البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 07:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2004, 07:29 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن

    [size=18]البصلة وقشرتها
    شـــــــــربوت العـيـــــد مـــع الشــــــــــي
    كنا بمنزل الدكتور حسن أبشر الطيب. وقد دعانا على شرف الدكتور كامل الطيب إدريس ... وكان من بين الحضور السيد أحمد عبد الرحمن محمد والأستاذ عبد الباسط سبدرات وآخرون من الشخصيات، بينهم الأستاذ الكبير عبد الكريم الكابلي.. سألته عن الجديد من إنتاجه فذكر بعض الأغنيات الجديدة ومن بينها ذكر قصيدة «سعاد» رائعة الشاعر المبدع عمر الطيب الدوش - عليه رحمة الله .... قلت للأستاذ الكابلي: لاحظت أنك تصرفت في النص الأصلي للقصيدة بالحذف والإضافة ... فلماذا ؟ ... كان رده مفاجأة بالنسبة لي .. قال: لقد هاجمني الإخوة الشيوعيون لأنني حذفت الجزء الذي تقول كلماته:
    ضميت قزازتي مرقت عن طرف البلد
    وسكرت جد
    وأنا جاي راجع منتهي
    لاقتني هي
    فعلت ذلك - والحديث لا يزال للأستاذ الكابلي - لأني رأيت أن هذا الجزء لا تتماشي معانيه مع أخلاقنا وتقاليدنا السودانية .... قلت: أنا لم أسمع بأن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني قد اجتمعت لمناقشة هذا الأمر وأصدرت قراراً بمهاجمة الأستاذ الكابلي.. فإن انتقدك أحد الشيوعيين فأعلم أنه رأي شخصي ... على كلٍ يبقى سؤالي : هل تعتقد أن الدينكا والنوير والشلك سودانيون ؟ ... فإذا كانت الإجابة بنعم - وهي كذلك بكل تأكيد - فذلك يعني أن عاداتهم وتقاليدهم هي بالتالي عادات وتقاليد سودانية أصيلة ... وهؤلاء القوم لا يمكن لاحتفالاتهم في الأفراح والأتراح أن تتم إلا في وجود الخمر ... فكان رده: قصدت تقاليدنا وعاداتنا نحن السودانيين المسلمين ... قلت له: هذه قضية أخرى تندرج تحت العلاقة بين الدين والتدين. وضربت مثلاً بالخلاف بين المهدي عليه السلام وأستاذه محمد شريف نور الدائم .... فقد تكون هنالك الكثير من العادات التي لا نرى في ممارستها ما يشين، رغم أنها بعيدة كل البعد عن صحيح الإسلام في الفهم الأرذوثكسي ... وذكرت له ما كان يمارس عند ختان الصبيان وطقوس الزواج وما يصاحبها من صنع وتعاطي للخمور جهاراً نهاراً .... بل يعتبر البعض أن «الكفاية» لا تتم إلا إذا عب الضيف ما يستطيع من الخمور عباً ... وهنالك كشف الرأس ورقصة الرقبة، بل أن جداتنا كن يرقصن وهن شبه عاريات دون أن يرى أحد في ذلك خروجا عن المألوف ... وهذا ما يشار إليه بالفرق بين الدين والتدين ... وأضفت مازحاً: يبدو يا أستاذ أن جماعة الأستاذين أحمد عبد الرحمن وسبدرات قد أخافوك وخشيت ألا يسمح للأغنية أن ترى النور ما لم تجر عملية السمكرة هذه .... ودليلي أنك غنيت قبل سعاد أغنية كسلا التي أشرقت بها شمس وجدك وكيف «تطاقشت» في جنة الإشراق صرعى القوارير والأباريق بتن في إطراق ... أم يا ترى أن جماعة كسلا كانوا في رفقة حسناوات ويحتسون راقي الشراب ضحك القوم وضاعت قضيتي التي كنت أريد إثارتها ... والتي يمكن تلخيصها في محورين: الأول ... بالطبع لا يشترط أن يغني المغني نص القصيدة كاملاً ... وهذا من حقه بكل تأكيد ولأسباب عدة ... ولكن هل من حقه الإضافة للنص الأصلي ( يقول الأستاذ كمال الجزولي أن الدكتور وردي قد أضاف كلمة «النساء» في قصيدة الفيتوري «عرس السودان») ... أما النقطة الثانية التي أردت مناقشتها فهي: هل يتم تقييم الإبداع الفني على أساس مطابقته أو مخالفته للحلال والحرام حسب الفقه الإسلامي ؟ ... وإن كان الأمر كذلك، فكم من تراثنا الفني والإبداع العربي والعالمي - قديمه وحديثه - سوف يصمد ولن تكون المحرقة مصيره !!؟ .... ولكن ضحك الحضور واعتقادهم أن ما قلته عبارة عن نكتة أضاع القضية الأساسية كما أسلفت.
    تذكرت ذلك ونحن على مشارف عيد الأضحي المبارك ... فعند الكثيرين من أهالينا - خاصة في المديريات الشمالية - يرتبط عيد الأضحي بالشية والشربوت لدرجة أن أحدهم قال: عيد رمضان هو عيد الكعك ... أما عيد الضحية فهو عيد الشينات التلاتة «قاصداً الشية والشربوت والشطة» ... وعن الشربوت يقال أن أدروب زار أحد معارفه في عيد الأضحي فقدم له صاحب المنزل بلحاً ... فرد أدروب: «في عيد الضحية أنحنا بلح عينك عينك ما تاكل، لكن شوربة حقو تشرب» ... والمعروف أن للاحتفالات طقوسها التي تحدد ما يأكل ويشرب ويلبس ... فمثلاً لا يمكن أن نتخيل عيد ميلاد دون أن تكون هنالك «تورتة مدنكلة» مزينة بعدد رمزي من الشموع تتوسط المائدة ... كما لا يمكن الاحتفال برأس السنة بدون شجرة - حقيقية كانت أم اصطناعية - تعج قاعدتها بالهدايا وكروت المعايدة ... وبالطبع لا يمكن أن يكون هنالك زواج بدون حناء «وريحة لينة ويابسة»... وبالتالي لا يقبل البعض أن يمر عيد الأضحي بدون شربوت أو دكاي ... وكما «للحريف» من «البرامكة» طرقه وآدابه الخاصة بشراب الشاي ( أبو شعيرة الهني ... المو شراب دني ) كذلك لشراب الشربوت أو الدكاي ثقافته ... وقد تختلف العادات من قبيلة لأخرى أو منطقة لأخرى ولكن تراعى تلك الثقافة في جميع الأحوال .... فعند بعضهم يقدم الدكاي أو الشربوت أولاً وبكمية بسيطة كفاتح شهية «أبريتف» لتأتي بعده المرارة والشية أو لحمة الصاج. وبعد الأكل تعاد الكرة ويبدأ احتساء الدكاي أو الشربوت ... وهنا للشخص الحق في تناول أية كمية تسعها «مواعينه» ... واعتقد أن من واجبي تحذير المبتدئين من شيئين قد يحدث أحدهما أو كلاهما معاً عند الانفراط في احتساء الشربوت أو الدكاي ... وهما تحديداً: أن «تنكسر بطنك» وتزداد وتائر زيارتك الى ذلك المكان الذي يذهب إليه حتى الملك راجلاً ... أو ربما تسكر «سكرة يني» إن كان عمر الشربوت أكثر من أسبوع ... أما عن الدكاي فيقول المختصون أن سكرته «ترمي في الشوك» ... وعليه حذاري يا حبيب حذاري ..
    وعند البعض لا يصح تناول الدكاي ولو القليل منه إلا بعد فرشة من الطعام، لأنه من الصعب الصمود أمامه مع بطن خاوية .... وهنا أذكر قصة الصديق المهندس عبد الباسط - وهو من حملة الشراب المعترف بهم عالمياً. ومن الذين نالوا أعلى المراتب في هذا المجال - والذي كنت أناديه بـ «أبو التريتر ... حمد الأبيتر» ... يقول في قصته: إن أيام عيد الأضحي عندنا هي الأيام الوحيدة في السنة التي لا نخشى فيها أن تشتم رائحة الكحول وهي منبعثة من الجوف والفم معاً ... فالتعليل جاهز ومقنع: «والله يا حاج الحقيقة خالي عثمان عزمني على كباية شربوت» ... يقول أبو التريتر: بالطبع لم تكن كباية واحدة. وكثيراً ما نطعن «الشربوت» بقليل من «أبو طرورة» لزوم «التمتين» ... مرة سألنا الخال: « يا خال شربوتك ده مالو في السنين الأخيرة بقي ميت وما فيهو عِرق ... الواحد يشرب جردل وما ينعنش؟» ... فكان رد الخال: «ميت يا أولاد الكلب .... كان الواحد فيكم محشي لحم لمن ضلعو تطقطق ... أشربوه على الريق وشوفوا كان ما يوردكم البحر ويجيبكم صادين عطاشا !» .... ويظهر أن خال أبو التريتر من أعداء الفرشة.
    حادثة أخرى عايشتها عندما كنت معلماً بمدرسة نيالا الصناعية المتوسطة. وكان الأستاذ علي الطويل وقتها نائباً للناظر والمسؤول عن النشاطات الرياضية .. وأبكر كان تلميذاً مجتهداً كما كان من أميز لاعبي كرة القدم بالمدرسة .... وعيبه أنه كان لا يحضر للتمارين أو المباريات إلا وهو «واقف تتق» يعني ( full to the brim ) - أي مملوء «للسدادة» ... وتبدأ المباراة وأبكر يأتي بحركات لم ينزل الله بها من سلطان ... مثلاً أن يسدد كرة في قوة الإعصار في اتجاه شباك فريقه أو يحاول تسديد ركلة لكرة لا وجود لها إلا في مخليته .. وبالطبع يخطئها ليقع أبكر وتكاد تدق عنقه .... أو ... أو ... ويستمر هذا الحال لمدة لا تقل عن ربع ساعة بعدها يستعيد أبكر توازنه ليعود تدريجياً الى ذلك اللاعب الحاذق الذي نعرفه .... في ذلك اليوم كانت المباراة النهائية وضياعها يعني وداع المدرسة للكأس ... وأراد الأستاذ علي الطويل إسداء النصح لأفراد الفريق خاصة أبكر هداف المدرسة ... فإذ بالطويل يشتم تلك الرائحة «المابتغباهو» ومصدرها - ياللعجب - «قدوم أبكر».
    وكأستاذ حازم أرسل الطويل في طلب ولي أمر أبكر ... جاء الوالد - وهو كأغلبية أهلنا في دار فور - رجل متدين ليصدم بالخبر الكارثة: ولدك يا حاج سكران ! .... إنهال الوالد ضرباً على ولده وتلميذنا ينكر التهمة - الثابتة بالنسبة لنا وبالبرهان الدامغ - جملة وتفصيلا .... ويصيح : «والله يا أبوي أنا ما بسكر ... أنا بس اتغديت» ... توقف الوالد عن الضرب عندما تبين له أن ابنه برىء من السكر براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وأنه فقط تناول طعامه والذي يمثل الكشيب جزءاً رئيسياً منه ( الكشيب مشروب يصنع من الدخن ويقع من حيث القوة بين «الحسوة» أو «البقنية» و«المريسة». ويعتبر عند بعض القبائل في دار فور جزءاً من الوجبات إن لم يكن الوجبة الرئيسية ) ..... عندها قال الوالد مخاطباً الطويل: «كمان إنت يا الأفندي ... داير الوليد يموت من الجوع ولا شنو ؟ ... فأسقط في يد الأستاذ علي.
    أخيراً أقول ... كل سنة والجميع بخير ... ولنستمتع بأيام عيد الأضحي المبارك مع الشربوت أو بدونه.


    [size/]








                  

العنوان الكاتب Date
البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن merfi02-04-04, 07:29 PM
  Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن jini02-05-04, 00:45 AM
    Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن Tumadir02-05-04, 01:09 AM
  Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن merfi02-05-04, 01:31 AM
    Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن Mandela02-05-04, 04:27 AM
  Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن Yasir Elsharif02-07-04, 12:29 PM
  Re: البصلة وقشرتها :د. كامل ابراهيم حسن merfi02-07-04, 09:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de