الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة (Re: الجندرية)
|
لماذا ياترى اتخذت " فاطمة المرنيسى" هذا الموقف الرافض للعامل العرقى الثقافى فى تحديد وضع المرأة الاجتماعى ؟!. و هل بحثها القيم, " نساء رئيسات دولة فى الاسلام", أثبت خطل هذا العامل أم صحته ؟؟!
قلنا .. لقد حفيت قدما " فاطمة المرنيسى" و هى تبحث عن ملكات رئيسات دولة فى التاريخ الاسلامى, و اتضح لها من حصاد بحثها أن ما عثرت عليه لا يتعدى النماذج التى أشارت لها الباحثة التركية د. " بدرية أوجوك آن" باعتبارها نماذج ليست عربية, و انما نساء أتين من خلفيات ثقافية متسامحة مع المرأة و لا ترى غضاضة فى اشراكهن فى الشأن العام حتى و لو دانوا بالاسلام, و أنه قد أصبح ذلك ممكنا بالنسبة اليهن بعد زوال الخلافة العربية, بسقوط الدولة العباسية, و انتقالها لشعوب غير عربية. و هذه النماذج كما تشير " فاطمة" فى كتابها ص 185 " دار الحصاد الطبعة الثانية" : ( .. كانت الأثنتان الأوليتان " رضية" و " شجرة الدر" تركيتين تنتميان الى سلالة المماليك, و ست سلطانات و صلن الى العرش عندما حل الأمراء المنغول محل الخلفاء العرب العباسيين على راس الامبراطورية الاسلامية. و سبع أخريات تخص الاسلام فى جزر المالديف و فى أندونيسيا ). و تواصل " فاطمة" شارحة و جهة نظر " بدرية أوجوك آن" : ( و بالنسبة للمؤرخة التركية "أوجوك آن" لم يكن هناك, حقا , أية سلطانة عربية : [ و لم تستطع النساء الوصول الى العرش الا بعد أن انهارت الدولة العباسية التى كانت عائقا رئيسيا لوصول النساء الى السلطة ] "هامش : د. بدرية أوجوك آن : النساء الحاكمات فى التاريخ". فغياب الدولة العباسية : [ فتح الطريق أمامهن و سمح لهن أخيرا بالوصول الى السلطة ] "هامش : نفسه"... و تفسير د. "أجوك آن" الذى يبنى كل رؤية للعالم على أنها متماسكة و مقنعة, و ببساطة تبدو للوهلة الأولى حاسمة, تفسيرها هذ يستند على العامل التأويلى " تفسيرى" الأقل تشويشا طالما أنه يتعلق بالعرق. فالعرب يقدمون بوضوح سلوكا مبغضا للمرأة بينما الأتراك و المنغول و الأندونيسيون و الآسيويون يملكون مظهرا ذا نزعة شبه نسوية بصورة عامة : [ و واقعة أن كل النساء اللواتى نجحن فى الجلوس على عروش, كن , باستثناء جزر الهند, تركيات او منغوليات, هى برهان على الأهمية التى كانت هذه الثقافات تمنحها للمرأة فى القضايا العامة] "هامش : نفسه". و المشكلة فى النظريات المبنية على العرق هى أنه يكفى ايجاد استثناء واحد لكى تتلاشى كفقاعات نفاخات الصابون لطفل مدلل ). و أقول, ليتها تتلاشى كالفقاعات يا بنت "المرنيسى". و تتسائل " فاطمة" بثقة: ( فكيف يكون الأمر اذا وجدت امرأة عربية رئيسة دولة ؟ و اذا كشفنا عن ملكة أو ملكتين سيواجهنا سؤال آخر : لماذا لا يريد أحد أن تكون نساء عربيات رئيسات للدولة ؟ ) ثم اتهمت د. " بدرية أوجوك" التى كانت تكتب فى الأربعينات بتنفيذ مخططات العثمانيين الاستعمارية. أقول, ليتها تتلاشى كالفقاعات يا " فاطمة المرنيسى" تعويلاتنا و رهاناتنا على عامل العرق و الثقافة فى كل مناحى الحياة و وضع المرأة و تاريخ البشرية. فالنموذجين الوحيدين الذين عثرت عليهما " فاطمة" فى اليمن و حسبتهما "طوق النجاة", و هما: الملكة "أسماء" و الملكة " أروى", هما بالتحديد اللذان يثبتان نظرية العرق و الثقافة فى تحديد وضع المرأة الاجتماعى. فأن يظهرالنموذجان دون سائر بقاع ما يسمى " بالوطن العربى" فى اليمن تحديدا, هو ما دفع " فاطمة" الى التساؤل فى حيرة: ( .. ما الخصوصية فى علاقة اليمنيين بالنساء كعنصر مكون لتاريخ الجماعة ؟ هل هى ذكرى ملكة " سبأ " الثابتة كثبات العطور الجذابة للمنطقة ؟ هل هو تعدد الأزواج [ أى أن المرأة تتزوج عدة رجال معا ] الذى كان يطبقه السبئيون فى الزمن السحيق ؟ ). و لم تبحث " فاطمة" عن اجابات ترتبط بشكل مباشر بمحيط أسئلتها الهامة هذه, فهى ان فعلت بشكل جاد لتأكد لها أن عامل العرق و الثقافة ليس كفقاعات تتلاشى بمجرد استثناء واحد. و لكن يبدو أنها أحست بالمأزق الذى سيدخلها فيه ما ستكشفه الاجابات عن هذه الاسئلة العميقة, فأردفت مباشرة : ( فمحاولة الاجابة على هذه الاسئلة تقودنا و لا شك الى طرق مليئة بالمفاجآت و لكنها بعيدة جدا عن موضوعنا الراهن, توضح أسباب النسيان ). !! ان الاجابة الشافية, يا " فاطمة المرنيسى" تكمن فى " سبأ" هذه تحديدا, و لكن بمنظور خفتى أن تدلفى اليه فتفقدى " طوق النجاة " الذى حسبتى أنه منقذك من الغرق فى بحر أحزان وضع المرأة "العربية" المتردى قديما و حاضرا. " سبأ " التى تناولها القرآن الكريم فى قصصه, و كانت قصتها متداولة فى الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام, حسبتوها لهذا التناول القرآنى عربية, بينما هى تنتمى لعرق و ثقافة مغايرة تماما, .. انه عرق و ثقافة افريقيا "السوداء", .. و لها يعزى تأسيس دولة "الحبشة" الممتدة حتى "اليمن" و التى حملت نفس الاسم قديما, و التى عبر عن انتمائها الى أفريقيا, كما سبق أن ذكرنا, "مانديلا" فى لغة شاعرية لا نملك من فرط بلاغتها و حلاوتها الا تكرارها: Formerly known as Abyssinia, Ethiopia, according to tradition, was founded long before the birth of Christ, supposedly by the son of Solomon and the Queen of Sheba. و جود عرق و ثقافة ملكة " سبأ " فى جنوب الجزيرة العربية لقرون طويلة و الى الآن فى "اليمن", و الذى بدا أثرهما و اضحا فى اليمنيين بالمستوى الذى دفع "الصادق المهدى", حين و جد صعوبة انتماء مدعى العروبة فى السودان الى عرب الخليج أو الشام, الى القول: ان من المرجح أن عرب السودان أتوا من "اليمن و عمان" !! ... هذا العرق و الثقافة هما بالتحديد اللذان يقفان وراء ظهور ذينك النموذجين اللذين هتفت بهما " فاطمة المرنيسى " فرحا باعتبارهما عربا أقحاح, هذا ان سلمنا جدلا بنقائهما العرقى الثقافى من تأثيرات عنصر "سبأ". و لكن كيف يتأتى ذلك النقاء و عنصر " سبأ " و ثقافته يسجلان حضورا طاغيا فى مبحث " فاطمة" حول الملكتين "اليمنيتين" ؟!. فزوج " اسماء" "على الصليحى" و صل الى الحكم باغتيال أمير قبيلة "زبيد" " نجاح", .. و من هم قبيلة " زبيد" ؟! .. تخبرنا " فاطمة" فتقول : ( .. و كان " بنو نجاح" أسرة من العبيد الأحباش القدامى, كانوا يعارضون الصليحيين من أجل ثأر. و تاريخ اليمن كان دائما موسوما بالغزوات الحبشية. فالذهاب و الأياب بين البلدين سواء كان للجيوش أو للتجار يضيع فى ليل الزمان. و من جهة أخرى فأن الجزء الأكبر من جيش الصليحيين كان من المحاربين الأحباش .. و لم ينس " بنو نجاح" قط، اغتيال أبيهم .. ) " ص: 226 ". و هنا أعض على سبابتى من فرط الحسرة, فها هى " فاطمة المرنيسى" - التى و عدتنا بفرقعة فقاعة نظرية عامل العرق و الثقافة عند " أوجوك آن" بمثال ملكتين حسبتهما عربا أقحاح – تثبت أثر هذا العامل بنفسها فى مستوى آخر, حين و صفت الأسرة الحاكمة لقبيلة " زبيد" بالعبيد ! .. لقد أطلقت " فاطمة" سبة عبيد على الأسرة الحاكمة لقبيلة " زبيد" ليس الا لكونهم " أحباش" !!؟ فهى اذ تفعل ذلك تؤكد دور العرق و الثقافة على مستوى سسيولوجيا المعرفة الذى يتسلل اليك عبر انحيازاتك الكتابية و البحثية من حيث لا تحتسب, كما يتسلل الى بنى المجتمعات و الثقافات من خلال احتكاكها ببعضها عبر القرون, و هو الأمر الذى أحدثه عنصر و ثقافة "العبيد!؟" .. عنصر " سبأ" الحبشى, بتواجده القديم فى جنوب الجزيرة و احتكاكه بالقبائل "العربية", و كان نتاجه هذين النموذجين الهزيلين: "أسماء و أروى", هذا ان سلمنا جدلا بنقاء عروبتهما ! تقول " فاطمة" فى صفحة 242: ( .. و كان "على الصليحى" يتناقش مع أخيه فى خيمته عندما برز الموت على عتبته. الموت الذى تجلى بوجه العبد الحبشى " سعيد بن نجاح" أمير " زبيد" الذى جاء يثأر لأبيه). فاذا وجدنا العذر " لفاطمة" و أكبرنا شخصها عن الانحدار الى درك التمييز بين البشر لونيا, و عن الجهل بأن "العبد" لا يمكن أن يكون أميرا, و قلنا أن ما صدر عنها من سباب ص 226 كان " زلة قلم!", فماذا نقول ياترى عن سب ابن أمير " زبيد" " سعيد بن نجاح" : ... بالعبد الحبشى ... !!!؟ .., .. واضح أنه لا يمكن هنا أن نجد العذر لها بحجة " زلة القلم" !, بل انها سطوة عامل العرق و الثقافة التى تفرض نفسها على الكتاب و الباحثين فى هذه الصورة السافرة أحيانا, و تتبدى فى صورة التأثير المتبادل بين المجتمعات البشرية, كما حدث بين مجتمع عنصر " سبأ" و مجتمع من حسبتهم " فاطمة المرنيسى" عربا أقحاح, منتجا نموذجى ملكات رئيسات دولة: "أسماء و أروى", اللتين تلقفتهما فرحة لتشهرهما فى وجه كل من تسول له نفسه القول : " لم يحدث قط طوال التاريخ الاسلامى أن اعتلت نساء سدة الحكم". و هى لا تعلم أن من سمح بذلك, و منحها سعادة النصر تلك الغامرة - و ان كانت زائفة!- هو عرق و ثقافة من دعتهم - بدافع من تأثير عامل العرق و الثقافة الخفى على الباحث - دون أن يرمش لها جفن : .." عبيدا" .... !!!!؟
ترى ما هو شكل صورة الملكات السودانيات حاملات لقب " الكنداكة" فى مخيلة الباحثة " فاطمة المرنيسى" ..؟؟! ... وهل نجانب الصواب ان قلنا أن صورتهن لابد أن تكون مجرد " عبدات !" .. ؟؟!!! .. و ماذا ياترى تضيف سيرتهن الشجاعة و العطرة الى رصيد " فاطمة" المعرفى حول دور المرأة القيادى فى التاريخ البشرى ؟؟!!!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة بت عبود" | Tanash | 01-18-04, 10:39 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tumadir | 01-18-04, 11:48 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Ishraga Mustafa | 01-18-04, 11:52 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 01-19-04, 12:30 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-19-04, 09:18 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Bashasha | 01-19-04, 09:03 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 01-21-04, 12:02 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-27-04, 04:06 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-28-04, 09:05 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-29-04, 08:14 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 02-11-04, 09:31 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-13-04, 02:14 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | عشة بت فاطنة | 02-13-04, 03:29 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-13-04, 05:57 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Nada Amin | 02-19-04, 10:49 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 02-21-04, 08:38 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-24-04, 03:16 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 03-06-04, 09:28 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | hala guta | 03-07-04, 03:08 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Raja | 03-08-04, 01:44 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | hala guta | 03-08-04, 05:18 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Raja | 03-08-04, 03:34 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | nada ali | 03-08-04, 04:35 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | بلدى يا حبوب | 03-08-04, 09:57 PM |
|
|
|