في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 05:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2004, 04:39 PM

Elmamoun khider
<aElmamoun khider
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين (Re: Elmamoun khider)

    دبيب يايا


    للوصول الي (شرف حسين) عليك الخروج من الديم الكبير من أتجاه الشمال تماماً . وما ان تسير مسافةساعة حتي تري أمامك الجبل الاسود الضخم يغيب مرات خلف الغمام و يظهر مرات , تتقدم قليلا فيظهر لك المنحدر الطيني , تحت اقدام الجبل الرابض , يظهر المنحدر مخضرا اخضراراً شديداً ,ينصفه جدول عميق ينتهي عند قاعدة الجبل , حيث العين الجارية , صيفا و شتاء . لا تجف ولا تنضب , يميل المنحدر كأنه كتاب أخضرمفتوح منمنم نمنمة خضراء , داكنة جميلة , عندما تقترب من اول المنحدر صاعداً من نهاية السهل المنبسط , تلاقيك "البلدات " مزارع الذرة الكبيرة تليها "الجباريك" وهي بساتين الخضر الصغيرة , في الطرف الجنوبي للقرية تماماً , بعدها تدخل قرية منظمة واسعة الطرقات تتسلق النباتات العالقة قطاطيها , عرائشها و اسوارها , نباتات مثل الليف و القرع المر و الشعلوب و الفقوس و التوت و العليق . و تضفي علي المكان جواً اسطوريا باهر الجمال . تجوس خلال القرية فتري حظائر الحيوان خلف البيوت ولصقها تماما . وصغار البهم مطلقة بين الدور تستمر بالسير أتجاه الجبل حيث بداية السرف فتلقاك بساتين الفاكهة أشجار الجوافة ... أشجار المانجو و البرتقال .. جنة لا يزيد عدد القاطنين فيها صغاراً و كباراً عن المائة .
    وشيخ القرية هو "يايا" و لعل المقصود يحي . ولكن هكذا يناديه أهل القرية , رجل في الاربعين بدين مهزار كثير الضحك , تبدو عليه الدعة و راحة البال و اليسار . و نادراً ما يعمل , يوزع نفسه بين زوجاته الثلاث وهن و أطفالهن يرعون كل شي يشغل نفسه بالصيد بعض الاحيان , يجمع الجلود النادرة ويبيعها في الديم الكبير , حيث يقيم العمدة خصمه الاول و شريك طفولته و صباه و الذي كان خاطباً لزوجته الاولي أم اولاده الكبار "اليما" التي تزوجها هو فقط لانها قريبته . ولضغط الاهل عليها للقبول به زوجاً, فقد كان شأنها و ابكر "العمدة" معلوما آنذاك .. وقد كان رجلا شجاعا ماهراً بالزرع , ذو همة و اقتدار , صار بحزمه و عزمه عمدة ثرياً قوياً , يحكم الديم الكبير . لهذا السبب حرم "يايا" علي "اليما" نزول الديم و اضطرها للبقاء الدائم في برد الجبل , كما حرم عليها حتي نداء الاطفال في الطريق ممن يدعون أبكر .
    حدث ذلك بالذات عندما دخل عليها "جبراكة" وهي ما تزال زوجة جديدة في عامها الثاني فوجدها تعزق الارض وتغني وتقول وهي لا تري :
    الله اوري لي سابي تولي
    الله خلي لي ابكر ديي
    الله زيدي لي أبكر ديي
    جوه شاشا لعب محاشا
    جوه شاشا لعب محاشا
    ضربها كما تضرب الحمارة , و اقسم لو أنه سمعها تقول "أبكر" مرة ثانية لطلقها . ومن يومها وهي لا تشير اليه الابقولها "العمدة" وحتي هذه لا ترضيه ..
    وفي يوم شاتٍ كان يجلس في بيت "اليما" عصراً يستدفي بشمس "السحرايا" الفاترة الدافئة, يحجبه من وراء ظهره "صريف" دقيق يمنع عنه الرياح الشمالية الاتية من الجبل , فاذا بابنه من زوجته الثانية وراعي غنمه يقتحم علية خلوته صائحاً:
    شالا شالا .. شالا يا "يايا"
    فأعتدل "يايا" في جلسته وقد قطب جبينه قائلاً
    - شنو الشالا ؟!
    - التيس .. دابي شالا.
    - دابي شالا ؟! دابي شنو .. قالها واقفاً.
    - دابي الكبير داك .. اصله شالا .
    صمت وهو يحملق في الغلام . يوشك ان يضربه فتدخلت اليما قائلة و هي ما تزال جالسة تنفض شعرها القصير
    - انت وين وكت شالا ؟
    - أنا قاعد . لكن خفتا منه . اصله كبير .كبير . من الله ما خلقاني ما شفتا اصله قدر دا.
    و بهدوء وبطء شديدين . وهو ما يزال واقفا مقطب الجبين جلس "يايا" علي السرير الخشبي العاري . واضعا كلتي يديه علي رأسه .. سال ولده الذي يقف بعيدا عنه خشية ان يناله اذي .
    - ياتو تيس شالا
    - التيس الابيض . الانت بعت اخوه في السوق الفات.
    - قريب محلو ولا بعيد .
    - قريب في طرف الجبل لكن دخلا كركور .
    خرج "يايا" مع أبنه وهما ما يزالان يتحدثا.هذا وقد بدأت كلمة (شالا) تتردد في جميع أنحاء القرية , الاطفال يصرخون في الطرقات شالا .. شالا .. مما خلق عن "يايا" شعورا بان هدوءه الرائق تحول الي شعور فضائحي و مناخ تحريضي مستمر , واحساس بحنق عميق غير محدد .
    عاين "يايا" المكان و أثار المعركة بين التيس و الثعبان و المغارة التي زحف اليها الثعبان الضخم . و عاد لداره وقد أوقفه العشرات يسالون . فمن قائل انها حبة "حقارة" لماذا تيس الشيخ دون الاخرين و من مذكر له بهول اعظم حجبه الله عنه – (بركة الما بقت في الوليد) و قد تجرأ يوسف ليقول أن الاصلة صبورة ما بتعرف الهزار , تعرف وين تأكل بأمان , فهم "يايا" معناه و شعر بمهانة شخصية عظيمة.
    وفي الصباح خرج الي الديم الكبير .. و معه سيف اسود قصير قديم لم يستعمله طول عمره .. وقد مات عنه ابوه . وقف في اول السوق عند شجرة سبيل الحداد . وهو من أبناء شرف حسين رفيق صباه صديقه
    - سبيل .. السيف دا دكم , ادي مبرد
    - سيف .. يا ساتر يارب , الله يستر .. وانت مالك ومال السيف .
    امسك منه السيف العاري – و استمر سبيل يقول , دا يا شيخنا ما سيف دا جوقودي , دائر نار قبال المبرد .. شنو .. دائر تطهر بيهو العمدة ولا شنو .
    ضحك "يايا" ملء اشداقه , وقال وهو مايزال راكبا علي حماره
    - هو العمدة هناي ولا شنو ؟!
    - واتا ماك عارفو هناي .
    دلف الي السوق ليشتري بعض حوائجه من التاجر أبراهيم وكان أيضا صديقا قديما وبعد أنس قليل قال له ابراهيم : الناس الجو حلتكم قالوا الاصله كانت دايره تخطف ولدك؟ وفي غيظ عظيم أخبره شيخ يايا بالقصة وان الاصله لم تخطف الا أخو التيس الذي اشتراه هو وان الاصلة ستاتيك في سوق الجمعة القادمة جلدا يشتريه . فضحك ابراهيم ضحكة متهكمة لما يعلمه من هذا الامر علي "يايا" و في عفوية و صدق ان جلود الاصلة يحضرها له العمدة أبكر فهو الذي يخرج لاصطيادها اما انت فلو خرجت لها اصطادك .. صمت يايا مليا وقام غاضبا ليركب حماره .. دون ان يحس ابراهيم كيف تبدل صديقه .. غشي سبيلا ليأخذ سيفه . فأخبره سبيل ان العمدة أبكر قد مر عليه لنفس الغرض . قال ان الاصلة ستكون خلال اليومين الاولين من التهام فريستها في (أمر ضيق) وقال انه خارج اليها في اليوم الثالث من اليوم .
    - بكضب .. هو ارجل مني ؟ .. خطفت تيسه ولا تيسي ؟ والله ما يشوفها بعينه.
    - تمنعو كيف ؟ .. دي صيده في الخلا .
    - دي صيدتي .. والله ما يشوفا بعينه .
    صعد الشيخ يايا الي شرف حسين و هو قد ملكته علي طول الطريق فكرة واحدة ان تعرض العمدة أبكر للاصلة هو طعن في رجولته , و مهانة لا تغتفر و فضيحة لن يسمح بها . وقر رايه علي مداهمة الثعبان الضخم قبل يوم من موعد العمدة غداً عصراً . وصل الشيخ يايا الي منزل زوجته الكبري اليما . دون ان يري شيئا او يسمع شيئا علي طول الطريق لم يشعر الا و هو هناك .. ترجل يسلمها الحاجيات وفي مهابة و حزر وضع السيف الابيض اللامع علي راحتيها الممدودتين . اخذت اليما السيف وهي تتامله . وعند باب القطية وقد عرفت نيته من الوهلة الاولي وقفت هنيهة ثم التفتت اليه لتقول :
    - يا ابو محمد الدبيب خليه غادي .. الشغل دا عنده ناسو البعرفو.
    التيس و راح , كرامتك و فدايتك . الله يهديك الدبيب خليه .
    - اليما خلي عندك أدب . دا كلام عوين .
    - انا نخاف عليك انتا . الشغل دا صبره ولا بعشوم , يقدروا ليه الموالفنه مثل العمدة اب...
    - اليما .. علي الطلاق خلي الاصله .. انا الزول نكتله.
    - ضحكت ضحكة خبيثه مكتومه .
    لم ينم ليلته تلك عند اليما .. وفي عصر اليوم التالي حضرليأخذ سيفه اعطته السيف وهي تحدق في عينيه كان صامتا وقورا وقارا لم تعهده فيه – لا يبدو عليه الجزع وان كان مهموما , وبعد خروجه وجهت ابناءها الثلاثة الكبار بمتابعته من بعيد , وفي وقت أقصر مما يظن وصل المغارة خلع جلبابه تركه بسرج الحمار الذي ربطه عند الحرازة الكبيرة وأخذ سيفه واتجه الي فوهة المغارة. انها المرة الاولي التي فيها يواجه الثعبان . لقد سمع كثيرا عن ينبغي فعله . ولكنه ما فعل ذلك فقط ولكنه كان ثابت الجنان كانت فوهة المغارة ضيقة جداً فأنبطح علي بطنه ينجر تماماً كما تفعل الاصلة يدب دبيبا يقدم سيفه . كان المكان مظلماً جداً ولم ير شيئا في البداية . ولكن رائحة المكان كانت كرائحة الكنيف . فضلات الاصلة و الوطواط و غيرها , جعل يزحف في بطء ويقراء سورة الاخلاص . وقليلا قليلا الفت عيناه الظلام فراي امامه الجسم الاملس اللماع ممدداً علي طول المغارة بلا تعاريج ولا ان صار بمحاذاة راسها . فجلس القرفصاء و عند جلوسه أحس برجليه ترتعشان. بدأ يغني بصوت خفيض كأنه يطمئن نفسه .
    كايو مدنقايو. كايو مدنقايو
    ولكن هذه اغاني الاطفال يغنونها و هم يجرون وراء الجراد . وهذه مصيبة .. هذه أصله و بدأ من جديد ..
    كايو دبيبايو – اميكي اليمايو
    ضعت ليكي شغلايو
    قال تمشي تشربايو
    كايويتي دبيبابيتي – امكي اليمايتي
    ضعت ليكي سفولايتي
    قال تمشي شربايتي
    بداها بصوت خفيض رخيم , صار يعلو قليلا قليلاً و هو يمسح علي راسها بأصابعه البدينه اللينه بأتجاه ظهرها كانت هنالك رعشة ناعمة لا يعرف ان كانت في يديه او في عنق الثعبان الذي بدأ نائما التفت الي داخل المغارة ليري بطنها المنتفخة حيث يرقد التيس الابيض .. وفي لحظة .. وكانما قد سئم هذه المداعبة المرعبة ثبت قدميه علي الارض تماما و هوي بكلتي يديه و السيف الحاد علي عنقها .. وبعدها كان الطوفان و هاجت المغارة و ماجت كانت كسيل عارم يحمل الحجر و الشجر و الدم و البعر و تركزت رائحة الزرنيخ و البول . فزحف ودب يريد المخرج في جنون .. شعر كان اكياسا من الرمل البارد المبلل تلقي عليه تباعا علي صدره . ظهره و جنباته جعل يصيح و يصيح و المغارة ترد صياحه و أذا بأبنائه الثلاثه عند الفتحة يصيحون جميعا يايا .. يايا ..يايا صارت الفوهة اضيق من سم الخياط كانت المغارة ما تزال تمور عندما سحبه ابناؤه الي الخارج يغطيه الدم و التراب , كانما قد رضت عظامه رضاً.. سحبوه سحباً الي حيث الحمار .. رفعوه فوقه دون ان يلبسوه جلبابه . ركب خلفه محمد يسنده .. انحدروا الي القرية و قد بدا آذان المغرب سالوه عضاك ؟ ..لا .. لولوت فوقك .. لا .. عصراك .. لا ثم أمرهم بالصمت و أن ياخذوه الي بيت "اليما" ثلاثة ايام لم يخرج فيها من بيت "اليما" ولم يذكر انه غادر السرير ماأنقطعت عنه رائحة المغارة و الزرنيخ . هاجمته في احلامه الحية ثلاث مرات اعتصرته مرة حتي تكسرت ضلوعة و تقاطر دماً حاراً .. ايقظته ليلها حليمة لتقلب المرتبة وتعيد ترتيب الفراش . ولكنه عاد لنفسه وقد أمتلات الدار بالمهنئات و المباركات . سئل عن الاصلة فاراه أبناؤه جلدا طريا طويلا امتد من سريره الي خارج القطية فاشرق وجهه اشراقة لم تنطفي الي يوم الجمعة القادمة غسلت له "اليما" جلبابه الخاص و عمامته و طاقيته البيضاء طبق الجلدالضخم الطويل تطبيقا ناعماً. وضعه علي السرج و جلس علي قمة حماره الابيض بأتجاه الديم الكبير . و لاول مرة سارت خلفه ممسكة بالسرج "اليما" و علي رأسها "ريكة" مملوءه ثماراً يانعة – انحدرا الي المدينة يتأنسان و يضحكان .. اقتلعت له عنكوليبة من زراعه عندما مرا عليه كسرت القصبه نظفتها و اعطتها له قضمها و ماذاق في عمره احلي منها.


    احمد الطيب زين العابدين
    من منظورسودانوي
    8/فبراير / 1994 م








                  

العنوان الكاتب Date
في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 08:54 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 09:26 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Giwey01-03-04, 10:00 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 10:29 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 10:32 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 11:01 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-04-04, 04:39 PM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-06-04, 11:24 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Tumadir01-06-04, 11:38 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-15-04, 10:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de