صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 10:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2004, 08:03 PM

maryoud ali

تاريخ التسجيل: 02-15-2004
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا)



    (مانقش) اثيوبي لاجئ قدم الى السودان في بداية الثمانيات، وعاش
    في احدى مدن الشرق التي اشتهرت بهم، ساقه القدروعبر مكاتب معتمدية اللاجئين، حيث اعتاد اللاجئون الوقوف امام المكتب امامهم خيارين، الترحيل الى معسكرات اللاجئين، السيئة بظروفها الغير انسانية، وذلك لان حكومة نميري في ذلك الوقت، تضع يدها على اكثر من 60% من المعونات بدعوى الحرص على توزيعها توزيع عادلا، و تستقطع نفقات و مصاريف المرافق الحكومية، لذلك ما كان يصل للاجئين الا التراب و بعض الحمص، الخيار الثاني للاجئ هو التربص بالقرب من المساجد حيث كانوا يقدمون انفسهم للمصلين حين خروجهم من المسجد، فقد درج اثرياء تلك المدينة تبني بعض الشباب الذكور، في منازلهم او توفير سكن خاص له مع بعض اللاجئين، وهو تقليد حميد،
    اما (مانقش) صديقنا، الذي
    اقترب من باب احد المساجد وساقه حظه الى رجل فاضل(واب)سوداني حكيم، قدم نفسه اليه وهو يتحدث بعربية يمنية محدودة، لانه ينحدر لاقاليم اثيوبيا التي عرفت اليمن، والمدرسين اليمنين، واقليمهم تواجد فيه اقلية اثيوبية مسلمة، لكن (مانقش ) نفسه لم يكن مسلما، مضى(مانقش)مع هذا الاب السوداني، الذي اخذه لابنائه معلنا لهم انه سوف يقيم في بيت الضيوف وطلب منهم محاولة التعرف عليه والتكلم معه باللغة الانجليزية التي يجيدها.
    كنت حينها في نهاية المرحلة الثانوية، و بانجلزيتنا الركيكة ومكسرة، بتاعة محي الدين صابر، تعرفنا على قصته، (فمانقش) طالب في المرحلة الجامعية، لم يكملها، لانه انضم لتنظيم طلابي، لمصادمة نظام منقستو، لانهم احسوا بالظلم الممارس تجاه اقليمهم، بالرغم من الاتجاه الاشتراكي لتنظيمهم الثوري، خرجوا لمعارضة النظام الشيوعي في بلادهم، و عرفت كذلك ان (مانقش) ترك السلاح والغابة وقدم الى السودان، عبر رحلة شاقة جدا و بالاقدام والسير لايام طويلة، لانه اختلف مع قيادة التنظيم الطلابي، في (لتكتيك) ، واذكر انه حين سألنا من معنى كلمة تكتيك بالعربية اجبته فرحا لا يوجد اي اختلاف العربية تستخدم نفس الكلمة، و الحقيقة حينها فقط اكتشفت اننا نستخدم الكلمة الانجليزية و ليسوا هم؟؟؟؟
    كان على (مانقش) ان يهيئ نفسة للحياة في تلك المدينة، التي اسست ثوابت تفرقة في التعامل مع الاثيوبين، منها اللقب العنصري الذي يعرفونه بهم وهو صفة حبشي، و كغيرها من المدن السودانية، فالعقلية العربية الاسلامية التخيرية المنحازة، تفضل النظر الى الحبش و فق الاحاديث الدينية التي تسب الحبش، (كالحبشي اذا جاع سرق واذا شبع زنى) و لامكان للاحاديث التي تمجد النجاشي و فضله على المهاجرين!!! فعقلية الاضطهاد تتخير مقولاتها بلا خجل.
    كان على (مانقش) ان يعد نفسه لمثل هذا المجتمع العدائي، المجتمع الذي يدير و يتربح من تجارة (لدعارة) و الخمور البلدية (العرقي) ، ويعلق كل الفساد في شماعة الوافدين(الحبش)، كانت البلدية تتكسب، ورجال الاعمال الذين يؤجرون البيوت للدعارة يتكسبون، والذين يديرون القوادة في جلب وتصدير النساء، كذلك، والشباب الذين يعملون في مكاتب اللاجئين يستغلون حاجة اللاجئات ورغبتهم للسفر الى العاصمة، يستغلونهم لدفع المال والجسد مقابل استخراج الرخص ليتمكنوا من ركوب باصات السفريات، هذا اذا قدر لهم الانفلات من عساكر التفتيش في نقاط العبور ، فقد كان بعضهم لا يعترف بهذة التراخيص، خاصة اذا كانت المسافرة فتاة من اللاجئين،
    سوق العمل كذلك كان يتيح المهن الشاقة ذات العايد الضعيف جدا، وكنت اتخيل حينها، ان (مانقش) و بلغته وتعليمه نصف الجامعي سوف تنفتح امامه فرص احسن، وذلك حسب عقلية ذلك العمر، ماكنت امتلك مقدرة التبصر في حقيقة ذلك المجتمع العرقي، الذي لا يحب النظر في عين الحبشي حتى لا يرى عورة حقيقته، تهربا من سلالته الحقيقية واسلافه،
    رغم كل ذلك فقد كان ذلك الاب عطوفا وانسانيا مع (مانقش) فكان يعامله معاملة راقية، ولم يقم بتشغيله ليقوم باعباء منزلية او يستفد منه في اداء مهام خدمية خاصة به او باسرته، فقد اصر ان يعامله كضيف مكرم معزز، لم يسئ له في يوم من الايام، ومن يتعامل مع (مانقش) يعرف اخلاقه النبيلة، وكيف كان ينادي زوجة ذلك الرجل الذي آواه (بامي) و (ابي) تخرج حقيقية، ولا انسى كيف كان يمد يديه ليأخذ طعامه، يمد يديه بالطريقة الاثيوبية التي تحمل معنى الوفاء والمحبة والشكر، لا انسي كيف كان يقف امام (امه) السودانية الجديدة وهو يتحدث معها بكل ادب واحترام وتهذيب اصيل، لقد اتيحت لي الفرصة لا تعرف عليه من قرب رغم فارق العمر ذلك الزمان وانا في اواخر المرحلة الثانوية، كان يهتم بالكتب التي اطالعها، دايم التساؤل عن محتواها، وكنت اميل للبحث في كتب السلف ككثير من ابناء الاقاليم المظلومة بحثا عن اجابة في الدين عن الظلم الاجتماعي وتقاسيم المدن في العهد المايوي،ما اثار انتباه (مانقش)، لانه دأب الى الذهاب الى مسجد المدينة، والان فقط، استنتج انه كان يذهب هناك عرفانا لصاحب المنزل، و للامانة لم يطلب منه احد ان يفعل ذلك، ولم يخبر هو شخص انما كان يمشي الى المسجد دون ان يحس به الناس، وقد يكون بحثا عن الدين او خلافه، ما اثار انتباهه اني كنت مولعا بحوار الجمهوريين في الاسواق وكتبهم و اقضي الساعات الطويلة في قراءتها استعدادا لملاقاتهم في المساء، وقمت بتزويده ببعض المعلومات السيئة والمضادة لهم حتى لا ينجرف في سكتهم، وهنا تحولت مهمتي من الصداقة الى الحماية الدينية من الزنادقة حسب ماكنت اراه حينها، ولكن بمرور الزمن لاحظت انه يداوم على حضور حلقات النقاش في السوق، وحاولت ان ابعده عنها لكنه رفض ان يستجيب لمطالباتي، بل اصبح يحضر معه الكتب الجمهورية واتذكر الان كتاب عن الصلاة، و صار يحاورني حوارا صعبا، و لحظت انه كان معجبا بهم وفي طريقتهم في النقاش، فساورني شك فقد يكون هنالك شخص من هؤلاء الزنادقة متخصص في غزو عقول اللاجئين؟؟ و ذهبت معه الى ركن من حلقاتهم، ودهشني انه كان ، يقف في الصفوف الخلفية ولا يعيره اي شخص اهتمام بل لاحظت ان الجمهوريين الواقفين في الركن لا يعرفونه و لا يعرفون اسمه او جنسيته، اضف الى ذلك ان (مانقش) كان صموتا مهذب قليل الكلام مع الاخرين، يتابع بعينين مدربتين على الغابات و ترصد الموت المباغت، لاحظت هذا عندما كان يتابع الاخبار من المذياع الصغير الذي كان دايما ما يحمله معه، يتابع بعقلية ثاقبة، الاخبار قبل شروق الشمس حتى انني، اعرف قدوم الصباح بصوت الراديوو اللغة الاثيوبية المميزة،
    كان (مانقش) يحضر الاركان ولا يسأل ولا يشارك طبعا تهيبا من نبرة المعارضين وانصار السنة وغيرهم الذين كان يغيظهم منظر هذة الاركان المختلفة، ورغم ذلك لم يهدأ لي بال، حتى انني استجوبته بطريقة بوليسية، عن ما اذا كان يعرف منازل الجمهوريين وسألته عن أسماء دون ان اذكر له ماهية اصحابها، كل يوم وبطريقة غير مباشرة، اذكر له اسم عرضا لواحد من الجمهوريين، وكان يجيب بالنفي!!! وكنت اعجب ما الذي شده اليهم وهو لا يجالسهم وهم لايعرفونه؟؟ و حذرتة من التعرف ببعض الاسماء(وهي اسماء بعض الجمهوريين) بحجة انهم غرباء جاؤا من مناطق اخرى؟؟
    وظننت ان المسألة مسألة وقت فسوف ينسى عاجلا ام آجلا؟ والغريب انه لم يكن يرتاد اماكن (العرقي) اوبيوت الدعارة ، او قلب المدينة النابض، حتى ينشغل وينسى،
    و لاانسى طيلة حياتي حينما باغتنى احد الايام وكان ساعتها يعلمني كيف احفظ نشيد ثوري اثيوبي بلغة الامهرا، حين سألني عن معنى( الانسان الكامل)؟؟ فقلت له هو (لنبي محمد)!!ولكني وصقعت حينما اتضح لي انه كان يمتحنني وما كان يبحث عن اجابة، لانه واصل يحدثني و يحاورني بلسان حال الجمهوريين؟؟ واحسستت انه مأسوف عليه لأنه فارق اهل السنة والجماعة، و اصبح يحضر كتبهم بصور منتظمة الى البيت ويقضي فيها الساعات الطويلة دون مساعدتني ، التي تعودها حين كنت اعلمه العربي.
    اصبح (مانقش) صديقا لاركان الجمهوريين دون الانضمام اليهم بصورة رسمية فقد كان لايزال متهيبا من ذلك المجتمع الذي يزفه فيه الاطفال كلما استفردوا به متصايحين (حبشي حبشي قرناتي) والتي لا اعرف معناها حتى الحين؟؟
    ، ما لاحظته ان هنالك بعض الشبه بينه وبين الجمهوريين في تعامله وادبه و اخلاقه؟ لكني لم اساعده او اشجعه او اعرفه بهم بل عمدت لابعاده كل ما تحينت لي الفرصة!!
    خرجت من تلك المدينة لمواصلة دراسة الجامعة وتركته يعمل في مزرعة في اطراف المدينة، غفير و مزارع في نفس الوقت يبتدئ يومه قبل بزوغ الفجر يحمل على كتفة ويحفر و يعرق ويجهد، الى ان قدم مع جموع اللاجئين للهجرة لامريكا حيث تم نقلهم في مجموعات في اوائل المهاجرين ، التقيته في الخرطوم صدفة وهو يعد اوراقة في مكتب المعتمدية في شارع الجامعة، جلست معه في كافتريا ابوجنزير واضحكني بانبهاره بكثافة العربات في الشوارع و كثرة الناس في قلب العاصمة وابدى اندهاشة بكل ذلك، وقلت له فكيف يكون اندهاشك في نيويورك التي سوف يشاهدها بعد اسبوع؟؟؟
    فتح عينيه مستغربا حين علم رأيي في قوانين سبتمبروالحدود والاسلام السياسي الذي كنت ابشربه في مرحلة الثانوي؟؟ وحدثته عن الديمقراطية والحرية و فصل الدين عن الدولة!! وو ضح لي في تلك الجلسة، ان (مانقش) لا يحمل اي افكار دينية وهو اقرب للالحاد من الايمان!!
    لاحقا عرفت انه استقر في(فيرجينيا) و ما زال يراسل ابيه السوداني و الاسرة التي استضافته.








                  

04-18-2004, 08:26 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)

    شكرا عزيزي مريود
    لقد استمتعت بقراءة هذه القصة المليئة بالعبر.
    ما أكثر ما أحس بالخزي، والعار، حين تعبر بذهني الطريقة التي ظللنا ننظر بها إلى جيراننا الأثيوبيين. وكما تفضلت أنت، فإن عقلياتنا الإستعلائية تنتقى النصوص، لتؤكد استعلائها. نحن ننسى أن الأثيوبيين هم شعب عريق تتصل جذوره بسليمان بن داؤد، وببلقيس ملكة سبأ. نحن ننسى أنهم شعب ذو حضارة عريقة، وسمت بعراقتها، مسلكهم. فهم شعب بقي متمدنا، في سلوكه، من حيث الوداعة، والبساطة، رغم تفشي الفقر. كما أننا ننسى، كما تفضلت أيضا، أنهم هم الذين آووا الدعوة الإسلامية، في أيامها الأولى، حين بطش بدعاتها أهلهم، من أثرياء قريش، الذين راعهم أن تساوي الدعوة بينهم، وبين صهيب وبلال. ثم هم أكثر الشعوب حبا لنا، وتعلقا بنا، من بين كل جيراننا. أرجو أن يتغير الحال، ونصحو من هذه الغفلة الطويلة الموبقة
    .
                  

04-18-2004, 11:30 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)

    أخى مريود لك ودى،
    لقد فتحت جرحا كبيرا حينما تتطرقت لأحواننا الأثيوبيين ، فقد عشت بينهم حوالى السنتين، وللاسف الشديد فقد حرمتنى معرفتى باللغة الأنجليزية لحد معقول من اجادة لغتهم الأمهرية التى فيها الكثير من مفردات اللغة العربية ، وقد أنزلت مقالا قبل عدة ايام ، عنوانه(حيوا معى اخواننا الصوماليين وألأثيوبيين ، فالمحبة بيننا بلا طمع)... وان تتخدث عن اثيوبيا تحتاج لزمن طويل ، فأنت تتحدث عن حضارة عتيدة ، وشعب حجمه حوالى 65 مليونا ، وللعلم المسلمين فى اثيوبيا غالبية ، لكن لديهم تسامح دينى خرافى ، تجد ألأم مسيحييه مذهبا معينا والأبن مسبحيا مذهبا آخر والبنت مسلمه .....
    وقد كنا موجودين هناك خلال ما عرف ، بمحاولة أغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك ، ولنا مشاهد وملاحظات سوف ياتى حينها قريبا، لكن يبقى تلك الفتنه أثرت على العلاقة بين الشعبين بصورة لم تحدث من قبل ، ورغم انقشاع بعض السحب والضبابية فلا زال فى القلب بعض من اثار تلك الأيام التى لم يعتاد مثلها الشعبان الشقيقان.
    ومعلومه هامه أخيره ، فالاخوه الأثيوبيين جميعهم او بعض منهم لايحبون ان تناديهم او تصف جنسهم بأنهم (حبش) ، ولا اعرف السبب فى ذلك ن لكنى اشعر البعض يتحسس منها ن لذلك لم اقل الى اى احد منهم طيلة السنتين التى قضيتها (انت حبشى).
                  

04-19-2004, 10:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)

    مريود

    تحية طيبة

    ذكرياتك جميلة، وما يعجبني فيها هو الصدق، حتى في إدانة النفس..
    لقد اعتقدت، من العنوان، أن صديقك الإثيوبي أصبح جمهوريا.. ولكنك في النهاية أكدت أنه أقرب إلى الإلحاد منه إلى الإيمان.. فهل تقصد بأنه كان محايدا عندما كان يحضر أركان النقاش ولكنك رأيت أنه أقرب إلى الجمهوري، لأنك كنت في القطب الآخر؟؟ ثم ظل هو على حياده وتحولت أنت، فظهر لك وكأنه ملحد..

    هل لديك ذكريات عن يوم اغتيال الأستاذ محمود؟؟ وهل المدينة التي تقصدها هي القضارف؟؟ أم كسلا؟؟

    على العموم أنا أشجعك على جمع ذكرياتك ووضعها في كتاب.. وأستئذنك في نقل البوست إلى منبر الفكرة الحر..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-19-2004, 12:17 PM)

                  

04-19-2004, 03:26 PM

maryoud ali

تاريخ التسجيل: 02-15-2004
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: Yasir Elsharif)

    الدكتور النور حمد
    سلامات
    شكري الذي لا نهاية له، لتعليقك و اضافتك
    نعم ان علاقتهم بنا علاقة خاصة، واحس انها اكثر من جوار، فهي علاقة دم و سلالة
    وكلما اري سوداني يتكلم لغتهم حتى اشعر انه يتحدث لغته المنسية،
    حتى هنا في امريكا التقيت واحد منهم صدفة يتكلم عربية السودان، وحكى عن ذكرياته في منطقة ( الصحافة)
    بالخرطوم، واصر ان اعطيه رقم تلفوني، في حين انه لا يملك اي عنوان في المدينة التي اعيش فيها، لانه اتى عابرا
    ويعمل سايق شاحنة للرحلات الطويلة ، ونسيت امره ، بعد مدة ليست بالقصيرة فاجأني بزيارة بعد ان كلمني بالتلفون
    هو وزوجته الامريكية الاصل، واحضر معه (الانجيرا) و(الزغني). وحتى اللحظة تربطنا علاقة اسرية حميمة.
    لك كل الود و لاهلنا الاثيوبين
                  

04-19-2004, 05:54 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)


    .. مريود ..

    استمتعت بقراءة هذا "البوست" أيما استمتاع. فبنفس القدر الذى يجب أن نكشف فيه عن عنصريتنا تجاه أهلنا فى القرن الأفريقى, الأثيوبيين أو الحبش و الأرتريين – و هم ذات نحن السودانيون قبل أن يصيبنا التيه فى دروب "العربسلام" - و بقية أفريقيا, و ما يتعرضون له من نظرة دونية فيما يسمى بالدول العربية, الذى هو ذات ما نتعرض له فيها, يجب أن نكثر ايضا من الكتابة عن أواصر الروابط و الوشائج بيننا و بينهم, و هو ما نجح موضوعك هنا فى سرده بشكل جميل.
    ذلك أنه رغم عيش الأثيوبيين و الأرتريين بين ظهرانينا منذ أمد بعيد, الا أن صورتهم بقيت تحمل ظلالا سلبية فى مخيلة السودانيين بما اختزنته من محمولات الثقافة "العربسلامية" عن "العبد الحبشى", و هو ذات "السودانى", بل "السودانى" لا تحتاج لتقديم لفظة "عبد" عليها فهى تستبطن معنى هذه اللفظة فى مدلولوها العربى بلفظها هكذا منفردة.
    هذا, و لهذه الظلال السلبية, نجد الأمور لا تبدو غير مألوفة لدى السودانيين حين يزف [بضم الياء] العرسان السودانيين الآن على أنغام "الزفة" المصرية, دون أن ترى الدولة "الانقاذية" فى ذلك غزوا ثقافيا يحتاج الى تدخلها, و لكنها تتدخل بعدتها الارهابية و تمنع فرقة غنائية أثيوبية يتيمة تجد رواجا منقطع النظير وسط السودانيين فى حفلات أفراحهم !!.
    و دون تحرير وعى السودانيين الجمعى من اسار الانحياز ضد أنفسهم الذى هو انحيازا ضد الأفريقى "الأسود", فان صورة "الحبشى" السلبية فى هذا الوعى ستظل تطل برأسها بين حين و آخر, و قد يكون نتائجها وخيمة كما فى مقتل الرياضى و الفنان "وليم أندريا", و ان كان الأخير ليس حبشيا عرقا و لكن شكلا, أو هكذا هيأ لمغتاليه.
    و عندما نشأ الخلاف بين أرتريا و اليمن حول جزر "حنيش", أخرجت ثقافة "العربسلام" كل عدتها و عتادها من زخيرة الانحياز ضد "الأحباش", فكنت تقرأ الصحف العربية تسود صفحاتها بالمانشيتات العريضة : "أحفاد أبرهة يغزون الأراضى اليمنية"!!؟ .. هكذا دون أن يغمض للصحفيين "العرب" جفن.
    و يحكى لى شقيقى الأكبر "زهير", الذى أسماه أبى المتيم بالشعر الجاهلى على "زهير بن أبى سلمى", أنه ابان أحداث حرب الخليج الأولى التى وقفت فيها "الانقاذ" مع "العراق", أنه كان يستقل "تاكسى" ليلا الى مكان اقامته و عمله فى صحارى دول الخليج, و ركب فى المقاعد الخلفية "سورى" و "خليجى". فسأل "الخليجى" بصوت مسموع "السورى" عن جنسيته, فقال له: "سورى", فأخذ "الخليجى" يكيل المديح للشعب السورى و يغدقه ثناءا, .. و بعد ذلك مال الى الأمام ناحية شقيقى, ثم صرخ فى أذنه : " أما قوم أبرهة, .. لعنهم الله لعنة واسعة .. وووو " و أخذ يكيل فى السباب. كنت لأشكك فى هذه القصة فيما لو قصت على من شخص آخر, و لكن شقيقى منذ أن وعيت به عاهدت فيه الاستقامة و الصلاة التى أبدا ما توقف عنها, و هو يعلم من باب الايمان, و يتبرأ عن طيب خاطر من, أن "أبرهة" كافر, و لا يحسب نفسه من زمرته.
    دخل قلب شقيقى الروع, فصمت دون أن يرد على هذا "الجلف". فقد يفقد عمله فيما لو نبس ببنت شفه. و لكنى ما كنت لأصمت, مهما كلف الأمر, و الآن أنا سعيد اذ أصبحت أملك الرد المفحم الفصيح اللسان فيما لو سولت نفس أحد "العربان", أينما كانوا, النيل من "الأساود" فى شخص سلفهم "أبرهة", و قد حفظته عن ظهر قلب, كما حفظت [بضم الحاء و تشديد الفاء] عن عمد أشعار "المتنبىء" فى "كافور", و أقبع فى انتظار من يجرؤ من "العربان" لألقنه الدرس الذى يستحقه, بالقول فى وجهه :

    فان كنت تبغى الفخر فى غير كنهه
    فرهط النجاشى منك فى الناس أفخر

    تأبى الجلندى و ابن كسرى و حارث
    و هوذة و القبطى و الشيخ قيصر

    و فاز بها دون الملوك سعادة
    فدام له الملك المنيع الموقر

    لقمان منهم و ابنه و ابن أمه
    و أبرهة الملك الذى ليس ينكر

    غزاكم أبو يكسوم فى أم داركم
    و أنتم كقبص الرمل أو هو أكثر

    و أنتم كطير الماء لما هوى لها
    ببلقعة, حجن المخالب أكدر

    فلو كان غير الله رام دفاعه
    علمت و ذو التجريب بالناس أخبر


    و ما الفخر الا أن تبيتوا ازاءه
    و أنتم قريب ناركم تتسعر

    و يدلف منكم قائد ذو حفيظة
    نكافحه طورا و طورا يدبر

    فاما التى قلتم فتلكم نبوة
    و ليس بكم صون الحرام المستر

    و قلتم لقاح لا نؤدى اتاوة
    فاعطاء أريان من الفر أيسر

    و لو كان فيها رغبة لمتوج
    اذا لأتتها بالمقاول حمير

    و ليس بها مشتى و لا متصيف
    و لا كجؤاثا ماؤها يتفجر

    و لا مرتع للعين أو متقنص
    و لكن تجرا, و التجارة تحقر

    الست كليبيا و أمك نعجة
    لكم فى سمان الضان عار و مفخر

                  

04-19-2004, 04:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)
                  

04-20-2004, 10:37 AM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديقي الاثيوبي الذي اصبح (جمهوريا) (Re: maryoud ali)

    الأستاذ مريود
    شدتني قصة صديقك الأثيوبي، وروايتك لها، المفعمة بالإنسانية.
    وقدَّرت فيك نقد الذات، كما لاحظ أيضاً الأخ الدكتور ياسر الشريف.
    وكما يقول الأخ ياسر إن العنوان يشير إلى أن مانقش أصبح جمهورياً، بينما هو في واقع الأمر أقرب إلى الإلحاد منه إلى الإيمان. مما يجعلني أعتقد بأن ما شدّه إلى الجمهوريين هو هذا السمو بالروح نحو الكمال الإلهي، دون أن يكون بالضرورة معتنقاً لديانة أو مؤمناً بوجود إله.
    وهو في ذلك يشابه، في اعتقادي، تسامي البوذيين نحو الكمال (بلوغ النيرفانا)، رغم إن البوذية لا تعتقد بوجود ذاتٍ عليا.

    لك وللمتداخلين التحايا
    نجاة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de