في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 09:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2004, 11:01 AM

Elmamoun khider
<aElmamoun khider
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين (Re: Elmamoun khider)

    بير جبرين
    يجري مع الأطفال كما يجرون لا يتعثر أبدا. قرا معهم القران. كتب و خطط علي الرمل كما يفعلون نصب للطير شراكه, حاضر هو عند كل شي وان لم يكن شاهدا علي كل شي.
    لا يعرف كثير من الناس انه اعمي. رغم رأسه التي يرفعها إلي اعلي قليلا و يميل بها يسارا و كأنه بتصنت لشي كان يساعده في بعض أشيائه صديقه ( أبو دوكه ) و لو لا حديث الناس لبعضهم بعضا واشارتهم أليه وهو يجري مع الأطفال بأنه ضرير لما عرف أحد عنه شيئا.
    كان عالي الصوت صخابا. كثير الحركة قوي البدن منذ صباه الباكر. أن ركبوا الحمير ركب معهم, وان مشوا مشي, وعندما كبر قليلا صار يأخذ الخيل و الحمير, بمنح الماء يصبه في الحياض, يسقيها و يعود بها كما لو كان سليما معافى لا يشكو علة أبدا.
    قالوا أن عرب الريح قد تركوه عند الناظر. ناظر الديار, ولا أحد يعلم لماذا ثلمت عيناه. وقالوا أيضا أن قوافل الحجيج التي تمر بالمورد قد تركته نائما قرب إحدى الآبار و رحلت.. لا أحد يعلم من أين أتى. كان كما لو انه خرج من البئر. وقد بني عندها قطية أمامها عريشة جميلة و بني حول مسكنه زريبة متينة. وصار يعيش هناك. لا آم لا آب و لا أقرباء و منذ أقامته هناك تبدل اسم البئر بدلا من اسمها القديم ( بير الناظر ) صار اسمها ( بير جبرين).
    لقد كانت هذه البئر قبله قاعا صفصفا. مهملة تتناوح فيها الرياح. تقوم بعيدا علي حافة المورد الذي تزيد فيه الآبار الحية عن الأربعين بئرا آتاها فجددها و عمرها, بني بها حوضا أسمنتيا ضخما قريبا من فوهة البئر حتى لا يسير بالدلو بعيدا. وبجنبات الحوض الثلاث التي لا تلي البئر بني مشارب للماشية و الأغنام, أحواض أسمنتية طويلة خفيضة لتشرب منها( السعيه ) و هي متصلة بالحوض الرئيسي بفتحات يمكن التحكم فيها. صارت البئر لبعدها, ولا تساع الساحات حولها, مفضلة كمورد للبهائم . ولكن نساء الديم و فتياته صرن يفضلن ( بير جبرين) لصفاء مائها و عذوبته, و لا نهن يختلين لا نفسهن بعيدا عن زحام المورد يتآنسن و يتبادلن أخبار ( الديم ) و جبرين يتشاغل بعمله فكأنه لا يسمع شيئا . و هو يعرف كل حكاية تحدث في الديم سبع صيغ اعتمادا علي الواردات و من صدرن .
    قال بعض أهل الديم أن الكد و العمل المتواصل قد انضجه مبكرا و انه امتلا رجولة و صارت رائحته و هو يعمل مثل التيس الفحل . الأمر الذي يجعلهن يذهبن لبير جبرين دون الآبار الأخرى يقفن قريبا منه يتحدثن أليه و هو لا يبصرهن فيزيد تحررهن و شعورهن بالطمأنينة عنده خاصة و انه كان صموتا طول الدهر – يتصنت و كأنه كان يملا نفسه و دواخله بالمدينة التي لا يذهب إليها كثيرا , وفي المساء كان يواصل العمل في نسائم المساء الباردة . يتفجر صوتا عميقا رخيما حزينا و هو يتغني ( الشاشاي) و هو يعمل . وكأنه يرتب مشاعره بالليل شعرا جميلا ما أن يصيح به حتى تتخاطفه أفواه السقاة المانحون . ترده الأربعين بئرا تملا به الحياض ليلا لتأتى السعيه غدا لترتوي ماء زلالا . فكأنها تشرب الشعر و ليس الماء . صارت (بير جبرين) موردا للماء و منبعا للشعر و ساحة للغناء – لفن عظيم – وغدا صباحا يردد سكان الديم كلمات جبرين و هو يشدو بفتيات الديم الواردات فتعلق بهن الأحاديث و الأفئدة .
    كانت الصبية التي لا تلغو و لا تتحدث كثيرا , ولا تتفاصح عند البئر هي ( نعمة) بنت (أم خريف) تأتى أليه كل يوم ضحي تحمل الغداء و لم يكن (الغداء) سوي شيئين جره فخارية واسعة الفوهة مملوءة بسوائل مصنوعة من الدخن ذات أسماء كثيرة . سمنيه اللون مائلة إلي الخضرة ذات روائح نفاذة و قد غطيت الفوهة بصحن من العاج المدهون مغطي بطبق صغير به لحم مطهو بطريقة يفضلها هو . تدخل العريشة تضع هذه الأشياء في مكان معلوم لا تغيره أبدا لاربع سنوات و هي لا تتخلف عن هذه الزيارة . و لا تقول الا جملة واحدة (غداك في بكانة يا جبرين) تقولها منذ أن كانت طفلة غضه إلي أن كبرت و غلبتها الأنوثة فصارت تقولها في دلال محبب إلي قلبه , و ما تزيد عليها شيئا مهما تحايل . أربع سنوات ما تغير فيها المشوار ولا الطعام و لا المكان ولا الناس , ولكن تغيرت فيها الأنفس و القلوب .. أربع سنوات تدخل العريشة .. تري داخل الكوخ سريره المفروش , أشياءه القليلة و الدلاء المعلقة .. ولا تدخل مخدعه , وفي نهاية عامها الرابع حدث تحول , صارت تبقي عنده قليلا تتحدث أليه في خفر محاذر عن أمور شديدة الاعتبارية . وصار هو يشتم منها عطور الكبار فربما كانت تستعمل عطر والدتها خلسة .
    آما هو فقد صار في الخامسة و العشرين رجلا ضخما , واسع الصدر تكورت منه الزنود . يقف كمارد اسمر . مشرق المحيا , وضاء الابتسامة لو لا عيناه المثلومتان اللتان صارتا كجرحين قديمين . بلا بياض ولا إحداق , بئران عميقان في هذا الوجه الصبوح .
    كان يعتني بنفسه عناية فائقة , كان يطهو لنفسه عندما يشتهي و يختار, و خاصة عندما تكون هناك بالبئر ذبيحة تكوم أكواما فيشتري لنفسه كوما لا يطهو في العريشة حيث يراه الآخرون . كان حساسا جدا لان يراه الآخرون , رغم انه لا يري انطباعاتهم وردود أفعالهم ولكنه يحسها ,يخفي أشياءه و مواعينه و بعض سلوكه ,انشا الأثافي الثلاث في وسط القطية حتى تكون النار بعيدة عن كل شي – يعرف مكان كل شي , صندوق أدوات الطهو و البهار و الملح و الثقاب , يشتم كل اشتماما , أطراف أصابعه حساسة مثلما لسانه – يلمس الريال فيعرفه ويعرف القرش و المليم و التعريفة و البريزة . وان تعذر الأمر باللمس وضع النقد علي طرف لسانه – يشاركه طعامه في بعض الاحيان (آبو دوكه ) يمشي كل مساء إلي بيت الناظر حاملا معه محصلة اليوم من النقود , ويعود بمستحقاته يدفنها في داخل القطية حيث لا أحد يعلم – مرهف شديد الإحساس بالوجود محبا له – يعرف كيف يؤانس الناس يميز بينهم بروائح أجسادهم و عطورهم –
    زارته تحمل أليه غداءه و برفقتها هذه المرة – مستورة ابنة عمها التي هي مخطوبة لأخيها (ضلمة) و كانت عزباء مطلقة قليلة الحياء – دخلت (نعمة) لتضع الأشياء في العريشة وقفت مستورة تتحادث مع جبرين و هو مشغول بدلوه يصلحه و كأنه يراه .
    - عليك الرسول شوفي المصيب البلا دا , آت ظني ابتراعي و ماك عميان !
    - قهرتك بي القاهر و النبي الطاهر يا سحارة
    - يسحروا فيك شنو يا الضرير
    - كان ضرير أخير من أخوك ( ضلمه ) قعيد بيت آمو
    - ( ضلمه) سيدك يا آبو عنقرة .. آت سمنت كيف دا ابتاكل شنو
    - بأكلك أنتي يا النعجة آم سعين .. ادني قريب خل اتكرفك زين .
    - تكرف حشاك مقلوب
    قالتها و ابتعدت تريد الرجوع لحقتها (نعمة) و قد سمعت كل ما دار – اضطربت ( نعمة ) كثيرا .. ما كانت تعلم قبلها أنها تتعاطف معه بهذا القدر .
    - مستورة دا كلام شنو يا أختي . ما كان تقوليلو متل الكلام دا .
    - خليني غادي .. أنتي الراجل دا ما بتعرفيوه . مصيبة منو مافي .. ما سمعتي قال في ضلمه شنو ؟! الزول دا لا تراعي مسكين كيف دي .. دا راجل خطوان و جاسر و اني ما نقول و الله ما عميان .. هو كان عميان ما لا و مال العوين ؟!
    صمتت .. طويلا تفكر في هذا الأمر .. تذكرت كثيرا من الاحتدام معه و هي تدخل العريشة و هو يحاول الخروج منها . وكثيرا ما ظنت انه يفتعل هذه الحوادث الصغيرة و تذكرت كثيرا من أحاديثه التي يمكن تقبل بتفاسير أخرى . ولكنها صمتت . وهي تحس أن حديث مستورة كان غيظا .. لا يليق بها و لا هو يستحقه .
    عادت بعد الغداء – جلست علي طرف الحوض الأسمنتي تحادثه و هو يعمل .. سألته عن أهله .. فضحك ضحكة خفيفة حزينة – كرر ما يقوله دائما عندما يسال هذا السؤال ( البير دي أمي و أبوي , جيت من حشاها , منها آكلي و شرابي و سترة حالي القاسية و فوقها نموت ) احست برغبة في البكاء لو لا الابتسامة الخفيفة الساخرة التي كانت علي وجهه السمح المعافى – تمنت لو انه لم يكن عميانا تأملت حفرتي عينيه مليا . فواصل و كأنه يري او يحس اثر حديثه علي وجهها .. أنا هامل يا .. هامل تب .. تبقي ليا أهل ؟! .. يا نعمة ؟!
    ودون أن تفكر قالت نعم ... فاشرق وجهه وازداد لمعان ضوء الشمس علي حبيبات العرق علي وجهه – و قال : و لكن كيف مع ضلمة ؟!
    نزلت من الحوض .. جمعت أشياءها , الجرة الفخارية و الصحن المعدني في جلبة عالية قليلا و اضطراب احسه .. قالت و هي تذهب و ضلمة ماله ؟!
    و بدا الغياب , أسبوعا بحاله و هي لا تأتى , صارت أمها تحضر الغداء و غلبه الصبر فسألها يوما : عمتي أنتي نعمة عيانه ؟!
    ضحكت العجوز ضحكة خبيثة و قالت حبسوها .. منعوها المروق . جاها ولد عمها و الخميس الجاي صفاحها يا ولدي – قالتها في صوتها رنة حزن ..قالتها و كأنها ليست طرفا في أمر زواج ابنتها قالتها و كأنها تعلم إحساسه بها , آما هو فقد توقف فجاءة عن العمل و اندفع إلي داخل القطية و استلقي علي قفاه ..تبعته في هدوء ووقفت فوقه – تنظر أليه مليا رأت في قاع حفرتي عينيه بعيدا هناك كما في قاع البئر بريق ماء .. إذا فهذه الحفر بها حياة بها دمع قد يجري ..
    - ( مسكين يا ولدي ) قالتها بصوت مسموع و خرجت ظلت و لمدة ثلاثة أيام لا تنقطع عنه ,تعطل العمل بالبئر . وبقي في فراشه كالمريض . كانت تري ضرورة شديدة لمعاودته رغم مشاغلها الكثيرة بالبيت . ذلك لعزوفة عن الطعام نحضره لنرده كما هو لعله كان يعد لنفسه طعاما و لكنها كانت تخاطبه في حنو و امومه مفرطة بان يأكل و يشرب .
    - كيف دي حالك بتلف يا ولدي .
    - أنا حالي تلفان من زمان يا والده .
    - عاد نسووا شنو , ولد عمها دارها – وأبوها آداه أنا و الله كارهاه من قلبي , و البنية ما تريده – لكن أبوها قال : يعمر بيت و يخرب بيت كان أبينا . و شال و خطا فوقي أنا .
    - ضلمه ضلم عليا حياتي . هي من يومها ضلمه في بصري . قام ضلمها ليا في نص رأسي . الله يضلمها عليه .. الله يضلمها عليه .
    - الله يضلمها عليه .. لكن امرق علي خدمتك .. في شأني أنا دي يا وليدي
    - ندور نسمعكن تشاشي فرحان متل أول .
    - سمح يا والدة ... قالها بين أسنانه بحزم شديد و في مساء ذلك اليوم , خرج إلي فوهة البئر اخذ البكرة التي عليها الرشا , جعل يجذبها نحوه و يتغني بصوت عميق.
    الليلة غب باكر ضماها
    قالوا تجي و جبرين رجاها
    تلاته يوم ما شم نداها
    سال رويحته البت وراها
    ينشل ضحي لي عن عشاها
    عميان ضرير فاقد ضياها
    مسكين وحيد رجا غداها
    قالوا الخير راجلها جاها
    ازرق تلم راجلا دلاهة
    الليل هجع قام ضلمه جاها
    يا ناس حرام دا يكون غطاها
    و في المساء اليوم التالي صاح السقاة يمتحون الماء و يشاشون – الليلة غب – باكر ضماها – وترد صدي الأغنية الحزينة قيعان هذه الحفرة العميقة و سكت الديم ينصت مبهورا بهذا الفن الحزين العظيم و تسامعت المدينة نهارا و تهامس الناس و جاءت أمها تجري .
    - دي شنو السويتا دي يا وليدي .. البنية عروس . ما كان واجب تشيل حسها .
    - لا يا والده البنية بيني و بينها الله و كتب الكتاب هي لليلة ما عروس – و يوم الخميس يوم موتي .. آنا امنقع في البير دي .
    - يا رسول .. يا كافي البلا يا حايد المحن .. فوقك الله و الرسول يا وليدي .
    - الكلام و أنا قلته .. الا كان تجيب الغدا باكر .
    - عيب يا وليدي .. البنية .. بنية قبيلة .. أهلها حضور و شهود مآلين عليا البيت تجي كيف و عليها الحنة و الضريرة
    - ما تجرحي قلبي .. خلاص امشي يا ولية – فزار كما الأسد بهذا القول .. و لكنه لم يخف أحدا – صاحت فيه العجوز
    - جبرين .. امسك لسانك يا وليد – ارعي بي قيدك أني ماني وليتك .. أنى ولية البغطو الارض
    - ما تهينوني يا ناس
    - ضيمك اتا براك هاسي عليا – كيف ضيم القبيلة .
    - أنا ميت ميت الموت حق – شوفي عليكي الرسول قوة عينه قالتها و انصرفت غاضبة – وفجاءة أحست بخطئها – كان لا ينبغي أن تذكر عينه – امتلأت ندما و حسره لم تستطيع السير . تثاقلت قليلا .. ابطات خطاها ثم توقفت تماما , ورجعت إلي أن وصلت حافة الحوض .
    - جبريل العفو يا وليدي .. ترا ما قصدي .. ولم تكمل لله و الرسول .. امشي يا والده .
    ذهبت محنية الرأس منكسرة الخاطر – نادمة و متحسرة وفي مساء ذلك اليوم لم يكن في ( بير جبرين ) أحد جفت الأحواض – و هجرت البئر – فلا ابل و لا رغاء – و لا ضان و لا ثقاء – حتى نار الشاي الخفيفة اطفئت و لكن المورد كان ما يزال يردد أغنية الشاشاي
    الليلة غب باكر ضماها
    قالوا تجي و جبرين رجاها
    حضر عنده ( أبو دوكه ) نهارا غائظا يوم الأربعاء – لم يجده عند البكرة بفوهة البيت دخل القطيه فوجده نائما علي قفاه كانت علي فمه ابتسامة سعيدة فكأنه في حلم جميل غارقا في عروقه . علي جبينه و خديه حبات عظيمة من العرق سالت إلي عينيه . فامتلأتا إلي نصفهما عرقا. انحني عليه صديقه ليتأكد انه مازال يتنفس فاشتم فيه رائحة نفاذة لم يعهدها في كوخه هذا من أبدا – كأنها رائحة امرأة – هز رأسه في استغراب و ذهب إلي الجرة و شرب كأسا مما تبقي فيها و خرج قابله في نفس ذلك المساء ذاهبا إلي منزل الناظر – تحادثا قليلا – لاحظ أن هناك شيئا في نبرات صديقه ( أبو دوكه ) سأله أن كان ذاهبا لتوريد القروش – و لكن جبرين قال أن البئر قد انقطع فيها دلو كبير , و انه ذاهب ليطلب من الناظر أن يرسل غدا من ينزل البئر ليخرج الدلو , وطلب منه أن يحضر في الصباح لانه يحتاجه و افترقا.
    وفي الصباح حوالي السابعة و الأطفال ذاهبون إلي المدرسة و العمال إلي أعمالهم و التجار إلي متاجرهم ذهب ( أبو دكه ) إلي جبرين – رآها موحشة من بعيد .. و بمحاذاة المحكمة الأهلية وجد جمعا من أصدقائه يتهامسون – فعلم منهم أن (قنعت) و لما سألهم ماذا تعني الكلمة قالوا أنها قد رفضت الزواج من (ضلمة) وهددت بإلقاء نفسها في البئر أن حاولوا إرغامها .. صفق يديه و استمر في مسيرة كان مهرولا أوشك أن يجري ليوصل الخبر إلي صديقه وهو يقول لنفسه أتلقى بنفسها في بئر جبرين .
    و عندما اقترب من البئر شعر بوحشة و انقباض شديدين لم يكن هنالك أحد لم يكن هناك شي سوي (العنقريب) عاريا من كل فرش وفجاءة لاحظ نعلي جبريل وقد رتبتا بعناية عند فوهة البير – امتلا قلبه خوفا و جزعا .. فصاح صيحة النجدة المعلومة – كان (الكوراك) داويا عاليا جزعا , علي أثره أطلق الناس دلاءهم وجروا وتجمع حول البئر خلق عظيم – أعدت الحبال و نزل اثنان , هزوا الحبل و استعمل الناس البكرة في سحب الدلو و علي قمة فوهة البير ظهر جسمان جبرين خطفه صديقه واخرون و دخلوا به الكوخ سجوه علي ظهره انحني أبو دكه .. أبو دكه عليه يتأمل ذاهلا وجهه – وفي هذه المرة امتلأت حفرتا عينيه ماء حتى متابت الرموش .

    الأستاذ/ احمد الطيب زين العابدين
    السودان الحديث – من منظور سودانوي – 11/أكتوبر/1994









                  

العنوان الكاتب Date
في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 08:54 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 09:26 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Giwey01-03-04, 10:00 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 10:29 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 10:32 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-03-04, 11:01 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-04-04, 04:39 PM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-06-04, 11:24 AM
    Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Tumadir01-06-04, 11:38 AM
  Re: في زكـــري رحـيل الاستاذ المـبدع المفـكر احـمد الطيب زين العـابدين Elmamoun khider01-15-04, 10:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de