|
فنستقبل عام جديد يا بكري الجاك
|
عزيزي بكري بعد ما رأيت وقرأت ما تكتبه اليه هذه العبارات ارجو ان تجد منك الاذن الصاغية وهي رسالة او خواطر انسان مسكين والف مسكين هذا الإنسان سذاجة .. ضعف تخاذل ومع ذلك كله طغيان .. عبودية ـ تقديس للذات .. عبادة الأطماع ... لا يعترف بخطأ فهو في نفسه منظار نفسه كما يراها أنموذج رائع الكمال والجمال .. أبداً لا يرحم كأنما وضعته الإرادة جلادا ينتزع من يده الموت للناس .. ومن أنفاسه اللهب للناس ..ومن خطاه الرجفة للناس مسكين والف مسكين هذا الإنسان نسى انه مخلوق فتعالى على البشر .. نسى انه أداة صغيرة ساذجة مزجت بمادة الاختبار فظنها الاختيار .. وساقته أهواؤه .. دفعته إلى الإجرام .. إلى الخطئية وال...... نسى انه إنما خلق ليعمر الأرض .. فإذا بذلك المنجل يحوله إلى صاروخ .. وإذا بتلك الدابة الهادئة البرية يحولها إلى قاذفة لهب .. وإذا بطريق الحياة .. طريقها الرهيب تملؤه القوى الكافرة معاول الفناء.. والدمار .. الحديد والنار .. وهكذا فهم الإنسان الساذج الحياة لهبا ونارا ..ونسى انه الضحية الفريسة لذلك اللهب ولتلك النار .. النفس الضحية .. التعيسة الذليلة ... الهوجاء .. مسكين والف مسكين هذا الإنسان . ثار مع أهوائه فستر عن عينيه وعن قلبه إشعاعات اليقين والعقل .. وثار مع نزعاته التي استمدها من شرعة الغاب حباً في حلكه الافق ( مفاهيمه السوداء) ومطامعه الرعناء .. وتجهل .. نسى انه انما خدع نفسه وخاصم الفكرة قيدها ... فبدت من حوله طريحة لا خيوط لها كليلة لا خطوات لها وعلى الرغم من كل هذا .. من كل هذه الاخطاء تقفل اذنيه في صفاقة ترنيمة حمقاء .. انا إنسان يا... مسكين .. والف مسكين هذا الإنسان أحب إلى نفسه .. ذاته . فكان الحب المريض الاهوج وقدس هيكله الفارغ فكان الشبح من نصيبه وحين يسأله سائل ؟؟ يرغى ويزبد .. فليس من حق غيره ان يسأله . مسكين.. والف مسكين هذا الإنسان يرى في ذاته الكمال .. الكمال بكل صوره ولو أنه وحين يعرف نفسه حقيقتها التي نما منها .. إليها .. اصله الذي أوجد منه في ضعف لا تجد من أعماقه .. أعماقه المجنونة غير هذا الصدي ..... أنا إنسان ... يعرف الخير ولكنه يحب الذات في حب الذات تتلاشى بوارق الخير .. تجده الإنسان الطيب مع الفقر .وعند الحاجة .. وتجده الملك المرهف المشاعر فوق بساط الألم عند حرقة الأنفاس... حين يلم به ألم يتقمص الغول شكلا وحقيقة يمتص دماء البؤساء ويمتص البقايا من أنفاسه لا ..لا .. والف لا يا إنسان أبدا لن تكون ذلك الجبار ... ولن تكون ذلك العملاق ... ولن تكون ذلك المخلوق الصالح الذي أوجدت من أجله لن تكون وفي نفسك الغرور .. الخيلاء .. البطش .. وامتهان الضعفاء من البشر ..انك إنسان .. إنسان حي .. حتى حكمك الحب .. الرحمة ..الإيثار .. العدالة .. متى قدست الحياة الإنسانية الرحيمة .. أيها الإنسان ؟.
|
|
|
|
|
|
|
|
|