|
Re: حب فى زمن ما بعد الحرب 3-139 (Re: sharnobi)
|
(3-139) مازال ليل الجمعة الموعود طفلا.... وبرامج نهاية الاسبوع بدأ عليها ملامح التصدع... هو ملقى على بطنه فى المقعد الخلفى.... مصاب بدوار... يحاول ان يستفرغ... ولكن... بصعوبة يتدارك بأنه فى عربيتها..... وهذا مأخذ عليه.... كان زجاج العربة الامامى نصفه مفتوح مما دفع تيارات هوائية باردة ان تساعد.....فى احكام سكرته(ربطها)... ومازالت كمقدمة فلم.....مئات من الاحداث تمر على ذاكرته بسرعة.............وهى تحاول مسرعة ان ترجع الى شقته..... لم تفكر كثيرا.... غير ان ضياع امسية الجمعة الحالمة كان هاجسها الاساسى تحاول ان تتناساه.... على اساس انه فى حوجة الى مساعدة...... كانت فى رحلتها من وسط المدينة الى احدى الاحياء السكنية خارج المدينة......تحاول ان تسلك اقصر الطرق........ وقبل ان تسلك الطريق السريع........ وفى آخر اشارة مرور توقفت امام الشارة الحمراء....... فإذا به.... يحاول ان يفتح الباب باصرار شديد وبحركة عنيفة... انتبهت اليه محاولة... تهدأته... ولكنه تمكن بسرعة ان يرفع سقاطة التأمين ويفتح الباب ويسحب جسده بحركة مترنحة... مغلقا الباب خلفة........ وتسارع فى لحظة ان تحولت الشارة الى اللون الاخضر.......كان امامها خيار صعب فلا تسمح قوانين المرور بان تدور دورة كاملة نحو الشارع الآخر... وامامها... مدخل للطريق السريع.....اول مخرج منه بعد عدة اميال....... ولا يمكن لها ان تتركه فى العراء..... قررت وبسرعة خارقة ان تسرق الشارع... مخالفة للقوانين .. وتحت احتجاح المارة الرافضة بالضغط على اصوات البورى والسباب..... ولحسن حظها.... كان رجل المرور متغيبا من ذلك الموقع....... استطاعت وبصعوبة ان تأخذ اقصى يمينها لكى تخرج من الشارع ... وتدفع بعربتها... خارج الحاجز المرورى..... وكانت على بعد عدة عشرات من الامتار... من الموقع الذى تدلى منه... كالمجنونة.... راكضة دون ان تراعى حركة المرور... استطاعت ان تعبر الشارع وتصل الى الجزء المغاير... كانت الاضاءة ضعيفة...... ولا تدرى اين ذهب..... وواصابتها هستريا..... وهى تبحث عنه يمنة ويسارا.... اين اختفى.... هل صدمته عربة... بدأت تنادى اسمه باعلى صوت... وهى فى حركة لا تساعدها الاضاءة.... ولا اظن احد يسمع صراخها مع ازير العربات... واصوات العادم العالية لعربات الشباب......كان هو فى تلك اللحظة مستلقيا على نجيلة فى حديقة صغيرة ... افرغ ما بداخله...... وفى حالة اغماء... وفقدان للذاكرة..... يرقد وسط .... مخلفاته..... ورائحة الخمر... تجذب حوله كل ضالة...... يسمع فى ندائها وكانه فى بئر عميق... يحاول جاهدا... ان يستجيب لها.... ولكن صوته المطفى كعينيه لا يقوى من تحريك حباله الصوتية المثقلة بفضلات ....... مرت اكثر من نصف الساعة...... والمسكينه.. لا تدرى ماذ تفعل....... حاولت ان ترجع الى كوقع عربتها... بخطى كسولة وترددد....... وقررت ان تأتى بالعربة الى الموقع... وتستخدم انارة العربة..... فى البحث........ وفعلا... استطاعت ان تأخد دورة كاملة الى الاشارة الثانية ... ودارت الى الشارع.. المعنى... واندفعت الى طرف الشارع متخطية الرصيف واستخدمت الاضاءة العالية.... وبدأت فى رحلت البحث... حينما رأت جسدا متكوما على النجيلة بين شجيرات...... عرفته من لون قميصه الداكن... هرولت نحوه... تناديه... تخيل اليها بانه قد فارغ الحياة....... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|