|
أفيدوني يا أخواني...هل الغنم تعرف الخرم....
|
أفيدوني يا أخواني...هل الغنم تعرف الخرم....
حكى لى أحد أخوالي بأن والدته وجاراتها كن يجتمعن كل صباح تحت تحت أحدى شجرات النخل الباسقات في مدينة البكري بدنقلا لتناول قهوة الصباح الجماعية. وتبدأ هذه المراسم عادة بقلي البن الطازج لصاحبات المزاج، و كانت هناك ماعز ترقد تحت هذه الشجرة وتشهد هذه المراسم اليومية. وذات صباح توفي أحد الأشخاص في المنطقة وذهبت شلة القهوة للعزاء، وهكذا طارت على النسوة والماعز معهم موعد قهوة الصبح. وعندما عادت النسوة للبيت الذي يجتمعن فيه كل صباح لإحتساء القهوة وجدن الماعز في حال يرثى لها من الإغماء والإعياء، فظنن أن الماعز على وشك مفارقة الحياة، وظللن يرقبنها إلى أن خمنت لهن إحدى الفاطنات بأن الماعز ربما قد تكون قد إفتقدت القهوة الصباحية وأن هذه الحالة لا تتعدى أن تكون حالة إغماء ناتجة من الخرم، فضحكت النساء ملئ فيههن من كلماتها، وأصرت المرأة على تخمينها ودخلن في رهان معها...فأسرعت كل واحدة للقيام بعمل ما فأحضرت إحداهن المنقد( الموقد) من التكل ولم تنس أن تأتي بالهبابة لإجراء عملية الإسعاف بأسرع وقت ممكن، وجاءت إحداهن بالبن والقلاية والشرقرق الفناجين وذهبت فاطمة أو كلتوم لإحضار ما يكفي من سكر وهبهان من بيتها، ثم بدأت مراسم قلى البن، وعندما بدأ الدخان يتصاعد فإذا بالماعز ترفع رأسها وتنفض أذنيها وتنهض لتبدأ ممارسة نشاطها المألوف، فإندهشت النسوة، وإرتسمت الشماتة على صاحبة الإقتراح...ثم بدأت النسوة في الضحك وصارت من ذلك اليوم هذه الحادثة محل تصديق البعض وتكذيب الآخرين لها...وبما إنني مع الطرفين المصدق وغير المصدق قمت بسرد هذه القصة لكم لأستمع لرأي أصحاب المزاج ( السفة والسجاير) في هذه الرواية ويمكن للآخرين المشاركة...وللعلم القصة واقعية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|