نحن الان فى الدويم1973 ابى يعمل مدير معهد مبروكة..كانت الصداقة التى تجمع والدى بالعامل او الجناينى تاسمير لها ما يبررها كلاهما كانت اثار الانجليز واضحة عليهما كانا اول من ياتى الى العمل وآخرمن ينصرف..عم تاسمير يقيم فى مبروكةالخضراء,,وهى عبارة عن اكواخ وسط ا اشجار المسكيت..لوحةسريالية للفقر نقشتها يد فنان مبدع..كان ابى يحثنا على زيارة صديقه تاسمير..وفى العصر نمضى ان واخوتى الصغار مدججين بالحلوى لاطفاله..كان يستقبلنا الرجل واسرته المكونةمن زوجته الجميلة واطفال يخطئهم العدد..زوجةتاسمير..امراءة من بنات الحسانية..شعلة من الذكاء والجمال الرصين..كنت اراها وتدهشنى حيويتها واكرامها لنا باحضار العصير فى اكواب تخرج فقط من الفضية فى مثل هذه المناسبات..تدور احاديت مرحة بينها وبين زوجها..وهذا ما يفسر سعادة هذا الرجل الدئمة وغناؤه المستمر اثناء تادية عمله فى قطع الاشجار فى المعهد *********** عندما مريت اليوم على والدى وانا قادم من المدرسة شاهدت تاسمير لاول مرة ساخطا متبرما ومهيض الجناح ووالدى يطيب خاطره..عرفت انه سمح لاحد اقربائه الذى زاره فى الامس باخذ احد ابنائه ليقيم معه فى مدنى..دون علم زوجته..وعندما عرفت زوجته بعد عودتها من المزرعة اصرت على الرحيل فى ليلتها ..الى مدنى لتعود بابنها..وهكذا فعلت *************** لاحقا عادت المراة الامية الذكية بابنها ليعيش معهم الفقر النبيل..وكان هذا موقف...هذه زوجة تاسمير امراة من صلب هذا الشعب العظيم..السودان..البلد الوحيد فى العالم الذى يعيش المواطن العادى فيه بموقف..بينما يعانى السياسى من السقوط المستمر..وفعلا الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه الاقزام كما قال الاستاذ محمود محمد طه ********** يتمحور بعض المكرورين الى اصوات او انغام او اشعار لكن هدير الزمن الدوار يبتلع الزامر والمزمار يتحور بعض المكرورين الى طبل منفوخ لكن ما تبثه الصحف اليومية والحوليات ينساه التاريخ ************* ولكن زوجةتاسمير لم ينسها التاريخ..بل بقيت فى ذاكرة الطفل الاخضر المعدنية لتبعث من جديد باسم ملكة فى رواية الساقية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة