اروي يا تاريخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 00:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2004, 02:49 PM

abumoram22


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اروي يا تاريخ

    في شهادة عيان سجلها قلم الكاتبة الصحفية الأميركية,جوديث ميلر, المراسلة السابقة لصحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط,في كتابها الذي أسمته God Hsa Ninety Nine Names ورد وصف لحادثة التنفيذ, جاء فيه:
    كان صباخا مثاليا.بعد سويعات تصبح الخرطوم خانقة .ولكن عند السادسة من صباح18يناير1985 كان الهواء صافيا, وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.
    في غرفتي بفندق الهيلتون,كان الصوت الوحيد هو صوت مكيف الهواء, وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي, وقرأت جريدة الصباح,محاولة الا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بـشياء كثيرة,بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى الي الأقليم في عام 1971, وأنا لم أزل حديثة السن,غير أني ل/ أغط حادثة تنفيذ حكم الأعدام.
    بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر . ساحة سجن كوبر مكستطيلة الشكلوبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين مدير مكتب مجلة تايمز بالقاهرة كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيض فضفاضا, وغطاء للرأس لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده ايذانا لنا بدخو موقف السيارات. فعل ذلك, دون أن يلقي بنظرة ثانية نحوي بالمقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي لوجود امرأة في سيارة في الشرق الأوسط. حفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد،نحو قلب ساحة السجنلنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.
    كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة.أقل في الإرتفاع من حوائط السجنالمبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحاز لا شيء هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكيةحيث يحتسد أصدقاء وأقرباء المحكوم عليهم بالإعدام ،خارج الأسوار،وسط المتظاهرينالذين يحملون الشموع في اللسيل.
    يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة, وبدا أن كثيرا من الحاضرين الذين يقدرون ببضع مئات،يعرفون بعضهم البعض,ظلوا يخيون بعضهم البعضبتحية الإسلام التقليدية"السلام عليكم"ويجيء الرد مرات ومرات"وعليكم السسلام" الرجال ذوو البشرة الداكن، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيلهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث حول حالة الطقس، بشاير محصول تلك السنة،والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان.ورويدا رويدا جلس كل واحد على الرمل،تحت وهج الشمسالتي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دجقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم الساعة العاشرة.
    قبل الزمن المحدد بقليل،قيد محمود محمد طه الى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره،بدا لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه،وبينما الحراس يسرعون به الى الساحة. بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما.سار مرفوع الرأس،وألقى نظرة سريعة على الحشد.عندما رأه الحاضرون،انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم،وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهمنحوه. ولوح قليل منهم بالمصاحف في الهواء.
    تمكنت فقط من التقاط لمحة حخاطفةمن وجه طه،قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذكيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه.كانت عيونه متحدية،وفمه صارما، ولم يبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف.بدأ الحشد في الهتاف،بينما كان مجندان سودانيان يلبسانزيا رملي اللونيضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبه محمود طه، ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده .فجأة تراجع الحراس للوراء،ثم سحبت أرضية المنصة،فاشتد الحبلواهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواءز
    اشتعل الهدير في الساحة"الله أكبر"وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي"الإسلام هو الحل"الرجال الذين امتلأوا حماسةعانقوا وقبلوا بعضهم البعض, أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرح:"أخذت العدالة مجراها"،ثم جثا على ركبتيه،ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية.الحالة الإحتفالية التي جرت من حولي صعقتني وأصابتني بالغثيان،جذبت جمال من كم قميصه،محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان،فقد كنت بالفعل،عاجزة عن النطق.في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي،فانحرف عن موضعه.استشعر جمال الخطر.وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا،ودفعني بحزم صوب المخرج،وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديديةالثقيلة,بدأت الرمال في الثوران والإرتفاع ف] شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي الى المدخل لويت عنقي لألقي نظرةأخيرة على المشنقة.كان الكيس ،وجسد طه لايزالان متدليينعلى الحبل.فتساءلت في نفسي متى سينزلونه.
    لدى كثير من السودانين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم،فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام وهي تهمة نفاها طه،وأصر حتى النهايةأنه ليس مهرطقا،أو مرتدا عن الإسلام،وإنما مصلح ديني،ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية"قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف,أحسست أنا أيضا أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص يتعلق بقناعته الدينية وإنما بسبب من نقصهم هم.(انتهت شهادتهاولي عوجدة إن شاء الله لبحث الأسباب و الدفوافع وراء تصفيته الجسدية)








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de