|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
2- ومن الاسباب التي تزيل الهم والغم، الاحسان الي الخلق بالقول والفعل، وانواع
المعروف. وكلها خير واحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها،
ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، وتميز ان احسانه صادر عن اخلاص واحتساب لثوابه
فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ، ويدفع عنه المكاره باخلاصه
واحتسابه، قال تعالي:
( لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل
ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) سورة النساء الاية 114.
فأخبر تعالي أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه، والخير يجلب الخير، ويدفع الشر،
وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرا عظيما ، ومن جملة الاجر الظيم : زوال الهم والغم
والاكدار ونحوها.
3- ومن اسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الاعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات:
الاشتغال بعمل من الاعمال أو علم من العلوم النافعة، فأنها تلهي القلب عن اشتغاله
بذلك الامر الذي اقلقه، وربما نسي بسبب ذلك الاسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت
نفسه ، وازداد نشاطه، وهذا السبب ايضا مشترك بين المؤمن وغيره، ولكن المؤمن يمتاز
بايمانه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه.
ونواصل بقية الاسباب انشاء الله..........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
4- ومما يدفع به الهم والقلق : اجتماع الفكر كله علي الاهتمام بعمل اليوم الحاضر،
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن في الوقت الماضي، ولهذا استعاذ
النبي صلي الله عليه وسلم من الهم والحزن، فالحزن علي الامور الماضية التي لا يمكن ردها
ولا استدراكها، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل،فيكون العبد بن يومه ، يجمع
جده واجتهاده في اصلاح يومه ووقته الحاضر، فان جمع القلب علي ذلك يوجب تكميل الاعمال،
ويتسلي به العبد عن الهم والحزن.
والنبي صلي الله علي وسلم اذا دعا بدعاء أو أرشد أمته الي دعاء فهو يحث - مع الاستعانة
بالله والطمع في فضله- علي الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله، لأن الدعاء
مقارن للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده،
ويستعينه علي ذلك، كما قال صلي الله عليه وسلم :
( أحرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، واذا أصابك شئ فلا تقل: لو اني فعلت كذا
كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم
فجمع صلي الله عليه وسلم بين الامر بالحرص علي الامور النافعة في كل حال، والاستعانة بالله
وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار ، وبين الاستسلام للامور الماضية النافذة،
ومشاهدة قضاء الله وقدره.
وجعل الامور قسمين:
قسما يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا
يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.
وقسما لا يمكن فيه ذلك ، فهذا يطمئن له العبد ويرضي ويسلم، ولا ريب أن مراعاة هذا
الاصل سبب لسرور وزوال الهم والغم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
5- ومن أكبر الاسباب لانشراح الصدر وطمأنينته :
الأكثار من ذكر الله، فان لذلك تأثيرا عجيبا في أنشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه
قال تعالي: ( ألا بذكر الله تطئن القلوب) سورة الرعد الاية 28
فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
6- وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فان معرفتها والتحدث بها يدفع الله به
الهم والغم، ويحث العبد علي الشكرالذي هو أرفع المراتبوأعلاهاحتي ولو كان العبد في
حالة فقر أو مرض أو غيرهما من انواع البلاي، فانه اذا قابل بين نعم الله عليه التي لا
يحصي لها عد ولا حساب ، وبين ما اصابه من مكروه ، لم يكن للمكروه الي النعم نسبة.
بل المكروه والمصائب اذا ابتلي الله بها العبد ، وأدي فيها وظيفة الصبر والرضي
والتسليم، هانت وطأتها وخفت مؤنتها، وكان تأمل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله
بالقيام بوظيفة الصبر والرضي، يدع الاشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوة أجرها مرارة صبرها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
7- ومن أنفع الاشياء في هذا الموضع : استعمال ما أرشد اليه النبي صلي الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح حيث قال : ( انظروا الي من هو أسفل منكم ولا تنظروا الي من هو
فوقكم فانه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم). رواه البخاري ومسلم.
فان العبد اذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل، راه يفوق جمعا كثيرا من الخلق في
العافية وتوابعها ، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول قلقه وهمه وغمه،
ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هم دونه فيها.
وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية ، رأي ربه قد
أعطاه خيرا كثيرا ودفع عنه شرورا متعددة، ولا شك ان هذا يدفع الهموم والغموم ، ويوجب
الفرح والسرور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
ختاما اخوتي الكرام:
فائدة اولي:
الارشاد الي معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل ، وكل من بينك وبينه علاقة أو
اتصال ، وانه ينبغي ان توطن نفسك علي انه لابد ان يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه،
فاذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والابقاء
علي المحبة، بتذكر ما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة.
وبهذا الاغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.
فائدة ثانية :
وهي زوال الهم والقلق ، وبقاء الصفاء ، والمداومة علي القيام بالحقوق الواجبة
والمستحبة ، وحصول الراحة بين الطرفين، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلي الله
عليه وسلم بل عمد الس عكس القضية فلحظ المساوئ ، وعمي عن المحاسن، فلابد ان يقلق،
ولابد ان يتكدر ما بينه وبين من يتصل من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي علي كل
منهما المحافظة عليها.
والعاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة ، وانها قصيرة جدا فلا ينبغي
له ان يقصرها بالهم والاسترسال مع الاكدار فان ذلك ضد الحياة الصحيحة.
ومن الامور النافعة ان تعرف ان اذية الناس لك وخصوصا في الاقوال السيئة ، لا تضرك، بل
تضرهم الا ان شغلت نفسك في الاهتمام بها ، وسوغت لها ان تملك مشاعرك، فعند ذلك تضرك
كما ضرتهم، فان انت لم تضع لها بالا لم تضرك شيئا.
ومن أنفع الامور لطرد الهم : أن توطن نفسك علي أن لا تطلب الشكر الا من الله، فاذا احسنت
الي من له حق عليك أو من ليس له حق فأعلم أن هذا معاملة منك مع الله، فلا تبال بشكر من
أنعمت عليه، كما قال تعالي في حق خواص خلقه( انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء
ولا شكورا) سورة الانسان الاية 9
تم والحمد لله رب العالمين ونسال الله ان ينفعكم به .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الأخ أسعد لك خالص تحياتي أتمنى أن تجدك أنت ومن معك في أحسن حال. حقيقة البحث عن الحياة السعيدة ديدن كل عاقل ولكن كل يخط طريقه بالطريقة التي يهواها وقد يكون هواه جالبا لتعاسته وهذا معلوم في دنيا المشاهير أكثر من غيرهم. أوافقك تماما فيما ذهبت اليه ونقلته لنا في هذا الركن الجميل؛ وأوافقك أكثر في الذكر " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وفي الذكر لذة لا يعرفها الا من جرب دروبها. والسعادة كلها تكمن في اصلاح القلب وتطهيره مما يكدره . كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير " ألا ان في الجسد مضعة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (رواه الشيخان) فاصلاح القلب يحتاج الى جهد كبير ولكن قبل الاصلاح لابد للفرد منا أن يعرف عيوبه؛ وبعدها يجهد نفسه في اصلاح هذه العيوب القلبية فاذا طهر القلب استقامت حياة الفرد والمجتمع فمعظم ما نراه من فتن ومشاكل مصدرها القلب.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
لك خالص شكري ومحبتى ولكل من مر بهذا الركن العطر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
اللهم صلي على الحبيب المصطفي صلاة بعدد خلقك ياارحم الراحمين اخي اسعد بداية اشكرك على كل كلمه كتبتها وصدقني كنته محتاجه لي كلامك ده من زمن طويل نبهني لي حاجات كتيره مابقول اني ماكنته عارفاها لكن غابت عني في زحمة الحياة لك الشكر الوفير وجراك الله كل خير نوف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاحباب الكرام
في امان الله والله يحفظكم جميعا
واذا كتب لنا اللقاء فسنلتقي انشاء الله في الدار الاخرة في جنة عرضها السموات والارض
اعدت للمتقين.
وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد
وما عندي طلب غير السماح والعفو
اخوكم اسعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. (Re: WaD OmI)
|
اسعد الله ايامك بكل الايمان و الرضاء و التوكل و ايدك بالنصر حيثما حللت اخي الكريم...قد لا تعرف مقدار كلماتك كله و لكن قطعا تدرك لما وضعتها و قد وجدت فيها بلسما لما امر به من ساعات حرجة ...قد أكون اعلمها مسبقا و قد مررت بها كثيرا و لكن ان تذكرها لحظة ظلام العقل هذا ما ينقصنا ...و كثيرا ما تضيق النفس بقدر الله عليها و لكن ..انانيتها في الحصول علي كل شيء وقتما تريد يكون هو الحاجز من ادراك تلك المعاني في وقت حوجتها جزاك الله خيرا و سدد خطاك الي ما يحب و يرضي و جعلك من المقبولين دعواتك
| |
|
|
|
|
|
|
|