مذكرات تـارك صــلاة ساقتني سيقاني إلى مكان لم تطأه قدماي لما يقارب الثمانية سنوات ويرجع السبب في ذلك الانقطاع للحادثة التالية: أتذكر أحد أيامي الخوالي، وأنا طالب في بداية المرحلة الثانوية وكنت حينها في السادسة عشر من العمر، وكنت حتى تلك المرحلة أداوم على الصلاة وارتاد المساجد بشكل منتظم دون أي قسر او ضغوط من أفراد الأسرة ، حباً خفي جعلني اشعر بالراحة حين أودي تلك الواجبات الدينية فمن هذا المنطلق تشعبت جواي أشياء أدق مما ذاد من حبي لها . في خلال تلك الفترة تم اختياري لتمثيل ولاية الخرطوم ضمن منتخب السباحة في الدورة المدرسة المقامة بولاية ود مدني وكنت حينها ممن ينافسون على بطولة الجمهورية كل عام، وكنت أتمتع بشهرة كبيرة بين السباحين ، وكنت مستعداً لتلك البطولة من قبل فترة طويلة، كانت بالنسبة لي ككاس العالم ،كل يوم أحلم بأني رجعت من مدني الى الخرطوم محمولاً على الأعناق وأنا أحمل الكأس وكل الخرطوم تهتف: راني.. راااني.. راااني. بعد أول ليلة أقضيها بتلك المدينة الجميلة (مدني) وفي حوالي الساعة الرابعة صباحاَ صحوت ( أو بالأصح تمت إفاقتي ) من نومي بشكل لم أعتده طوال سنين عمري السابقة، لم يكن ذلك الشكل إلا (زعيم أسود )*1 نزل على ظهري مرتين تفصل بينهما أجزاء من الثانية ،ظهري الذى لم يرتكب جرماً سواء انو الظروف فرضت عليه سلطات أحد المهوسيين . كان الزعيم في تلك الساعة بيد أحد الكيزان المهووسين والذي ينتمي لجهة تدعى وكالة النشاط الطلابي، صحوت مفزوعاً واعتقدت لثواني أن القيامة قامت وأن أحد الملائكة الموكلين بتعذيب المشركين يودي واجبه المكلف به بعد أن خفَّت موازيني (والعياذ بالله). حين أفقت ولم أجد نفسي في جهنم ولا الذي يقف أمامي ملاك بل أقرب في هيئته إلى الشياطين، ما كان إلاّ أن قمت بسبه ولعنه بكل الألفاظ التي استحضرتها في تلك اللحظة فوصل الأمر إلى إدارة المعسكر التى حاولت بدورها معالجت الموضوع بتشكيل طابور لتأديبي مما أخَّر من مواعيد الصلاة بعض الشي ، في الحقيقة لم يهمهم كثيراً تاّخر مواعيد الصلاة اكثر من تفريق ما بدواخلهم من سواد وحقد ضد الإنسانية . تم ضربي بشكل وحشي امام الطلبة مما جعلني اشعر بالمهانة وفي اثنا اليوم تمكنت ان اهرب من المعسكر بعدها توجهت للخرطوم وبالتالي لم أشارك في المنافسة، تاركاً هوايتي التي اكن لها كل الحب وتمثل شيء كبير بالنسبة لي ، (تخيلوا معي هذا القدر الهائل من الإحباط لطفل يعاقب بهذه الطريقة وهو يحسب أن ما قام به رد فعل طبيعي لتلك الفعلة الشنيعة التي قام بها ذاك المهووس) الذي لم أفهمه حينها أنه ربما كان هذا المهووس مريضاً ينفِّس عن بعض الكبت الداخلي، أو ربما كان يعاني من إشكاليات سيكولوجية جعلته يتلذذ بهذا الفعل أو ربما كان يعتقد أن هذا الفعل الشنيع تطبيق للدين الذي لم تمنحه الظروف فرصة أن يتعلم عنه أبسط الأشياء. لا أظنه كان يعتقد أننا لن نصلي إلا بالسوط والترهيب ،وأكاد أجزم أنه لو وجدنا كلنا مستيقظين كان سوف يصاب بإحباط لأنه لن يستطيع تفريغ تلك الشحنة المرضية، شيء آخر لم يعلمه ماذا فعلته تلك الحادثة في نفس ذلك الصبي . لقد صرت كلما حان موعد الصلاة تأتي أمامي تلك الحادثة البشعة وما تبعها من ظلم تجاهي، فصرت هاجراً للصلاة بشكل شبه كلى . في خلال الأيام السابقة ساقتني خطاي يوم عيد الأضحى لصلاة العيد في المسجد الموجود بمدينة ريجاينا بولاية ساسكاتشوان، ومن قبل أيام قمت بتحديد مكان المسجد ويوم العيد صحوت باكراً (رغم سهري قبلها حتى وقت متأخر في استذكار دروسي) المهم مشيت المسجد وحين وصلت كنت أول المصلين وصولاً وجلست وكان صدري منشرح ومملوء بالنشوة لهذا الفعل وكان هذا الانشراح يزداد مع تكبير وتهليل المصلين رغم ما كانت تعانيه قدماي من قهر الجلسة التى كنت أقيدهم بها وفي اللحظة التى قال فيها الامام كلام سريع اتخللته عبارة (سووا صفوفكم) معلناً انتهاء خطبته العربية والإنجليزية حينها قربت ان (اصـفر) من الفرح لولا ان تنبهت ذاكرتي للمكان ألانا فيهو . وبعد الإقامة قمنا للصلاة فإذا بأحد المصلين العرب من خلفي يشدني من فانلة البرد التي أرتديها وحين التفت له قال لي بلهجة حادة: (يا أخي روح غير هذه الفانلة لأنها مطبوع عليها صورة كلب في الظهر)؟؟؟ يعني الصلاة كلها دقائق أمشي تلاتة كيلو وأجي راجع حا يكون صلات الظهر جات ، المهم توكلت وأكملت الصلاة وعندما رجعت المنزل خلعت الفانلة واتمعنت في الصورة ، وجه لكلب (وديع) من نوع البوكسر مكشر عن أنيابه، فعلاً كلب وديع تربطني به صداقة امتدت أكثر من سنة ونصف لم يشتكي منه احد ولم يتجرا بالهو هو هو هو في وجه شخص ما، حتى انيابه التى كان يكشر عنها لم تكن ملطخة بالدماء، في الحقيقة هو نباتي، فرق شاسع بينو وبين كلاب الجبهة . بس كان مكشر ذي هناى قريبي الشيوعي داكـ كان مكشر دايماً لكن في حقيقة الأمر كان إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وديع جداً ، مرهف ،شعوره بالآم الآخرين جعل منه الإنسان المكشر في وجه القهر ، حبوبتى لم تعلم ذلك، كانت تتخيل انو هو مكشر لانو شيوعي ، كافر ، ملحد ، وحش ، كعب ، مسكينة ما كانت عارفة احساسو بيها شكلو شنو !!!! بعد ذلك سألت نفسي الزول العربي دا ما كان عندو طريقة تانية أحسن من كدا في تنبيهي؟…… وهل دي طريقة المسلمين في الدعوة في بلد أغلب سكانه من غير المسلمين؟…… أنا أكاد أجزم إن هذا الشخص ما حا يكون ليهو فضل في إدخال أي زول للإسلام وبعد ذلك سألت نفسي ما علاقة هذا العربي بوكالة النشاط الطلابي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكل فرح والإسلام بخير خالي معافى من المهووسين.... راني السماني 2004 كندا *1 -( سوط للضرب يصنع من خرطوم المياه الأسود )
02-13-2004, 08:06 AM
ابنوس ابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790
لا يستطيع الانسان قراءة هذه الحكاية دون ان يمر شريطا من الحكاوي المماثلة امامه ، وفظائع ربما كان كل منا جزءا منها ، وفي اي مكان صادفتك مثل هذه التصرفات كان دائما خلفها مخبول ما يعتقد ان الله كلفه برعاية الدين في الارض .. وتكشف هذه الحكاية حصاد المشروع الحضاري الذي خططت الجبهة لانفاذه بأستهداف شريحة عمرية محددة وكلفت وكالة النشاط الطلابي هذه المؤسسة الهلامية بتنفيذة اي اسلمة الاطفال ومحاصرتهم في معسكراتهم ابتداءا من الدورات المدرسية التي فقدت بهائها حتى معسكرات الاشبال السباحين وغيرهم حتى الحركة الكشفية لم تسلم .. ولكن ماذا كان حصادهم ... وهذه حادثة تظل تلازم راني حتى في منفاه وتقف بينه وبين علاقته بصلاته .. كيف يكون الدين هو هذه الفظاظة في التعامل والبوليسية المفرطة . اعرف راني السماني شاب وديع ومبدع له مهارات معروفة في السباحة اذا وجدت الرعاية في تلك السن المبكرة لصار بطلا على مستوى قومي .. راني يحب مصطفى سيد احمد والماء .. التقيته في القاهرة لاجئا في صفوف الامم المتحدة والطريق الى رجاينا جمعنا والان هو في بلاد الثلج والماء هذه يهم بغسل تلك الحادثة من ذاكرته فتلتقيه وكالة اخرى تمسح صور الكلب من ظهر الفانلة وتربط كل هذا بالاسلام .. راني لقصتك هذه ابعاد تتعلق بالعقل العربي المسلم وجهله بالمكان والزمان والعمر وغيرها ... ولا ادري لماذا الكلب ملعون ؟؟ هذا الكائن الوديع لماذا يلعنه العرب ويربطون بينه والنجاسة مع انه اكثر صدقا ووفاءا من كثير من البشر ؟؟ لك الود راني
السلام عليكم اشكرك علي مشاركتنا هذه الذكري الاليمة رغم ان الحدث مؤلم الا ان رد الفعل اكثر ايلاما مما يذيد من حدة الاثنين معليش لا ارغب في ايلامك و لكن اريد ان اقول لك ان طرق الدعاة عندنا فقيرة و هذه حقيقة ذكرتني هنا عندما اصابني ملل و زهج وقررت دخول الكنيسة لمعرفة المذيد عن طرق الدعوة عندهم كانوا في غاية الرقة و اللطف رغم عباءتي السوداء و ايشاربي الذي يوضح هويتي ذهبت مع الصديقة المسيحية و زوجها ابتسامات عند البوابة و توزرع برنامج السيرفس عند مدخل المصلي ابتسامة اكثر عرضا و توزيع للكتاب لمن نسي ان يحمل كتابه عند الصلاة كل العبارات بالبور بوينت و القسيس يردد صلاته بابتسامه و يناقش بذكاء برنامج بناء الكنائس في افريقيا و توزيع الجاريتي تسالت لما كل هذا النظام؟؟ لما نحن لا نعمل من اجل الدين الاوحد و بكيت داخل الكنيسة اثناء الصلاة اظنهم كانوا يعتقدون ان بكائي اعجابا و لكن بكائي كان كمدا و شعورا بالتقصير احساس قاتل باني تافهة في ادعائي بانشغالي بالعلوم الدنيوية و انا التي لم ابلغ الاية التي حس عليها المصطفي اخي هلا عملت من أجل ابلاغ الاية فانت مسلم مكلف و لك الفرصة اما الصلاة فانا قد لمست حبك لها من بين كلماتك و لا اظنك تاركها وفقك الله الي طريقه القويم و هدي الله دعاة المسلمين سلمت
02-18-2004, 08:22 PM
rani rani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637
سودانية انتى عارفة بمداخلتك دى نكتى لي تجربة تانية مع ناس الكنيسية برضو قبل كم شهر كدا كنت بتمشي في الشارع حينها قابلني احد الرجال في العقد الثالث من العمر يحمل بعض الاوراق فاعطانى منهم كرت به عناوين وتلفونات موضح علي الكرت يمكنك الحصول علي نسخة فيديو تحكى عن حياة المسيح تانى يوم اتصل بالرقم وطلبت الشريط بعد ما اعطيتهم عنوانى وتليفوني ووعدونى بان الشريط سوف يكون بحوزتي اخر الاسبوع وفعلا قبل نهائية الاسبوع اتصل بي احدهم واخبرني بان الشريط بحوزته ويود ان يسلمه لي باليد وافقت علي طول. آتاني ثان يوم يحمل الشريط عرفني بنفسه اسمي فلان أمريكي أربعة سنة كندا يبد انو طالع في سبيل الله خالى كالفورنيا وجاى يتكوم في كوم التلج دا المهم ما علينا اداني الشريط واهم بان نشاهده سويا لكنى اعتذرت ليهو عن ادا ذلك لاني حينها كنت طالع مشوار ووافق علي فكرة اني اشاهد الشريط لوحدى. ود الانصراف عندها طلب منى انو يزورني في الفترة القادمه واتفقنا انو يكون بينا تليفونات ايضا. وبعد اربعة ايام زارني مرة اخري بعدها سالني عن انطباعي عن الشريط وطرحت ليهو فكرتي التى يطلقون عليها بعض الناس الحاد، كفر،ستقفر الله العظيم ووو(مرات بيكتلو فيها)…… وصدقيني دا لو كان احد دعاء الاسلام وناقشته بنفس الطريقة الناقشت بيها الزول دا كان اقام فيني الحد . لكن الزول دا رغم كلامى الكنت بقولو ليهو ما حسيت انو اتغير معاى ولو للحظة المهم ما بيقلق ومواصل في سعيه وبيحاول يوصل لي أشياءه بكل هدو ودا التسامح والانسانية الانا حسيتها فيهم وماهو براهو الكثير الكثير من المسيحين يتمتعون بتلك الصفات الحميده مع فائق ودى
02-21-2004, 02:22 AM
rani rani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637
الصديق عزت الماهرى تحايا الاسئلة كثيرة في زمن اللا جواب هذا هكذا يبدو لهم تطبيق الاسلام ولا يعلمون اليوم بربطهم لاسم الاسلام بالارهاب وكل ما تيسر من فساد حتما الاسلام سوف يكون دونهم افضل!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
rani
ابنوس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست