ابــن الحــــيـاة .. قصيدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 03:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2004, 04:55 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ابــن الحــــيـاة .. قصيدة

    ابـن الحـــــياة (1)

    في عالـمِ ما قبـلِ الدنيــا كانت قيثـارةْ
    قيثـارةُ عشـقٍ دهــريةْ
    أبدعـها الخـالقُ .. أودعـها أوتـاراً سحــريةْ
    كانت إذ تعـزفُ تنســابُ الآمـالُ فيـوضـاً
    تنسـكـبُ الأحـلامُ الخمــريةْ
    يتـفجــرُ بحـرُ الأشـواقِ
    وتنـداحُ الأمـواجُ الشعــريةْ

    * * *
    صـوّرها في صـورةِ إنســانْ
    أودعـها قـلـبـاً وجــنانْ
    جمّـلها .. كمّـلها .. وتـفـنـنَ في لوحـتـها
    فتبـاركَ من فـنــانْ
    أهـداها عــذبَ الألحـانْ
    كانت إذ تعـزفُ تنسـكبُ خمـورٌ
    تنسـابُ
    وتـنـبـثــقُ نجــومٌ .. وشهــابُ
    وترقـصُ في الطـرقـاتِ كـؤوسٌ ودنـانْ
    كانت تتفجــرُ ألـوانْ

    * * *
    في عالـمِ ما قبـلِ الدنيـا كنـتِ
    فهـل كنـتِ سـوى تـلـك القيثــارةِ
    ذاتِ الأوتـارِ السحــريةْ ؟؟
    سـواكِ الخـالقُ من طيـبِ الصـنـدلْ
    أهـداكِ قـدسـاً يـتـنــزلْ
    ألـبـســكِ ثـوبـاً طـيـفــيـاً
    وحبـاكِ سحــرَ مـلاكٍ مرســلْ
    ثم حـبـلـتِ .. فأنجـبـتِ جـنـيـنـاً محمــوداً
    يتـرعـرعُ في كـنـفِ السـعـــدِ
    وكان بكـل المـنـةِ موعــوداً
    ثم أُمتحـنَ .. فأغــواهُ الشيطـانُ
    فجاءَ إلى الدنيـا مطــروداً

    * * *
    ولـدتـهُ امـرأةٌ أخـرى
    ولـدتـهُ في ليـلةِ قـدرٍ كبـرى
    أُخـوتـهُ أخـذوهُ وألقــوهُ في الجـبْ
    أخـذتـهُ قـافــلةٌ ماضـيةٌ في الـدربْ
    وأقـامـوا مشـنـقـةً .. وصلـيـبـاً
    نـذروهُ لـلـصــلـبْ
    ابـنـُـكِ ما ذاقَ حـنـانَ الأمِّ
    كما الأطـفــالِ
    وما عاشَ الحـُـبْ
    ما رضـعَ لِـبـانَ الفـرحـةِ .. من ثـديٍ ثـرْ
    بل شـرِبَ مِزاجِ عـصيـرَ الـلـوعــةِ
    واليـأسِ المُـرْ
    ويحـاولُ أنْ يتجـرعَ كـوبَ الصـبـرْ
    والـزمـنُ الـعـابـسُ يـمضـي ويـمــرْ
    ويـتـيـمُـكِ ينـمـو .. ينـمـو .. يكـبُــرْ
    والأمـلُ الباهـتُ يأتي ويفـوتْ
    ويـتـيـمُــكِ ينـمـو .. يحـيا ويمـوتْ
    ويكـابـدُ آلامـاً .. وظـلامـاً
    في بطـنِ الحــوتْ
    ما أقسـى أنْ يبقـى الإنســانُ حـبـيـســاً
    في جــوفِ الحــوتْ

    * * *
    مسـكـيـنٌ ابـنـُـكِ مسـكـيـنٌ
    آآآهِ بـلْ أنـتِ المسـكـيـنـةْ
    كـيـفَ تـنـامــيـنَ وطـفـلـُكِ ما عـرفَ الأمـنَ
    وما ألِــفَ سكـيـنـةْ
    كـيـفَ تنـامـيـنَ ومـولودُكِ في عـرضِ البحـرِ
    بغـيرِ شِـراعٍ وسـفـينةْ
    يغـمرهُ البحـرُ .. وتخطفهُ الأمـواجُ
    يقتـلهُ البـردُ .. وتصرعـهُ الأهـواجُ
    يحـلـُمُ بالكـنـفِ الآمـنِ بيـن يديـكْ
    وحفـاوةِ عـيـنـيـكْ
    يحتـاجُ إليكِ .. وما أبعـدَ ما يحتـاجُ
    يسـألُ قارئـةَ الفـنجـانِ
    ويغـشى أصحـابَ الرمـلِ
    ويبحـثُ في عـلـمِ التـنجـيـمِ
    وما قـد توحـي الأبـراجُ
    مسـكـيـنٌ ابنـُكِ ما أصعـبَ ما يحـتاجُ

    * * *
    ولَـكـَمْ يتـمـنـَّى رؤيـاكْ
    يتصورُ لقيـاكِ ويحـلـُمُ بالدفءِ على حضنـِكْ
    يعـلـمُ أنَّ الخـوفَ يـزولُ
    يذوبُ لـدَى أمـنـِكْ
    يتخـيـلُ أنْ قـد عـادَ جـنـيـنـاً .. في بطـنـِكْ
    يتصورُ أنْ قـد وُلـِدَ جـديـداً
    في عـيـنـيـكْ
    يتـوَسـَّّـدُ كـفـيـكِ .. ينـامُ مـلـيـَّا
    يسـبحُ في الحـُبِّ على أمـواجِ الأحـلامِ الكـُحـلـيـةْ
    ويشـاهـدُ أشـرعـةَ وصالٍ .. سـامقةً
    ومراكبَ للعشـقِ جـليةْ
    فيغـادرُ سـاحاتِ المُـدنِ الزائـفةِ
    إلى أفــياءِ المُـدنِ الأصـلـيـةْ

    * * *
    مسـكـيـنٌ ابنـُكِ كـم عـاشَ حـبـيـسَ الغـابةِ
    وفريسـةَ أنيـابِ الوَحـشِ الكاسـرْ
    كـم ذاقَ أوارَ الحـربِ
    وخاضَ غـمارَ المـوتِ الثـائرْ
    واخـتبـرَ نظـاماً دكـتـاتـورياً
    طاغــيةً .. جــائـرْ
    فارتـادَ جـمـيعَ صنـوفِ القهـرِ وألـوانِ الظـلمِ السافـرْ
    كـم عايـشَ جـزئـيـاتِ الزمـنِ الغـابرْ
    وتـوارثَ عـقـلَ معـاشٍ
    خـوافـاً .. محـتالاً .. شـاطرْ
    فاستجـدى أحـلاماً واهـيةً
    وتعـلـقَ بالأمـلِ الفـاتـرْ
    فتعـلـقَ ملءَ الخاطـرْ
    والهـدفُ المنشــودُ بعـيـــدٌ
    يتباعــدُ
    يـزدادُ عــنـاداً .. ويكــابـرْ
    مسـكـيـنٌ ابنـُكِ
    ما أكـثـرَ ما يصبـو .. ويثـابـرْ

    * * *
    يحـلـُمُ أنْ يسـتـنـشـِـقَ موسـيقـاكِ
    ويرشُـفَ عـذبَ الألحـانِ
    يذوقَ عـُصارةَ أوتــارِكْ
    فيذوبَ المـسـتـقـبـلُ في دفءِ الأحضـانِ
    ويحـتـرقَ الماضـي في نـارِكْ
    ابنـُكِ في صمتِ الـلـيـلِ القـاتـمِ
    يستعجـلُ ايـقـاعَ نهـارِكْ
    يتصفـحُ آيـاتِ الآفـاقِ
    ويسـتسـبـرُ أغـوارَ الأعـمــاقِ
    ويسـتـرقُ السـمــعَ
    يتـابعُ آخـرَ أخـبـارِكْ

    * * *
    ابنـُكِ في جـوفِ السجـنِ المظـلمِ
    ما فـتىءَ يعـالجُ أصفـادهْ
    ويحـاولُ أنْ يختـرقَ جـدارَ البـؤسِ
    يقـاومُ جـلادهْ
    ويعـاودُ ســردَ حـكـايـتـهِ للأجــيـالِ
    يؤمـلُ أنْ يـُنـقــذََ أحـفـادهْ
    والزمـنُ العـابسُ يخـتـالُ بطـيـئـاً
    ينشــرُ آمـادهْ
    وتزيـدُ سـيـاطُ الجــلادِ شـراسـةْ
    والطفـلُ المســكينُ يصارعُ حُــراسـهْ
    يترقـبُ شـمـســاً تشـرقُ من عـيـنـيـكِ
    تضـيءُ ظـلامَ الكــونِ وتـشـعـلُ نبـراســهْ

    * * *
    ابنـُكِ قـد عـاشَ سـنـيـنـاً
    معـتـكـفـاً في غــارِ حـِـراءْ
    يـبـتـهـلُ إليـكِ .. فـيحـكي الأشــواقَ
    ويشـكو الضـراءْ
    يحـلـُمُ بالمعـراجِ إلى حضـرةِ عـيـنـيـكِ
    وبالإســراءْ
    يخـشى أنْ يطـلـبـُهُ من كـفــروا بالحـُبِّ
    ويقـبُضُـهُ الأُجَــراءْ
    ابنـُكِ قبـضـوهُ .. شنـقـوهُ ..
    صلبـوهُ أيتـها العـذراءْ

    * * *
    لكنْ من بعـدِ القـتـلِ سيـأتي
    سيعـودُ جـديداً في آنِـكْ
    سـينـالُ وصـالـَكْ
    وسيشــربُ أكــوابَ حـنـانـِكْ
    وسـيـمـلـُكُ دفءَ الأشــواقِ
    يحـوزُ حـرارةَ أحضـانـِكْ
    ويسـافرُ عـبـر الأحـداقِ
    إلى أعـمـاقِ كيانـِكْ
    وسـيـسـبرُ غـورَ الأعـمـاقِ
    يذوقُ عـُصارةَ وجـدانـِكْ
    وفي صفحاتِ كـتـابِ القـلبِ
    وبين دقائـقِ إنسـانـكْ
    سيقرأُ كـلـمــاتِ الحـُــبِّ
    ويسمعُ أعـذبَ ألحـانـِكْ

    * * *
    ابنـُكِ من حـبـلِ الشـنـقِ سـيـأتي
    سيعـودُ جـديداً في أيـامـِكْ
    سينـالُ وصالـَكْ
    وسيتـلو قـرآنَ سـلامـِكْ
    وسيعــزفُ موسيـقـى التحـقـيـقِ
    ويرقـُصُ ايـقاعَ التوفـيـقِ
    على أنغـامـِكْ
    وسـيـمـلـُكُ دفءَ الأحضــانِ
    يحـوزُ حـرارةَ أجـسـامـِكْ
    ويذوقُ عـصيرَ الوجــدانِ
    يفـضُّ دقـائـقَ أخـتـامـِكْ
    ولـَسـوفَ يُغـنـي أُغـنـيـةَ الحُــبِّ
    ويوغـلُ في أعـماقِ القـلـبِ
    يُعانـِقُ أجـمـلَ أحـلامـِكْ
    وسيكـتـُبُ أبيـاتَ قصـيـدتـِهِ الأخـرى
    من إلهـامـِكْ


    عـبـد الله الأمـيـن ـ أبو إيقـان

    (عدل بواسطة abu-eegan on 04-27-2004, 08:35 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
ابــن الحــــيـاة .. قصيدة abu-eegan04-02-04, 04:55 PM
  Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة siddieg derar04-03-04, 10:54 PM
  Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة abu-eegan04-04-04, 04:57 AM
  Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة omdurmani04-04-04, 07:29 AM
    Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة جورج بنيوتي04-04-04, 11:07 AM
      Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة ابو جهينة04-04-04, 12:21 PM
  Re: ابــن الحــــيـاة .. قصيدة abu-eegan04-04-04, 06:41 PM
  Re: ابــن الحــــيـاة .. وقصائد أخرى abu-eegan04-25-04, 05:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de