|
حكاية مسلم جنوبي اسمه عيسى كواج
|
ساخنة شمس الظهيرة مثل انتخابات عام 1986م وكنا بحكم السن والتجربة حديثي التجربة بالانتخابات وأجواءها وهيأ لنا حزبنا الشيوعي العظيم جوا فريدا ومعملا حقيقيا لاكتساب التجارب والمعارك . كان بيننا يافع صغير لم يتعد الـ14 ربيعا ولكنه بحكم الموروث القبلي كان يماثلنا في السن لقد كان عيسى كواج من قبيلة الدينكا في جنوبنا الحبيب . كانت مهمته اجتذاب اكبر الأصوات من أبناء الإقليم الجنوبي لصالح مرشحتنا فاطمة احمد إبراهيم مرشحة القوى الاشتراكية بالبراري . منذ ذلك الحين لم التقي عيسى الا عام 1996 ، في إحدى فرندات السوق الافرنجي بالخرطوم كان طويلا ممشوقا مثل أهله ـ وسمينا ـ ولله الحمد مثل ارزقيه الظلام !! ، أسرعت إليه احضنه بالسلام وأنا اهتف ـ عيسى كواج ـ فبادرني ( أنا ما بقيت عيسى أنا الشيخ سليمان !!!!!) فانتفضت قليلا وتأملت وجهه ولاحظت مشروع لحية صغيرة تنمو بازدهار . قلت له .. أسلموك !! قال الحمد لله ، فباغته مثل ما باغتني .. طهروك !!!! ضحك وقال .. يا خالد انت لازم تحكها للآخر .. اسمع هسه أنا مستعجل وتعال لي في المكتب ، أعطاني كرت تعريف ، وقرأت ... ( هيئة مسلمي جنوب السودان ، الشيخ سليمان ) وتحت الاسم اكثر من تلفون وفاكس ورمز بريدي كمان !! . لحسن الحظ فقد كانت مكاتب هذه الهيئة في الرياض بالخرطوم لا يفصلها سوى الشارع من منزلنا الكائن بامتداد ناصر . وذهبت في اليوم الذي حدده لي . دخلت إلى مبنى الهيئة ووجدت بعض أبناء الإقليم الجنوبي في قاعة الانتظار وجلست . بعد نصف الساعة حدثت جلبة في المكان وهب الناس وقوفا كأن أمر جلل حدث ، لقد كان الأمر الجلل ينبئ بوصول الشيخ عيسى إلى المكتب !!! وكنت جالسا في مكاني . لا حظ وجودي وصافحني وأنا مندهش دخل الشيخ إلى مكتبه تتبعه حاشية ، وبعد نصف ساعة جاءني الشيخ شخصيا وقال لي انه لا يستطيع الآن مقابلتي لانه خارج إلى اجتماع ، وطلب مني أن احضر له في المنزل بعد أن أعطاني وصفا دقيقا . وفي المساء ذهبت إليه . حقيقة كان المنزل عاديا جدا في الجريف غرب . وبعد أن دخلت وقبل ان اجلس جيدا فاجأني قائلا : طبعا انت مستغرب أنا بقيت مع الجماعة ديل ، لكن شوف أنا حا أجيب ليك الكلام من الآخر .. قال لي بمكر شوف أنا دخلت معاهم لانو عايز قروش هسة أنا مليونير مش مدرس تعبان ذيك . والبيت ده بتاعي حولنا من بيت الإيجار في ناصر واشتريت البيت ده لي ناس أبوي وهسة أنا ببني بيتي في الطائف !!!! . واكد لي بأنه يضحك على ناس الجبهة وانه لازال مسيحي !! وخرجت من بيته وأنا حزين وتأكدت تماما ان الدين في بلادي اصبح تجارة
|
|
|
|
|
|