على النظام الاساسي لجامعة الدول العربية.. انني اعتقد بأن هذه الامة بحاجة ماسة اليوم الى الغاء النظام الاساسي القديم لهذه المنظمة.. وتأسيس نظام اساسي جديد يتماشى مع روح هذا العصر، يخلق شراكة حقيقية وحيوية بين اجزاء هذه الامة.. يلزم الامة بمبادىء جديدة لا تخرج عن ثوابتها الاساسية ولكنها تعمل على خلق بدائل من اجل تأسيس واقع جديد! ان الامة العربية بحاجة الى بيروسترويكا اصلاحية متجذرة لاقتلاع كل العفونات وكل ما تعارف عليه العرب من اساليب رديئة وبدائية.. وخلق حركة غلاسنوست من الشفافية السياسية لتعزيز فرص المجموعات والفوريومات النخبوية العربية.. ان مسافات بعيدة تفصل بينكم وبين الواقع فالامة ومشكلاتها اليوم لا يمكنها ان تعالج بهكذا اساليب قديمة لا يلتفت اليها العرب انفسهم فكيف يلتفت العالم اليها.. واذا ما اقتنع بها الزعماء العرب، فان خدعة كبيرة تمارس معهم لتمرير مشروعات بليدة من خلالهم باسم الاصلاح والبلاغ والعهود.. وما شابه ذلك من التوصيفات.


    وماذا تريد " الوثيقة " ايضا ؟
    اولا: وتتضمن وثيقة موسى المعنونة باسم (عهد وبلاغ إلى الامة العربية) "تأكيد قادة الدول العربية بمقتضى هذا العهد على انقاذ الاجيال المقبلة من ويلات الفرقة والتناحر والذي جلب على امتنا العربية والاسلامية الكوارث والمحن، والعمل متضامنين ومتحدين لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقتنا، سلام يقوم على مبادئ الحق والشرعية الدولية وتحرير الارض العربية المحتلة"، على حد ما ورد في الوثيقة.
    دعني اقول بأن الامة شبعت نرديد هذه المناحة وترديد الانشاء وببغاوية ما قيل في كل زمن وكل حين.. لنكن شعانا ونعلن عن مواطن الخراب والدمار والعفونة في حياتنا العربية! لنكن شجعانا لنقول بأننا بحاجة الى نقلة نوعية لا يمكن ان تحدث من دون تغيير حقيقي في اساليب تربوياتنا واعلامياتنا وتبديل كل واقعنا.. وماذا بعد ؟
    ثانيا: تدعو الوثيقة إلى تهيئة الظروف اللازمة لتمكين الشعب العربي من أداء دوره الحقيقي في الاقتصاد العالمي من خلال ارساء التكامل الاقتصادي العربي مما سوف يمكننا من المشاركة الفاعلة في نماء الحضارة الانسانية..وتشجيع ما تذخر به شعوبنا من قدرات ومواهب وإبداع فكري وماتمتلكه من إرث تاريخي حافل بالمنجزات، والتعامل الايجابي مع النظام الاقتصادي العالمي على اساس المصالح المتوازنة والاستفادة من معطياته لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تحديات العصر".
    وكالعادة ايضا من ترديد احجية تمكين الشعب العربي من اداء دوره الحقيقي.. واين ؟ في الاقتصاد العالمي ؟ هكذا مرة واحدة من خلال ارساء التكامل الاقتصادي العربي ؟ ومن يقبل فعلا وواقعا بمثل هذا " التكامل " اذا ما كانت هناك ثمة اختلافات جذرية في واقع كل اقتصاد محلي واقليمي عربي ؟ كيف يمكن لمشروع استراتيجي عربي يطرح للتصويت اذا كان صادقا تماما وهو لا يدرك حجم التباينات في الانتاج والاستهلاك لدى الدول العربية ؟ كيف يمكن بناء تكامل اقتصدادي عربي اذا لم توفر الارضية المشتركة لتبادل المنتجات العربية ؟ واين هي المنتجات الصناعية العربية وما حجمها ضمن القياسات العالمية ؟
    ثالثا: كما تؤكد ذات الوثيقة "وقوف القادة العرب متضامنين في تعزيزالعلاقات والروابط العربية وتقوية القدرات العربية الدفاعية لضمان سيادة وأمن وسلامة وصون الاراضي العربية، وتحصين التضامن العربي باستنهاض المواطنين عن طريق توسيع المشاركة السياسية وانجاز الاصلاحات الضرورية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع اقامة الهياكل اللازمة لتنفيذ ذلك"، داعياً في هذا الصدد إلى العمل على تدشين "الآليات اللازمة لتقرير السياسات المشتركة لتحقيق اهداف ومقاصد ميثاق جامعة الدول العربية ووضع الخطط المناسبة للتنفيذ، وكذا إنشاء الاجهزة والهيئات التابعة الضرورية للوفاء بهذه الاهداف، بما في ذلك الاجهزة والهيئات المعنية بتطوير خطة العمل والتفاوض بشأن الآليات التنفيذية".
    كله كلام جميل منقول من توصيات سابقة وقديمة.. لا نريد ان نسمع بعد اليوم كلاما انشائيا! لا نريد ان نسمع بعد اليوم تهويلات ومبالغات وتطمينات.. كفى نخدع شعوبنا! كفى نضحك على نخبنا! كفى نختبىء وراء الكلمات.. لابد ان نقول: علينا باقتناص الفرص السانحة لترتيب شؤوننا الداخلية.. وعلينا بحقوق الانسان وعلينا بتصويب وضع المرأة العربية وعلينا بمحاربة الارهاب وعلينا بالانفتاح على العالم وعلينا بالدفاع عن حقوقنا باساليب جديدة.. وعلينا بتغيير قوانيننا القديمة بما يستقيم والحياة المعاصرة.. علينا بتغيير مناهج الدراسة بما يتلاءم وروح العصر.. علينا بمد مواصلات برية وتأسيس شبكة سكك حديد عربية.. علينا بفتح الحدود العربية.. علينا بصناعات مشتركة.. علينا بالقضاء على ايديولوجيات الماضي السياسي العقيمة وبناء سياسات جديدة علينا باعلاميات عربية حيادية لا اعلاميات الردح والاكاذيب وخلق التوترات.. علينا بمؤسسات المجتمع المدني واحترام حقوق الاقليات علينا بتطوير جامعاتنا ومؤسساتنا العلمية.. علينا بمحاربة الفساد الاداري والمالي والاقتصادي.. الخ


    وماذا تضمنت الوثيقة ايضا ؟
    وفي شأن ممارسة الرقابة على تنفيذ الدول الاعضاء لالتزاماتهم، دعت وثيقة الأمين العام إلى أن آليات تلك الرقابة لابد أن تتضمن "تقرير العواقب والعقوبات المناسبة في حالة عدم تنفيذ تلك الالتزامات، ودعم العلاقات البينية العربية، وتنسيق السياسات الامنية والدفاعية والخارجية، وتطوير الآليات الخاصة بالنسبة للمؤسسات الاقليمية والدولية، وتحقيق التكامل الاقتصادي، وتأسيس أجهزة رقابة قضائية فضلاً عن الاصلاح الداخلي".
    تأتي هذه الوثيقة وسط أنباء متواترة عن خلافات بين الدول العربية بشأن مسألتين، الأولى هي المبادرة الثلاثية التي طرحتها مصر والسعودية وسورية، والثانية هي التعاطي مع المبادرة الأميركية المعروفة باسم "الشرق الأوسط الكبير"، ولفت مصدر دبلوماسي عربي إلى أنه من المقرر أن يحسم وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم على مدى يومين الخلافات بشأن المبادرة الثلاثية، بينما سيتم إرجاء مناقشة المبادرة الأميركية إلى وقت لاحق، لإجراء مزيد من المحادثات الثنائية والاتصالات على هامش الاجتماعات أو حتى بعدها.
    السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه: لماذا جاءت مثل هكذا وثيقة في مثل هكذا ايام من دون دراسة معمّقة ولا تحليلات موسّعة من قبل الرأي العام قبل التصويت عليها ؟؟؟؟؟


    وأخيرا: ماذا اقول ؟
    ان ما جاءت به هذه الوثيقة لا يمكن ان يصمد ابدا ازاء تيار المبادرة الامريكية الجارف، وكنت اتمنى ان يكون للعرب في مثل هذا الوقت أساليب جديدة وابتكارات معاصرة يقنعوا العالم بها انهم ماضون من اجل اللحاق بركب العالم كما هو حال الامم الاخرى.. واقول بمرارة ان العرب اذا ما وافقوا على مثل هكذا وثيقة بليدة.. فسيبرهنون للعالم كله انهم غير قادرين ابدا على ادارة دفة التغيير الذي يطمح اليه عقلاء هذه الامة! اننا نريد ان يأتي التغيير من داخل حصوننا المتهرئة لا من خارجها.. اننا نطمح ان نغدو امة فاعلة ومنتجة وحرة كبقية الامم الاخرى.. ولكن يبدو ان ابناءها – مع كل الاسف – لا يريدون او بالاحرى لا يدركون او ما زالوا لم يدركوا حجم الخطر الذي يهدد حياتنا وثوابتنا وقيمنا وتقاليدنا التي ليس لنا الا ان نتشدّق بها من دون فعل اي شيىء في سبيل استعادة الارادة العربية.. وان كل ما جاءت به هكذا وثيقة من تضمينات انشائية ومقترحات غير عملية لا يساعد ابدا على تلك الاستعادة.. ولنعلم اننا كدول عربية لا يمكن لها ان تحافظ على حقوقها او ان تستعيد ما تبدد من حقوقها ان لم تمتلك ارادتها.. ان اي مشروع مستقبلي من اجل اجيالنا القادمة لا تصنعه المواعظ ولا ترديد الشعارات التي الفها الناس، بل انها بحاجة ماسة الى عقلية جديدة ومشروع حقيقي في التغيير.. ولابد ان يؤمن الجميع بمبدأ التغيير الداخلي دولا وشعوبا، والا فلا نفع لمثل هكذا وثائق ابدا.








                  

العنوان الكاتب Date
رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-03-04, 03:26 PM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح ali othman03-03-04, 03:41 PM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-03-04, 03:45 PM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-03-04, 03:41 PM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح ترهاقا03-03-04, 03:43 PM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-03-04, 03:55 PM
      Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح awadnasa03-03-04, 04:07 PM
        Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-04-04, 06:39 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-04-04, 07:01 AM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح awadnasa03-04-04, 07:53 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح kamalabas03-04-04, 07:42 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح ودقاسم03-04-04, 09:09 AM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح muntasir03-04-04, 09:30 AM
      Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح abumoram2203-04-04, 09:59 AM
        Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Elsadiq03-04-04, 12:44 PM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-05-04, 07:59 PM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح kamalabas03-05-04, 03:50 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-05-04, 05:43 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح omdurmani03-05-04, 06:20 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-05-04, 09:08 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Yasir Elsharif03-05-04, 10:30 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-06-04, 08:55 AM
  Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-06-04, 08:58 AM
    Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Elsadiq03-08-04, 07:43 PM
      Re: رؤاساء العرب وملوكهم يرفضون الاصلاح Dr.Abbas Mustafa03-09-04, 08:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de