|
|
 دولة القانون .. ومحاكمة مرتكبى التعذيب
|
السلام قادم ... تتوفر مساحات على الاقل أكثر إتساعاً مما هو عليه الاَن ... واقع جديد مدعوم بإتفاق يفكك نظام شمولى وشعب متمرس فى الدفاع عن حقوقه والنضال من اجلها . أعرض مذكرتين تعكس حال ما ارتكب من جرم. الأولى أشرف عليها العميد بكرى حسن صالح والثانية نافع على نافع. على حسب علمى يتم الاَن إعداد بعض المذكرات القانونية لتقديمها للمحاكم المختصة بمحاكمة الجرائم المرتكبة ضد الانسانية.... معاً نحو دولة القانون .
السجن العمومى الخرطوم بحري ، 29 يناير 1990م
السيد / رئيس مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى.
بواسطة السيد / مدير سجن العمومى .. المحترمين
بعد التحية ،
الموضوع : شكوى ضد تعذيب معتقل سياسى ومكالبة بالتحقيق.
تم اعتقالى حوالى الساعة الثانية من ظهر الخميس 30 نوفمبر 1989 خارج احدى بوابات جامعة الخرطوم، واقتدت الى مبنى جهاز الأمن الذى حولت منه مساء نفس اليوم وأنا معصوب العينين الى مبنى اتضح لى فيما بعد أنه المقر السابق للجنة الانتخابات ... وقد تعرضت قبل وخلال وبعد الاستجواب فى نفس المساء الى تعذيب بدنى شمل الضرب بالسياط والركل واللكم فى الوجه والرأس وسائر اجزاء الجسم بواسطة اشخاص متمرسين فى تلك المهنة، والى تهديد بالقتل والاساءة وغير ذلك من اشكال التعذيب. بعد ذلك تم تحويلى الى مرحاض صغير مبتل بالماء حيث بقيت لمدة ثلاثة ايام تعرضت خلالها للضرب والاساءة والحرمان من النوم ومن الاغتسال والسواك والوضوء والصلاة لمدة تسعة أيام أخرى.
وفى منتصف ليلة انتقالى من المرحاض الى الحمام اقتدت الى العراء فى الهواء البارد حيث تعرضت لحمام بارد بالماء المثلج تخلله الضرب السياط والاساءة المستمرة. وتم اقتيادى فى فجر الثانى عشر من ديسمبر الى السجن العمومى بالخرطوم بحرى مع 18 من المعتقلين الاَخرين الذين تعرضوا لنفس التعذيب وهم ممن شغلوا مناصب نقابية من قبل. اذكر منهم هاشم محمد احمد نقيب المهندسين، ومحجوب الزبير نائب رئيس اتحاد عام نقابات عمال السودان وصادق شامى احد سكرتيرى نقابة المحامين والدكتور حمودة فتح الرحمن نقيب اطباء النيل الابيض والدكتور طارق اسماعيل الاستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم، حيث تم الكشف علينا بواسطة طبيب السجن وتقديم العلاج اللازم.
ومع أنه لم توجه لى أية اتهامات محددة خلال الاستجواب الذى هدف لانتزاع معلومات بتأثير التعذيب عن اماكن تواجد اشخاص ليس لى معرفة بها، وعن موعد ومكان مزمع للجنة التنفذية للهيئة النقابية لاساتذة جامعة الخرطوم التى لم اكن بين اعضاءها، إلا أننى فهمت من حديث وجهه لى العميد بكرى حسن صالح عضو مجلس قيادة الثورة فى مساء السبت 2 ديسمبر ودون أن يوفر لى فرصة الرد، أنه يعترض على محتوى بعض المواد التى اقوم بتدريسها فى الجامعة، وأنه يتهمنى بالقيام بنشاط معارض للنظام السياسى القائم وأنه على قناعة بأننى اتلقى عقاباً وجزاءاً عادلاً لتلك الجرائم التى لا علم لى بها.
ومن حيث أن التعذيب، بمحاكمة أو بدون محاكمة، لم يرد ذكره لا فى القوانين السارية قبل الثلاثين من يونيو 1989 أو الصادرة بعده، ونسبة لان الناطق الرسمى قد نفى علمه بحدوث مثل هذه الانتهاكات لحقوق الانسان والتى تتنافى مع قيمنا السودانية والانسانية فأنى اكتب لسيادتكم طالباً التحقيق فيما ورد ذكره من وقائع. ويقتضى العدل تقديمى للمحاكمة أن كان هناك اتهام ضدى أو اخلاء سبيلى أن لم يكن هناك اتهام. اما بالنسبة لمحتوى المواد التى اقوم بتدريسها، فلا يفوتنى أن أذكر أن مجلس أساتذة جامعة الخرطوم هو المرجع الوحيد المخول قانوناً بتحديد المناهج والفتوى بشأنها.
فاروق محمد إبراهيم – الأستاذ بجامعة الخرطوم
المعتقل بالسجن العمومى – (كوبر)
صورة الى السيد / العميد بكرى حسن صالح – عضو مجلس قيادة الثورة
صورة الى السيد / النائب العام - صورة للسيد رئيس القضاء
صورة الى السيد / وزير الداخلية – صورة للسيد وزير الثقافة والاعلام
صورة الى مدير جامعة الخرطوم " لعناية مجلس الأساتذ
مذكرة جماعية موجهة لوزير الداخلية
نحن الموقعين ادناه قد تم اعتقالنا من العاصمة القومية ومختلف اقاليم السودان بواسطة اجهزة الأمن المختلفة – وبعد أن عانينا – الامرين من المرور على مختلف حراسات الأمن تم ترحيلنا وايداعنا بسجن كوبر فى تواريخ مختلفة.
أن اعتقالنا لم يتم بواسطة اوامر قضائية مثلما كان يحدث دائماً وذلك يعتبر مخالفاً للاعراف الدولية والاقليمية ولجيمع مواثيق حقوق الانسان التى يلتزم بها السودان. كما أن اساليب الاعتقال والاشكال الشاذة التى تم بها قد تركت اَثارا ً بالغة السوء على أسرنا وخصوصاً عندما يتم الاعتقال فى جنح الظلام وفى الساعات الباكرة من الفجر أزعاجاً للأسر وترويعاً لها مما يجافى تقاليد واخلاق الشعب السودانى.
السيد وزير الداخلية :
نحن المعتقلين بالقسم الداخلى – المستشفى – بسجن كوبر والبالغ عددنا 58 معتقلاً، نعانى منذ اعتقالنا ظروفاً شاذة نلخصها فى الاَتى:-
(1) الحرمان من العلاج المنتظم والفعال بسجن كوبر والسلاح الطبى، هذا العلاج الذى تكتنفه اجراءات معقدة من ادارة السجن وسلطات الأمن. وقد ترتب على هذا التعقيد تأخير علاج الكثير من الحالات الحادة مما سبب اضراراً سيئة وبالغة الخطورة على صحة بعضنا وترك اَثاراً مدمرة على نفسيات الكثير من المعتقلين.
(2) الحرمان من الزيارات المنتظمة للأسر والاقارب والاجراءات المتعسفة التى تتم بها – أجراءات التصديق بالزيارات – مما يدرجها فى خانة المستحيلات للكثيرين منا وتباعد الزيارات النادرة مما يزيد من معاناة أسرنا ويحرمنا من متابعة شئونها وشجونها والوقوف على ما يكتنف حياتهم من امور تستدعى المتابعة. كما أن بعضنا يمارس اعمالاً حرة هى مصدر الرزق الوحيد لأسرته ولا توفر له السبل المعقولة لمتابعة اعماله مع الذين يقومون بادارتها نيابة عنه ناهيك عن الذين تم فصلهم من وظائفهم أو اوقفت مرتباتهم ولا يعملون ماذا تفعل أسرهم من بعدهم.
السيد وزير الداخلية،
هناك من هم فى العقد السابع والسادس من اعمارهم وبيننا من يعانى من امرض تحتاج للمتابعة وتنظيم الأكل والعلاج المنتظم الشئ الذى لا يتوفر مع الأسف.. كل ذلك نعيشه ونعانى منه بالمعتقل. ما يزيد دهشتنا واستغرابنا ما تتناقله أجهزة الاعلام الرسمية من تصرحات بعض المسئولين ونفيهم لوجود معتقلين سياسيين أو نقابيين بسجون السودان، فمن نكون؟ وهل لا تنطبق علينا صفة المعتقلين السياسيين والنقابيين؟ فمن نكون إذن؟ .. ولماذا يستمر اعتقالنا كل هذا الوقت، كما أن أجهزة الدولة دأبت على نفى أن تعذيباً قد وقع على أي معتقل وذهب السيد وزير الاعلام والناطق الرسمى فى نفيه لذلك بأن : التعذيب لم يقع وأنه يتنافى مع الخلق والتقاليد السودانية (كل ذلك يحدث وبيننا من تعرض للتعذيب البدنى والنفسى ولفترات امتدت لأكثر من سبعين يوماً وبأساليب هى حقاً غريبة ومنافية لأخلاق وتقاليد الشعب السودانى التى ارساها عبر نضاله الطويل وترسخت عميقاً فى وجدانه السياسى. هذه الاساليب التى تراوحت بين الضرب بالسياط والركل والسباب بألفاظ نابية بذيئة يترفع اللسان عن ذكرها تعففاً. أضف الى ذلك الطمر فى المياه الباردة والحرمان من قضاء الحاجة لمدة تصل الى يومين. ودخول بعض المعتقلين فى حالات غيبوبة دون أن يسعفوا أو فى أن يتوقف التعذيب، كل ذلك تم فى اماكن مجهولة وغريبة كدورات المياه والغرف الصغيرة المظلمة والتى طوبت نوافذها والحرمان من ضوء الشمس لمدة تصل الى شهرين. كما أن بعض المعتقلين وأثناء تعذيبهم قد سيقوا الى اَبار السيفونات معصوبى الأعين وهددوا بالرمى الى اعماقها. ناهيك عن الصفعات التى تكال اليهم دون حساب صرف النظر عن اعمارهم واقدارهم مما أثر سلباً على مقدراتهم السمعية .. كل هذه الاساليب المنافية لكرامة الانسان والتى لم نكن نتوقع أن تمارس يوماً فى بلادنا قد مورست بالفعل. فإذا لم يكن ذلك تعذيباً ترى كيف يكون التعذيب؟
السيد وزير الداخلية :
بعد كل ما ذكرناه اَنفاً فأننا نضع امامكم مطلبنا العادل وحقنا الدستوري والانسانى فى اطلاق سراحنا فوراً أو تقديمنا وبأسرع فرصة ممكنة للمحاكمة العادلة مع كفالة كافة حقوقنا القانونية فى الدفاع عن انفسنا.
الموقعين :
(1) عبد الرحيم على بقادى (2) عبد الرحمن ضيف الله (3) خالد محمد سليمان (4) السر سيد خطاب (5) قاسم حمد حمد الله (6) صديق زين العابدين عبد الله (7) عبد الرحمن عبد الله سالنتوت ( بابكر إبراهيم محمد (9) محمد عبد القادر هلال (10) محمد عثمان محجوب (11) امانويل دوكو جوزف (12) تون جواج بول (13) بشير حماد عبد الهادى (14) عبد الجليل محمد حسين (15) أنور حسن عباس (16) طه الحاج ادريس كروم (17) شهاب الدين احمد جعفر (1 احمد عبد الله حجازى (19) محمد باشا اقرى (20) سعودى دراج (21) عبد الرحيم سليمان (22) يوسف عبد الله جبريل (23) مامون محمد طه (24) الحاج عثمان محمد (25) مصطفى احمد محمد (26) حذيفة الشيخ (27) محمد بشير عبد الرحمن (2 خيرى عبد الرحمن احمد (29) يوسف عبد الهادى (30) عبد الماجد عيد (31) مبارك اَدم مهاجر (32) بابكر محمد كوكو (33) عبد الرحمن الزين محمد (34) محمد محمد خير (35) عبد القادر نصر (36) احمد عكاشة محمد (37) السيد مختار الفيل (3 عبد المنعم إبراهيم الطاهر (39) عبد الله إبراهيم (40) السر إبراهيم محمد (41) محمد الناير اسماعيل (42) عثملن محمد الأمين (43) بدر التوم على (44) صلاح يوسف العالم (45) عباس محمد السباعى (46) محمد عثمان فضل الله (47) عبد المنعم حسن الزين الجلال (4 كامل عبد الرحمن الشيخ (49) محمد الأمين سليمان (50) احمد محمد احمد حران (51) عبد الرحمن الرشيد (52) إبراهيم احمد حمد النيل (53) عثمان ضوء البيت (54) مبارك حسن فرجون (55) ميرغنى احمد عبد الله (56) إبراهيم الطاهر احمد (57) حسين البلولة حامد (5 جعفر محمد الزين احمد (59) جمعة الأمين احمد .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دولة القانون .. ومحاكمة مرتكبى التعذيب (Re: Ali Mahgoub)
|
الاخ على محجوب
أشد على اياديك
يجب الاننسى وان نكون يقظين ومنتبهين للذين يودون منا ان ننسى , ما حدث كان فظيعا ولا يصدق , يجب ان تكون ذاكرتنا دوما صاحيه ,ما حدث فى فترة هذه الحكومه كان انتهاكا لكل جوهر الاديان السماويه وغير السماويه وكان انتهاكا لكل المواثيق الدوليه وانتهاكا للاعراف السودانيه والانسانيه ,عربد شذاذ الآفاق فى هذه الفتره وكانوا بلا ضمير ولا خلق .
هناك قصص تشيب لها الولدان لم تنشر ولم يفصح عنها بعد , يجب علينا ان نشجع الكتابه والنشر وندفع بكل ذلك ليوم الحساب والقصاص .
احييك مره اخرى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دولة القانون .. ومحاكمة مرتكبى التعذيب (Re: Ali Mahgoub)
|
العزيز محجوب
لك تحيات الورد
اثمن مجهودك عاليايا اخي
استلمت قبل يومين كتاب جديد صدر في القاهرة عن التعذيب في السودان
وهو عبارة عن شهادات حية لبعض الذين تعرضوا للتعذيب واهانة كرامتهم
ساقوم بعرض متواصل لبعض فقراته التي يدمي لها القلب
وساحاول جهدي ارسال نسخة لك ولكل من يهتم بامر الذين تعرضوا للتعذيب على يد جلادي الجبهة القومية الاسلامية.
ولك الود
خالد العبيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: دولة القانون .. ومحاكمة مرتكبى التعذيب (Re: haleem)
|
الأخ علي محجوب..والأخوة المهتمين
سلامات..هذه خطوة جيده في الطريق.ونعمل اليوم علي تجميع إرشيف
يوثق لحالات التعذيب وأرجو من الأخ خالد مدي بالكتاب المشار إليه.
من ناحيتنا هنا في هولندا فقد بدأنا خطوات لتجميع المعلومات حول بعض
حالات التعذيب وسوف نقوم(المجموعة السودانية لضحايا التعذيب-هولندا) بالإتصال ببعض الضحايا لأخذ الموافقة لرفع قضية أمام المحكمة الجنائيةالدولية بالتنسيق مع المجموع السودانية لضحايا التعذيب بالمملكة المتحدة..هذا عمل شاق ويحتاج لجهد متواصل ولكن بتكاتف الجهود سوف نحقق مسعانا وهو تقديم منتهكي حقوق الإنسان في السودان للعدالة..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
wadalzain
خالد العبيد
امبدويات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست