|
أنظــــروا .... كيف يتصرف الإنسان الحر في البلاد الحرة .... ثم أحكمـــوا
|
في حلقة اليوم الخميس 5 فبراير من برنامجه الشهير عرض النجم التلفزيوني الأميريكي اللامع مونتيل وليامز شريط فيديو لهذه القصة الواقعية التي جرت أحداثها عام 2000 في مدينة مينيابولس.
مساء أحد أيام السبت. البص يتوقف في المحطة. الركاب رجالا و نساء يبدأون بالصعود. رجل في حوالي الخمسين " سكران شوية " يتوقف علي سلم البص يتحدث مع السائق. يبدو أن خط سير البص لا يتفق مع رغبتة. يطول الحوار. الركاب ينتظرون الرجل ليفسح لهم الطريق ليركبوا. يصعد شاب عاجباه نفسه في حوالي الكم وعشرين ، يزيح الرجل السكران بطريقة فيها الكثير من التأفف و الإزدراء. يفقد الرجل توازنه فيستند بجسده علي الشاب. الشاب يلتفت فجأة نحوه و يدفعه بكلتا يديه و بقوة ، فيسقط الرجل من فوق البص علي ظهره ويرتطم رأسه بالأرض أمام مدخل البص فيهمد تماماً ولا يحرك ساكنا.
و يستمر الفيديو.. الناس يواصلون الصعود إلي البص و هم يتزاوغون من الرجل المسجي عبد المدخل. هذا يزوغ منه و هذا ينطه و إمرأة تعصـر علي البص شديد عشان ما تهبشه. و أخري تضع قدمها بمهارة بين رجليه و الأخري في سلم البص طوالي. وواحد جرئ و شجاع و شهم يبعد أرجل الرجل الممدد و يزحهم ليفسح للركاب الطريق. ما أقل من 15 واحد عبروا من عنده و هو جثة هامدة لا يتحرك و الله هذا ما حصل صورة حية نقلتها كاميرا معلقة في البص. و الأغرب من ذلك الحوار الداير بين الركاب. السائق لم يغادر مكانه و لكنه كتر خيره رفض التحرك حتي يأتي البوليس. و أسمع إحتجاجات الركاب "إتحرك ياخي" "ونحن مالنا" وصوت واحدة عجوز – قلبها ما فيه رحمة – تقول " الراجل بيستهبل عشان يعطلنا .. أنساه و سوق". ولكم أن تتخيلوا كم من الدقائق مرت وهم يتجادلون فوق البص و مجموعة أخري علي الأرض لم يأت بصها ينظرون بدون إكتراث و الرجل مسجي أمامهم بين الحياة والموت. حتي مات فعلاً.
هذه هي الحرية في أمريكا: حيث أنت فعلاً حــر ، لا الشهامة واقفة ليك علي رأسك بالسوط . ولا المروة مقيداك مطلعة عينك. ولا الضمير شابي ليك في حلقك كل لحظة ولا الفضيحة و السترة متباريات و مبارياتنك محل ما تمشي. ولا إغاثة ملهوف ولا زحمـــــــــــــــة .........
|
|
 
|
|
|
|