|
الرسالة الثالثة .... فمن يكفر فإن عذاب الحب لشديد
|
تلك الدروب الطويلة تتمدد عبر شراييننا ، تأخذ شكلا دائريا كخيط العنكبوت ، اعتدنا أن نمشيها حفاة بليل مقمر ، القمر لا يغادر ليل حبيبتي ، كل إشعاعة منه هي وهج من ضوئها ،، وعلى صفحة النهر ترتسم ابتسامة أبدية ،، فرح ذاك النهر بجارته التي تؤوينا تحت ظلها ، يطرب لأحاديثنا ، ويغشاه حفيف ورق الشجرة الضخمة ، وشقشقة العصافير ، وحداء المراكبية ، الماء الذي يباهي به النهر أترابه لا دخل له فيه ،، لم يصنع النهر ذاك الماء ، الماء هو صانع النهر ، الماء من نبع ومطر ، والنهر إناء ، مجرد إناء يتسع ويضيق تماما كشراييننا ،، الحب أيضا من عبق وطيب ، وقلوبنا أوعية تتسع وتضيق ، تماما كما النهر ، يحتضن الخير والنماء ، ويدخر لنا الغرق والموت والفناء .. و كل بذرة تحمل النقيضين ، لأن الرب هدانا النجدين ، وجعل لنا قلبا واحدا وقال له كن أحد اثنين ،، إما شاكرا وإما كفورا ،، وكما النجدين من الآلهة ، والماء من الآلهة ، فالحب أيضا من الآلهة ، فمن كفر فإن عذاب الآلهة لشديد ،، النهر يعرف أنه لم يصنع الماء ، لكنه يحمد خالقه ، والماء خلق النهر ، حفره بيديه وأزاح رمله بعيدا ،، بعيدا ، حتى لا يتشبث النهر ببقايا الرمل ،، الماء وعد النهر أن يغسله كل يوم ، فهل يترك من درنه شئ ؟ قيل لا ، قلنا فمن يغسل قلوبنا ، قال الحب أنا لها ،، لكن ماء الحب أحمر ، دم أحمر قان ، يتدفق عبر شراييننا ، يلون نسيجها ويمزقها حين لا تحتمله .. حين نكفر بالحب فإن الآلهة تغضب فتعكر صفو ودادنا ويغادرنا القمر إلى الجهة الأخرى ، تقول الآلهة ما أجريت الدم في عروقكم إلا ليكون نبضا للحب ، لكن الحب لم يجعل لنا ضفتين نحبسه بينهما ، الحب يتدفق والدم يتدفق ، هذا من ذاك ، وذاك من هذا ،، وماء النهر يهب الحياة لأحياء النهر ، أعشابه ، حيتانه ، عقاربه ، ثعابينه ، أفراسه ،، والحب يهب الحياة لأحياء الدم ، كرياته ، هيمقلوبينه ، حديده ، أكاسيده ، ، وكما الماء صانع النهر ، فالحب صانع الدم ،، وموت الصانع موت للمصنوع ، ، النهر يتبتل في محراب الماء ، ينتشي ، يتراقص ، تمرح أمواجه ، تداعب النسمات ، وتلامس شفاه الضفتين ، ونحن نتبتل في محراب الحب ، لأن الدم هو نحن ،فنعيش للحب ، وبالحب ،، نحلم بأعذب الأيام ،الساعات ، اللحظات ، ، وكما النهر يصنع سعادته بيده فينبت الزرع ، ويسقى العطشى ، ويروي الجدب ، فنحن أيضا ، نصنع سعادتنا بأيدينا ، نفتح أحضاننا ، نمد شفاهنا ، نخرج من افواهنا عذبا ، نروي به ظمأ الآخرين ، نعيش الحياة ، نستمتع بالمودة ، ونحتضن الأشواق النبيلة . ومن يكفر فإن عذاب الحب لشديد ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرسالة الثالثة .... فمن يكفر فإن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-27-04, 09:46 AM |
إن عذاب الحب لشديد | Yasir Elsharif | 02-27-04, 11:19 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | Tumadir | 02-27-04, 01:47 PM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-28-04, 08:08 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-27-04, 04:03 PM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | جورج بنيوتي | 02-28-04, 09:04 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-28-04, 09:55 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | شتات | 02-28-04, 03:57 PM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-29-04, 07:55 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | دورنقاس | 02-29-04, 08:04 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | ودقاسم | 02-29-04, 09:16 AM |
Re: إن عذاب الحب لشديد | معتصم دفع الله | 02-29-04, 12:32 PM |
|
|
|