|
Re: عجبا يا صحيفة القدس العربي !!! (Re: Yasir Elsharif)
|
استاذ ياسر ابحث عن كتاب للاستاذ تقريبا الازهر في الميزان المهم يتحدث فيه الاستاذ عن الازهر
اقتسام الثروة في السودان 2004/01/08
بدأت ثورة الانقاذ السودانية عهدها بتبني شعارات اسلامية، واطلاق وعود بالقضاء علي التمرد في الجنوب، وانهاء الاحزاب العائلية الطائفية باعتبارها الخطر الاكبر علي وحدة السودان لفشلها في انهاء التمرد، وبعد خمسة عشر عاما استسلمت هذه الثورة، وبعد ان اكلت نصف ابنائها، للضغوط الامريكية ووقعت اتفاقا بتقاسم الثروة النفطية مع جون قرنق، واصبحت علي قاب قوسين او ادني من اقتسام السلطة معه. الدخول في اتفاقات مع جون قرنق يعني ان هوية السودان الاسلامية لم تعد بالقوة التي كانت عليها قبل ثورة الانقاذ ووصولها الي الحكم، ومن المؤكد ان هوية السودان العربية تتراجع بشكل مرعب. فالسودان الذي سيقتسم جون قرنق ثرواته النفطية وسلطاته التنفيذية والتشريعية لن يكون سودانا اسلاميا ولا عربيا، وانما سودانا علمانيا بكل المقاييس لا مكان بارزا فيه للشريعة الاسلامية، وقيم جبهة الانقاذ وثوابتها التي اعلنتها في بداية وصولها الي السلطة. نعترف بان الحرب التي اعلنها جون قرنق واتباعه في الجنوب كانت مدمرة، وافنت ارواح مئات الآلاف من ابناء السودان سواء كقتلي من الجانبين، او كضحايا للجوع والمرض وانتشار الاوبئة، ولكن ما نراه اكثر كارثية هو الثمن الباهظ الذي تدفعه الاكثرية للاقلية للحصول علي وقف لهذه الحرب من دينها وعقيدتها وثرواتها. الزمن تغير فعلا، والولايات المتحدة الامريكية استخدمت كل اوراق الضغط الهائلة التي في حوزتها لاجبار حكومة جبهة الانقاذ من اجل رفع الراية البيضاء، وتقديم كل هذه التنازلات، ولكن من الملاحظ ان تقديم كل هذه التنازلات غير المسبوقة، والمهينة في بعض جوانبها، جاء من اجل انقاذ النظام، واستمراره في الحكم. اقتسام الثروة في السودان، وبالطريقة التي تم عليها، هو سابقة خطيرة، في افريقيا والعالم بأسره، وهو تكريس لمبدأ تفوق الاقلية علي الاكثرية، وتوزيع الثروات في البلاد علي اساس عرقي وطائفي وديني وقبلي، وليس علي اساس جماعي والمساواة في المواطنة، وتثبيت دور الحكومة المركزية في ادارة عملية التنمية بالتساوي بين المناطق دون محاباة، وليس لوضع الغالبية الساحقة من المواطنين في كفة الفقر والاقلية المدللة في كفة الثراء. نحن لا نجادل في ان الجيش الشعبي الذي يتزعمه جون قرنق حصل علي دعم الولايات المتحدة وجيران السودان، مثل اثيوبيا وارتريا واوغندا، بينما لم تحصل حكومة الانقاذ غير النكران والشماتة من قبل جيرانها العرب، خاصة في مصر وليبيا، ولكن ممارسات الحكومة السودانية وسياساتها هي التي اوضعتها في هذا المأزق، وفي هذه العزلة. كان من المأمول ان تحقق ثورة الانقاذ المصالحة الداخلية، وتوسع دائرة المشاركة في السلطة من خلال انتخابات حرة نزيهة، ثم بعد ذلك تذهب الي مفاوضات السلام ممثلة للغالبية الساحقة من السودانيين، وتقدم هذه التنازلات باسم الغالبية، وبعد موافقة برلمانية صريحة. حكومة الانقاذ هرمت وشاخت، وسيطر عليها بعض الانتهازيين والمنافقين، ولهذا وصلت الي ما وصلت اليه من ضعف، وبات كل همها انقاذ نفسها وليس الشعب السوداني، وهنا تكمن الكارثة الكبري. انه اتفاق لا يمثل الشعب السوداني، وانما يمثل الموقعين عليه فقط، ولهذا لا نعتقد انه سيعمر طويلا، لان الاتفاقات التي تصمد هي تلك التي توقعها الحكومات المنتخبة بطرق ديمقراطية، ولا نعتقد ان حكومة الخرطوم الحالية تملك هذه الصفة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|