أفضل أعمالي == 12== atbarawi

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 01:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2004, 10:42 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفضل أعمالي == 12== atbarawi

    أفضل أعمالي ==13== atbarawi



    ما أفضل اعمالك ولماذا ترى أنه كذلك وأين نشر أول مرة وماذا كان رد فعل المتلقين له ؟

    فيما يخص الموضوع: حقيقة هناك الكثير من الأعمال التي أجد نفسي راضيا عن الصيغة التي طرحتها بها من زاوية الرؤية أو الجهد الذهني الذي أعملته بما يتسق مع الموضوعية والمنهجية كلازمتين لأي عمل يرجى يترجى منه الفائدة والاسهام الحقيقي فيما يعود بالصالح العام0
    ولذا يصعب الاختيار بين الكثير من المواضيع، وأن كان هنا المقام لا يسمح بالتردد فمن الواجب أن انتقي معاييري الخاصة لأختيار احدى المواضيع المفضلة لدي واصباغ صفة الافضلية عليه دون الآخر 0 وسوف يكون اختياري هنا هو موضوع "ظاهرة الحناكيش" ومعياري هنا للافضلية هو جدة الطرح وزاويةالتناول والتنبيه بمخاطره في ضوء سيطرة وصمت التواطوء0 وهو موضوع تناولت فيه الظاهرة يس كما يتداولها الناس في وناستهم وقفشاتهم بل حاولت تلمس عمقها واسبابها ، وهل هم ظالمون أم ضحايا0 وما خطورة هذا الوضع الذي يفرز باستمرار هذه الظاهرة "الحناكيش" وهل بالامكان تلافي ذلك مستقبلاً؟ اسئلة كثيرة ومحرقة تناولها الموضوع من عدة زوايا0
    نشر الموضوع أول ما نشر بموقع سودانايل الالكتروني، وسودانيزاونلاين وكذلك عدد من الصحف المحلية بالسودان0 وحقيقة كان الاحتفاء به كبيرا وغير متوقع على الاقل من جانبي0 واكثر من تفاعلوا مع الموضوع هم شريحة الآباء والامهات بالمهاجر المختلفة لأن الموضوع مس بشكل مباشر عصب معاناتهم من الغربة والمتمثل في فلذات أكبادهم0 وتلقيت وقتها عددا مهولا من الردود ، مما أعطاني احساسا بأنني ساهمت حقاً في طرح مشكلة يتجاهل الكثيرون أبعادها وخطورة آثارها الاجتماعية0
    خالص الود ، وأدناه نص المقال


    ==========

    ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق باب الازمة!!0


    كل شخص ما يتمنى من أعماق قلبه أن ينشأ أبناؤه يحملون هويته وينتمون قلباً وقالباً إلى مجتمعه الذي انبثق منه مواصلا بالتالي حمل رسالة الإنسان في الأرض نحو صيرورتها الابدية0 ولكن هل تأتي دائماً الرياح بما تشتهي السفن؟ ذلك سؤال ملح ومعقد في نفس الوقت فرض نفسه على الواقع السوداني منذ أن عرف إنسانه طريقه خارج حدود الوطن الجغرافية وما نتج عن هذه الهجرة من اشكالات حقيقية هي قدر كل من يلتحف سماوات الآخرين بكل ما تحمله بين طياتها من ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة تشكل على نحو ما قدر الأجيال القادمة من رحم الثقافة الأم لهؤلاء المهجريون0

    من اللافت أن ظاهرة الهجرة تنامت واتسعت وتنوعت أسبابها حتى بات هناك شعب سوداني بكامله خارج حدود الوطن، وكان لابد بالتالي أن يتسع حجم تأثير الظاهرة السلبي ويخلق إشكالا حقيقياً لابد أن يجد من يتصدى له من أهل الاختصاص حتى يمكن احتواء الحالة وتقليل اثارها0

    لقد أفرزت هذه الغربة ما يمكن وصفه بأجيال تنازع الهوية، وهي متفاوتة في حالتها بقدر اتساع وتباين ثقافة المهجر الذي ينتمي إليه الفرد السوداني0 ولكن في المجمل العام هي حالة تنذر بخسران مبين لأجيال قادمة لا تملك من هويتها السودانية سوى أوراقها الثبوتية (وهذه أجيال دول الخليج) أما بقية الأجيال في المهجر الغربي فحتى الأوراق الثبوتية لا تملكها، وكل ما هناك هو الجذور “Background”0

    هذه الأجيال والتي تندرنا بها زمناً طويلاً في محافل الجامعات وبرامج الفكاهة وهم قطاع معتبر فيما اصطلحنا على تسميتهم بـ"الحناكيش" واعتقد أن منبع التسمية كان جمعية "حملنتيش" بجامعة الخرطوم، والتي لم نتح لأنفسنا أن نبحث جديا بالقادر الكافي في أزمتها وما تعانيه من تشظي داخلي ينقص عليها حياتها، أو أن نتقصى معاناة أهاليهم في صراعهم اليومي الدونكيشوتي في غالب الأحوال في محاولة جعلهم سودانيين كما ينبغي أن يكون السوداني000 وهو صراع خارج سياق المكان والزمان، وأدواته غير متكافئة وتميل كفته لصالح الثقافات الأخرى بما تملكه من زخم الحضارة على المستويين المادي أو المعنوي، كما أن الكثير من هذه الأسر السودانية ليست مؤهلة بما فيه الكفاية لغرس وتسويق هويتها أو ثقافتها على هذه الأجيال، ومجمل ما تزرعه فيها مجرد افكار مبهمة و "يوتوبيه" في معظم الأحوال عن الوطن الأم تكاد أن لاتجد لها سنداً على ارض الواقع المزدحم بكل مشاكل الهوية وتعقيداتها، مما خلق كثير من عدم الفهم والصدمات لهذه الأجيال التي لم تجد هذا الوطن المتقن الصنع في لا وعيهم كما كانت تأمل لأنهم بالمقابل تجدهم يحملون تصورا مقاربا لواقعهم المادي المحسوس في دول المهجر إن لم يكن أفضل حسب جودة الرواية من شخص لآخر0 كما أنهم بالمقابل لا يملكون في كثير من الأحيان الإجابة على تسأولات ملحة تطرحها هذه الأجيال في سياق احتكاكها بثقافات بعض أوطان الغربة التي تعلي من النعرات العنصرية مما يخلق حساسيات تصبح بمرور الزمن تربة خصبة للإحساس بالدونية0 ومما يعزز وطأة هذا الإحساس المريض هو حذلقة هذه الأسر في تصورها لمعنى نقاء العرق وفق مفهومها الاستعلائي القائم أيضاً على الفخر القبلي وتفضيل العرق مستبطنين تصورا ساذجاً مؤداه أن ذلك كفيل بخلق التوازن النفسي المطلوب لهذه الاجيال0

    إذا، هل هم ضحية أم ظالمون؟ هذا سؤال يجب أن نتوقف عنده لأننا في أدبياتنا نتعامل معهم باعتبارهم ظالمون ويندرج تجريمنا لهم بأنهم مسخوا سودانيتهم كما نراها نحن مجتمع الداخل، وذلك في عدد من الظواهر السلوكية واللغوية0 ولكن هل هذا الدمغ بالإدانة عادل في مجمله؟ ولماذا نصور الأمر كما لو أن هذه الأجيال ليست سوى عصابة متخصصة في النيل مما هو كل سوداني؟ لماذا لا نعيد الأشياء إلى بداياتها المنطقية حتى نخرج بنتيجة أكثر عدالة لكل الأطراف، وأكثر من ذلك أن نتدارك ذلك النزف المقدر لمستقبلنا0 فمما لا شك فيه أن هذه الأجيال هي أسيرة ثقافة نشأت بين جدرانها فاصطبغت بصبغتها وأثرت فيها بقوة بدءاً من اللغة وانتهاءاً بالسلوك، وبالطبع ليس بالضرورة إن يكون ذلك السلوك سالباً ولكن يكفي فقط انه سلوك غير سوداني حتى ندمغه بالسوء والبهتان، وهنا عين الظلم لأن الإنسان في جزء كبير من حياته لا يشكل قدره وبالتالي لا يكون مسئولاً بما فيه الكفاية عن عدم اكتسابه الهوية السودانية بالمثالية التي ينتظرها منه الآخرون0 فالثابت أن هذه المسئولية هي عبء الأسرة، وهي التي عليها باختيارها الغربة سوى كان اختيار إرادي أو نتاج ظروف قاهرة كما هو حادث اليوم، أن تقاتل في هذا الاتجاه الذي يحفظ لأجيالها القادمة هويتها الام، وهذه مسألة في حد ذاتها نسبية لأنها رهينة بمتغيرات وظروف أقوى في كثير من الأحيان من مقدرات هذه الأسر0 فمثلاً قد تخرج الأسرة أحياناً غاضبة نتيجة ظلم لحق بها وتنوي جاهدة قطع شامة الوطن والانصهار في المجتمع الجديد الذي اختارته عن طواعية وتشكيل نفسها وأجيالها على هذا النمط الجديد، ولكن فجأة يتبدى الحلم سراب حين تذوب حالة الغضب ويحل الواقع بكل جبروته ، ويتكشف للواهم أن الهوية ليست شيء يسهل نزعه أو استبداله0 وإذا صدمة كهذي يتم التراجع والعودة للبحث عن الهوية المفقودة، ولكن تكون النتيجة أن هناك أجيال ضاعت منها هذه الهوية نتيجة لهذا التصرف غير المحسوب من رب الاسرة0

    كما أن هناك ما هو أخطر وهو حالة الإحباط التي تتم لكثير من هذه الأجيال الباحثة عن هويتها في أرض الوطن وذلك حين يستقبلهم المجتمع بالتهكمات والهمهمات منذ لحظة وصولهم، ويصبحون مثار سخرية الآخرون في بيت الأسرة مروراً بالحلة وانتهاءاً بالمدرسة أو الجامعة، مما يدفع بالكثير من هذه الأجيال للعودة مجدداً من حيث أتوا، تاركين أسرهم في مستنقع الحيرة0000 ولقد شاهدت الكثير من هؤلاء في السعودية وكيف فشل أهلهم في إقناعهم مجددا للعود ة إلى الوطن 000 بل أكثر من ذلك تركناهم رهائن للخيار بين أن يفضلوا العيش في بيئة يعرفوها بدلاً عن مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً ولم يكن رحيم بهم حين احتاجوا للأمان النفسي فيه0 كما أن هناك البعض ممن فضلوا العودة نزولاً على رغبة أهاليهم أو حرصاً على مستقبلهم الأكاديمي، وهدتهم التجربة المرة إلى عزل أنفسهم والعيش في غربة داخلية بعد أن فشلوا في التآلف مع مجتمعهم الأم0 وبالطبع لا ننفي أن هناك الكثير ممن أتى بكل علله النفسية منفساً عنها في مجتمعه خارقاً بذلك كل القيم والتقاليد المتعارف عليها مضيفين بعداً مأساوي آخر للأزمة0

    أخيراً هناك أجيال المهجر الغربي بثقافته المسوقة جيداً والمبهرة وتفوقها الواضح والذي لا يترك خياراً في غالب الأحوال للأسر المنكوبة حيال هوية أبنائها، لأن الوصول لهذه المهاجر محسوبة بدقه فوائده الآجلة من قبل هذه الدول المانحة، فهي كعادتها في صبرها وحسن تخطيطها ترمي شباكها بعيداً لاصطياد الأجيال القادمة لهذه الأسر لتحصد زرعاً يطول غرسه ويثمر أجيالا تردم الهوة المتزايدة في هذه المجتمعات المتآكلة بفعل تناقص التعداد السكاني0 وهم في سبيل ذلك يبذلون العلم بسخاء ويجعلون من المدرسة مجتمعاً قائماً بذاته أو معملاً يتم فيه تشكيل الأجيال الحديثة على نار هادئة حتى تؤتي أكلها0

    هذا هو واقع أجيال المهجر أو "الحناكيش" بكل زخمه وتعقيداته، والذي يظهر فيه صراع الهوية في اكمل صوره، خالقاً حالة ضبابية حري بالجميع دراستها لأن نارها ستصلي الجميع عاجلاً أم آجلاً، ولأن انعكاساتها ليست قاصرة على اسر بعينها بل هي أزمة مستقبل أمة بكاملها0



    atbarawi/ ملبورن - 24/2/2003م
    ==========
    ظاهرة أجيال الغربة "الحناكيش" 00وعدالة قضيتهم00 محاولة لطرق باب الازمة!!0

    (عدل بواسطة sympatico on 01-17-2004, 10:45 AM)









                  

01-18-2004, 04:48 PM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفضل أعمالي == 12== atbarawi (Re: sympatico)

    شكرا أستاذ سيمباتكو علي المبادرة بنشر أعمال زملاء/زميلات لنا بالمنبر بهذه الصورة المنظمة والتي أتاحت لنا قراءة العديد من الأعمال التي لم نراها سابقا....

    مقال الأستاذ عطبراوي حول ما أسماه ب"ظاهرة الحناكيش" شيق جدا ويلمس نقاط هامة جدا في واقعنا المعاش بتعقيداته وهجراته المتعددة والمتنوعة...
    وددت إلقاء بعض الضوء علي بعض النقاط الواردة، وإضافة نقاط أخري، فليسمح لي صاحب المقال بالمداخلة التالية والتي سأشير فيها في شكل نقاط إلي بعض القضايا:

    1/ إرتفاع النعرات القبلية
    لاحظت تفشي هذه الظاهرة كثيرا في مجتمعات المهاجر، ويهمني هنا أن أقول بأن المهاجر الغربية قد اكتسبت الكثير
    من الصفات التي تميز مهاجر دول الخليج العربي. إذ امتدت الهجرات –في صورة هجرات ثانوية
    (secondary migrations or further migrations)
    لترتحل الأسر من الخليج إلي الدول الغربية، وفي هذه الحالة قد تحمل الأسرة الكثير من المفاهيم والثقافة السائدة في تلك المجتمعات، لتلبسها علي واقعها الجديد. لن أتبحر كثيرا في هذا الخصوص، إذ أن الأستاذ عطبراوي قد أعطي هذه النقطة نصيبها من الشرح، لكني وددت أن أقول أن هناك دلائل وإشارات علي تمدد النموذج القبلي وطغيانه في بعض الأوساط السودانية بدول المهجر. لا يعني هذا بالضرورة انعدام النعرات القبلية لدي المهاجرين من السودان مباشرة لكني أنوه لتكثف تلك النزعات في مجتمعات الرأسمالية السائدة في الدول العربية حيث تنتشر نزعة الاستعلاء العرقي في المجتمعات المضيفة أصلا.. ولا ينفي حديثي هذا أن البعض يتعامل مع مثل هذه الظواهر بوعي تام واستعداد ذهني وتربوي لعدم الانغماس فيها.

    2/ خلق واقع (وهمي أو متخيل أو مرتجي) أكثر من مثالي في مقابل الصورة التي يروج لها الإعلام الغربي.
    وهذه مسألة مهمة جدا، حيث تسعي بعض الأسر لتصوير الوطن كجنة الله في أرضه، وتجد بعض أبناء المغتربين يصرون علي أنهم سيعودون مثلا للدراسة بالوطن-ثم يواجهون بواقع لا يشبه كثيرا الصورة المتخيلة للوطن.. وتحدث هنا الانفصامات والأزمات. ويهم الإشارة هنا إلي أن واقع الوطن أصبح يتغير بصورة يومية مذهلة لا يستطيع من يبقي بالخارج لفترات طويلة التعامل معها دون مروره بالعديد من الأزمات، كما أن النسق القيمي أيضا في حالة تحور وتبدل مستمر ربما بوتيرة أسرع بكثير مما يحدث في المجتمعات الأكثر اتزانا وثباتا (إن جاز التعبير). وأعني بالثبات هنا المجتمعات المستقرة من حيث الفقر، الحرب، التحولات السياسية... إلخ.
    ثم آتي هنا لمناقشة الصورة التي يروج لها الإعلام الغربي (إن جاز التعميم أيضا)، والتي هي في كثير من الأحيان حقيقية لكنها تكشف جانب المأساة من الحقيقة، إذ تنشر صور الحرب والموت والدمار والتقتيل والاحتراب وغيرها. فيتشرب الطفل بهلع تجاه فكرة العودة إلي الوطن... وقد حكت لي سيدة تعيش بإحدي الدول الأوربية أن ابنها ذي الثمان سنوات (والمولود خارج السودان- كما أن أسرته لم تتمكن من العودة خلال تلك الفترة لظروف سياسية) قد قال لها عندما بدأت الحديث عن الذهاب إلي الوطن:
    I don’t want to go to Sudan!
    (أي لا أود الذهاب إلي السودان)
    وعندما سألته: لماذا ، قال لها:
    Because I don’t want to die!!!!!!!!!!
    (لأني لا أريد الموت!!)
    فالصورة المسيطرة علي ذهن ذلك الطفل صورة أطفال يموتون من المجاعة والحرب!!!

    3/ أجيال المهاجر الغربية، مشكلة الهوية، والجنوح لما هو أصولي- وليس سودانيا أصيلا (إن جاز التعبير).
    يدخل في هذا السياق نظرة بعض الدول الغربية لهؤلاء الصغار/ الصغيرات ك(مسلم/آخر/وربما إرهابي حالي أو مشروع إرهابي). فالشاب المسلم أو الفتاة المسلمة مطالب/ة بنفي تلك الصفة عنه/ا وإثبات حسن النية للمجتمع المضيف طوال الوقت. ولا أنبري هنا للوم المجتمعات المضيفة لوما لا واعيا، إنما أنبه للدور الذي لعبته الحركات الأصولية الإسلامية في تشكيل هذه الصورة.
    تأتي في كثير من الحالات ردة فعل الشباب/الشابات المستزرعين في هذه الثقافة بالانحياز العنفواني نحو نموذج الإسلام الأصولي، والذي يتخذ العنف-السافر أحيانا- وسيلة أصيلة من وسائل التعبير. وإذا حاولنا مقاربة هذا السلوك بالإسلام السوداني بصورته المتعارف عليها تاريخيا في الأوساط الشعبية التقليدية، نجدها لا تمت لتلك الصورة بصلة بينة.

    4/ وددت أيضا الإشارة إلي مسألة اللغة، فهي إشكالية متفشية في دول المهجر الغربية، حيث شهدت عند البعض مظاهر التفاخر بأن "أطفالهم لا يتحدثون العربية" أو يتحدثونها بلهجة مكسورة...واتخاذ ذلك مثار استعلاء أيضا علي من هم بالبلد عند العودة في العطلات الصيفية... يهمني هنا وضع الطفل النفسي، فبينما يكون الوالدان في حالة نشوة وفخر تجد الطفل مثار تندر ونقد من أقرانه.. وأورد في هذا السياق موقف يدعو للتأمل حدث لي قبل سنوات عديدة بالسودان، حيث زارتنا بمنزلنا سيدة عاشت في إحدي الدول الغربية لسنوات، هي وابنها ذي الثلاث سنوات في ذلك الوقت... وهو في عمر أخي الأصغر تقريبا.. وبعد المجاملات و(الونسة) انتهت الزيارة، فرغبت في أن أعرف انطباعات شقيقي عن الزائر، وإن كان قد رأي فيه مشروع صديق أو كذا. قلت له: ما رأيك لو ذهبنا لرد الزيارة؟
    وكان رده بأنه لا يريد... فتساءلت لماذا... فكان تبريره وقتها أن الولد (عبيط)... عالجت الموضوع، وقلت له لا يصح أن نصف الأشخاص هكذا... فقال لي: (لكن هو ما بعرف يتكلم عربي كويس!) فحاولت توضيح مسألة أن الطفل يعيش خارج السودان ... وما إلي ذلك... فرد علي شقيقي بتلقائية: (لكن أمه بتتكلم عربي كويس.. ممكن تتكلم معاه وتعلمه!!!) بصراحة أصابتني الدهشة، ورأيت أن كلامه منطقي جدا (والأطفال دائما ما يحملون لنا الأجوبة).

    هناك جانبان لمسألة اللغة هذه؛ أولهما العامية السودانية وثانيهما العربية الفصحى. وإذا وضعنا أنفسنا محل الأطفال، أري أنهم إن أرادت لهم الأسر في سن مبكرة تعلم اللهجة العامية فإن ذلك ليس بالصعب، ويمكن أن تساهم فيه محاولات التخاطب بال"سودانية" داخل المنزل. أعلم تماما ما تعانيه الأسر في هذا السياق، وما يعانيه الأطفال أيضا، فهم هنا مطالبون بنقلة في لغة التخاطب بين البيت والمدرسة، وأري في ذلك تحديا كبيرا يواجه الطفل والأسرة، ويمثل عبئا مضاعفا علي الاثنين، كما يتطلب بالمثل جهدا مضاعفا من الجانبين.
    أما العربية الفصحى، فالوضع يختلف قليلا، إذ تحتاج دائما إلي دروس منتظمة، مما قد لا يسمح به جدول حياة الطفل ما بين البيت والمدرسة والأنشطة خارج المقرر أو كما يسمونها
    Extra-curricular activities
    كالرياضة والفنون والإبداع وما إلي ذلك... والتي تدخل كجزء أصيل في تقييم نشاط الطالب ومستواه لزوم الدخول إلي الجامعات في الدول الغربية، فهي تحدد مدي صلاحية هذا الفرد كفرد عامل نشط في مجتمعه، وليس فقط كشخص أكاديمي منكب علي حفظ المقررات الدراسية دون أن يملك الجسد والوجدان السليمين اللازمين لتزويده بالعقل النقدي المطلوب، أو علي الأقل تمكينه من التفكر والفعل الإيجابي.
    وقد لاحظت في هذا السياق تنامي ظاهرة المدارس العربية التي تدرس الأطفال خلال أيام العطلات الصيفية وعطلات نهاية الأسبوع- تدرسهم العربية والدين الإسلامي. لكن، تتصف هذه المدارس بجوانب كبيرة ومتعددة من القصور التربوي، إذ لا تخضع للمعايير التربوية المتفق عليها في البلد المضيف، كما أنها في كثير من الأحيان تعتمد علي مدرسين/مدرسات متطوعين/ ات، ليسوا بالضرورة هم الأفضل لتعليم الأطفال، أو الأقدر علي التعامل السليم مع الجانب التربوي من العملية التعليمية (أقول هذا مع كامل احترامي للجهود التي ت/يقدمها هؤلاء المتطوعات/ين لتعليم أبناء الجاليات بالإمكانيات المتاحة).
    تحدثت قبل فترة مع أبناء إحدي الأسر التي أعرفها، بعد أن قرأت موضوع الزميل بالمنبر (إبراهيم الجريفاوي) حول بنت الرابعة عشرة التي تقيم بأمريكا علي ما أظن والتي تكتب شعرا بالعربية وتنتقد ركاكة محمد عبد الحي (علي حد قول الكاتبة). وبعد إصابتي بالاندهاش والانبهار، تحدثت إلي هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في إحدى الدول الغربية، ويجيدون التحدث بالعديد من اللغات (تبعا لحركة الأسرة من دولة إلي أخري وطبيعة عمل الوالد) إضافة إلي الدارجة السودانية (لغة التخاطب في المنزل) لكنهم لا يحسنون العربية إلا القدر اليسير من القراءة (بمجهود الأب والأم، ثم إحدي المدارس الصيفية التي أشرت إليها عاليه)... وسألت ذي الثلاث عشرة سنوات: هل ترغبون في دراسة اللغة العربية، فرد علي بسرعة : نعم أنا أرغب ، لكن علي شرط، ما في مدرسة نهاية الأسبوع دي! فتساءلت لماذا.. ورد علي الطفل بذكاء وسخرية: لأنهم يضعون الأطفال من كل الأعمار مع بعضهم، وهذا شيء غير مناسب... وكان يضحك وقتها!!
    والقصة أعلاه مثال بسيط وشاهد علي ما أوردته بخصوص هذا النوع من المدارس/التدريس.

    آمل أن تكون مداخلتي قد أضفت القليل إلي هذه القضية الهامة وعفوا للإطالة.
    ولكم الشكر
    إيمان

    (عدل بواسطة إيمان أحمد on 01-19-2004, 05:58 AM)

                  

01-19-2004, 05:22 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفضل أعمالي == 12== atbarawi (Re: إيمان أحمد)

    الاخت العزيزة ايمان
    لك عظيم الشكر على هذه المداخلةالطيبةالعميقة والتي بلا شك اسهمت بشكل كبير في خلق اضافة نوعية لهذاالموضوع الهام والذي يستحق الكثير من الاهتمام والجهد لتلافي آثاره السالبة0

    خالص التقدير
    عبد الخالق السر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de