|
أجنــدة بيضــاء
|
أقلّب صفحات أجندتي، وتتقلب الذكرى فيني مع كل اسم وكل رقمٍ صديق.. ملأى أجندتي بالأسماء، فارغة حياتي منها. أحاول أن أتأكد إن كانوا فعلاً في حياتي أم أنها أسماء وهمية، وأحاول أن أمسك بأوقات .. ضحكات .. وشقاوة تتساقط عليّ من زمنٍ مضى؛ لتعكر رتابة زمن حاضر .. نهله التي تزوجت .. امتنان الهادئة .. معاوية اللطيف .. عبد الله المشاغب .. مجدي الحنون ... هالة التي تقرأني بعمق .. محمد .. حافظ .. إيمان والقائمة تطول ولا تنتهي عند نور عيني هدى .. من بين هذه الأسماء الحبيبة المكتوبة بلون مميز، قفز اسمك ورقم هاتفك الذي لم احتاج يوماً إلى الرجوع إليه .. ولا أدرى الآن لمَ كتبته رغم أني تلقفته من بين شفتيك وأودعته ذاكرتي ..! أرأيت أنك تغلغلت في كل ما يخصني حتى أصدقائي ...؟
أذكر غضبك وتذمرك ونظراتك العاتبة عندما يستولوا على كل وقتي وكل اهتمامي كما كنت تقول، ولا يتركون لك سوى فتات الوقت .. - أيُّها المجنون أتظن أنك على هامشي .. أو ملحق على خارطة أوقاتي ..؟ - ما أنا أكيد منه أنكِ حياتي ..! تفرق الأصدقاء، وصار كل الوقت .. كل الاهتمام .. كل الشوق .. كل الاحتياج .. وكل الحب لك .. فماذا فعلت...؟ الآن أقلِّب الصفحات علّني أجد اسماً خبيئاً .. أو مهملاً .. أو منسياً .. أشعر أن حمم الكلام التي تمور بين جنباتي تريد أن تنفجر في آذان أحدهم .. أقلِّبها علّني أتعثر بهذا الـ أحد .. تصور أن تبحث في الأجندة لتجد من تحادثه ..؟! أيّ حاجة هذي وأي زمن غادر ..؟! أي وحدة وأيّ خواء ..؟!
أحبك ... ألف مرة عندما تهمس لي: عديني أن تكوني لي وحدي .. وأن أكون أنا فقط من يستأثر بـ كلك ... كنت أتجاوز ما في هذا من أنانية، أراه بإحساس الأنثى .. أفرح ويملأني الرضا .. تبعثر الأصدقاء في الجهات الأربع وما بينها... وتركوني لك .. وتبعثرتُ أنا فيك .. وربما تبخرتُ منك وتركتني لهذا الدوار الذي لا أدري معه إن كنتُ واقفة أم جالسة .. نائمة أم مستيقظة .. مستلقية على جنبي اليمين أم الشمال أو على رأسي .. الدوار الذي لا أدري معه إن كنت على الأرض أم صعدتُ إلى السماء .. تركتني لمرض يصهل فيَّ.. ويركض بجموح في دمي ورأسي ورئتي .. هم .. مضوا إلى حيواتهم .. وحزني أنك غادرت حياتك .. ألم تؤكد أني حياتك ....؟ وذي هي حياتك تحتاجك ولا تجدك .. وتقلصت العلاقة (الحياتية) بيننا من مجمل حياة إلى فعل في الحياة أمارسه بكل الحب والرغبة والشوق، أصبح هو الحياة ونسبة للبعد .. والجغرافيا .. والكرامة .. والكبرياء .. والشياطين، فإن كل ما صار يجمعنا هو هذي الأوراق التي ألثمها بقلمي وتصافحها بعينيك ..
وطالما أحببتهما ..!
بخواء؛؛؛
امـرأة كانت حياتك
|
|
|
|
|
|
|
|
|