|
Re: ماهية المعايير الجمالية ( علاقته بالهوية و الاستلاب ) - خصوصا للنساء (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ بكري الجاك في الاول اسف لاقحام هذا الموضوع اقحاماً الا ان هذا الامر ليس بعيداً تماما فالامر كله امر هوية وعلاقتها حتي بالمعايير الجمالية علي العموم اسف ان كنت حورت الموضوع قليلاً. اذا وافقنا جدلاً بان الاسلام هوية، يمكنني ان اقول ان هناك محاولات متعددة لمحاولة خلق كيان اسلامي متحد بما يعرف بمفهوم الخلافة الاسلامية، وكما لا يخفي عليك قد كانت اغلب الدول الاسلامية الموجودة في الشرق الاوسط وافريقيا متحدة في خلافة اسلامية واحدة، فهناك اشواق من المسلمين لاستعادة تلك الوحدة الروحية التي بعثرتها القوي الاستعمارية، فكما يخفي عليك حتي نهايات القرن التاسع عشر كانت الخلافة العثمانية (رغم ما عليها من مثالب) تعتبر عامل وحدة لتلك الدول، اذن علي مستوي الحلم والمشروع الاسلام مثل ولا زال يمثل واحد من اشكال الهويات، ويمكنني من دون تاكيد كبير ان اقول ان المسلم صاحب هوية مزدوجة، فالمسلم المصري او السوداني عنده ولاء اول للاسلام ثم ثانياً لدولته القطرية، علي العموم حتي اصل للرد علي سوالك، ان محاولة تفتيت او تجميع تلك الدول القطرية للوصول لتحقيق الوحدة الشاملة غير مضمونة او محفوفة بالمخاطر، ربما تكون تجربة الاحزاب العربية القومية وفشلها في عمل وحدة عربية واحد من اللاشعور الفكري لهذه النتيجة، ولكن هذا لا ينفي امكانية الاتحاد الطوعي كما هو حادث في اوربا وغيرها نتيجة لعوامل اقتصادية واسترتيجية وبالتاكيد سوف يعمل الاسلام علي خلق امكانية تلك الوحدة، اما محاولات تفتيت او تجميع تلك بذلك الاسلوب القصري او الاعتباطي لن يودي الا الي مزيد من التشرذم والحروبات. انا لا اعتقد ان الدول هي التي تخلق هوية ساكنيها بل الساكنين هم من يحدد هوية البلد التي يسكنوا فيها، فهناك حد ادني دائماً متفق عليه، فهناك ثقافة ودين محدد لاي دولة، فحتي الاتحاد الاوربي كما قال مستر هيلموت كول المستشار الالماني هو نادي للمسيحين اولاً، ويبدو هذا بوضوح في المماطلة لضم تركيا للاتحاد الاوربي رغم ما تمارسه تركيا لعلمانية ومحاولة ابعادها للدين من الدولة، اذن الدولة المدنية تحاول ان تتلمس ثقافة ومعطيات الوحدة بين افرادها وتسيقها في القالب الدستوري المناسب لشعبه، ولكن حتي تلك الدولة لا يمكن لها البقاء اذا حاولت فرض هوية معينة من خارجها، ولذلك فاني دائماً احاول ان اتبني فلسفة واقعية عند النظر للحالة السودانية ولا ادعي وصولي لنتيجة قاطعة ولكن فان الاسلوب التطبيقي والتجريبي المتجرد والمتوازن والواقعي هو وسيلة حازمة للوصول الي ما يفيد. ودمت
|
|
|
|
|
|
|
|
|