|
|
 صلاح ادريس يوظف الته الاعلامية ..ويكشف سر علاقته باتفاق جدة قبل مواجهة طه
|
مرارات
لقاء القاهرة كانت محطة بارزة من محطات العلاقة بين الحكومة والمعارضة تماماً مثلما كان لقاء أسمرا
فلاش باك
قلت أن حالاتٍ من التباعد، والتنافر والتباغض، كانت تخيِّم بين الحين والآخر على أجواء العلاقة بين الفريق البشير رئيس الجمهورية والسيد محمد عثمان الميرغني، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وذلك على المستويين الشخصي والرسمي أو المؤسسي.
ورغم أنَّ الرجلين، الفريق البشير والسيد محمد عثمان الميرغني، يتمتعان بقدر كبير من سماحة النفس وسعة الأفق والإدراك مما كان يمكنهما، فى العادة، على تجاوز ما يحدثه غبار العراك اليومي، والخلاف القائم، من تعكيرٍ لأىِّ صفوٍ أسسه لقاء أسمرا الشهير بينهما، إلاَّ أنَّه قد كان طبيعياً أن تنفلت الأمور بينهما إلى القطيعة، أو ما يشبهها جراء ما كان يصبُّه البعض هنا وهناك من زيت على النار أو من سائل شديد الاشتعال على ما بين الاثنين من شرر.
وكان الأخ الفريق البشير، ومن باب حاكمية المؤسسة، يؤكد دائماً على مرجعية المؤسسة التى يعمل من خلالها وكنت كثيراً ما أحاصره ببعض الأسئلة رغبة فى الاستحواذ على موقف متقدم منه لكننى كنت أتوقف وأفكُّ الحصار احتراماً وتقديراً لمبدئه فى التشاور والرجوع لمؤسسته والتى كنت أعرف تماماً، من تلميح الأخ الرئيس وتصريحه، بأنَّ الأخ الأستاذ على عثمان محمد طه، نائبه الأول، هو الأقرب والأهم لفتح مغاليق الأمور.
وذات يوم طلب منى الأخ الفريق البشير أن ألقى الأخ الأستاذ علي عثمان، النائب الأول، لأطلعه على ماجرى وما سيجرى فكان لقائى بالأخ النائب الأول والذى استمر تعاملى معه حملاً للرسائل بينه وبين السيد الميرغني وردماً لأية هوَّة ماثلة ومعالجة لكل أسباب الأخطار الغائبة.
الرجل التنظيم
والأخ الأستاذ علي عثمان رجل ذو قدر كبير من التنظيم والانضباط الفكري والعملي ويحسن ترتيب أفكاره وتوضيح مواقفه بدرجة عالية وهو يتمتع بقدر عظيم من الصبر والمجاهدة وهذه نقطة مهمة لكل من يريد التصدى لعمل تفاوضى إذ أن الصبر والمجاهدة والمثابرة مفاتيح نجاح مهمة إذ أنها تشيع فى أجواء النقاش أسباب الهدوء والطمأنينة وتبعد أسباب التوتر والإنفعال.
أثمرت لقاءاتى مع الأخ النائب الأول والرسائل المتبادلة بينه وبين السيد الميرغني إلى توافر ظروف منطقية للقاء يتم بينهما ليدفع ماتمَّ بينهما من تقارب إلى الأمام لأن اللقاء المباشر بين الناس عادة ما يثمر ثماراً طيبة يزيل معها كل ما علق فى النفوس من مرارات، وكان لقاء القاهرة بين الأخ النائب الأول والسيد الميرغني نقطة مهمة فى تطور العلاقة بينهما، أيضاً على المستويين الشخصي والمؤسسي.
وكان الأخ النائب الأول كبيراً وكريماً وهو يبادر بزيارة السيد الميرغني فى داره التي لم تكن بعيدة عن مقر إقامة السيد النائب الأول فى ضاحية مصر الجديدة لكن البعد الحقيقي قد كان فى تعقيدات البروتوكول وترتيب اللقاء الذي كانت خياراته بالغة التعقيد إذ تراوحت بين أن يكون مكانه فى مقر السفارة السودانية بالقاهرة، ومعلوم أن هذا أمر يثير بعض الحساسية لدى البعض أو أن يكون اللقاء زيارة يقوم بها أحدهما للآخر. والواقع أننى لم أكن قد أثرت هذا الأمر فى الخرطوم وأنا أرتب مع الأخ النائب الأول أمر اللقاء ولكننى وحينما كنت أناقشه فى القاهرة فاجأنى، وأسعدنى، بمبادرته الطيبة التى أسعدت السيد الميرغني وكان لابد له من أن يردها فزار السيد النائب الأول صباح اليوم التالى بمقر إقامته ليتناول الإفطار معه.
المحصلة
أردت من استعراض أمر هذه المبادرة وردِّها أن أقول أن هناك أموراً تأتى فى عفوية وسماحة وتلقائية ويكون لها ما بعدها من آثار وأبعاد. وأقول أن مبادرة الأخ النائب الأول قد كسرت حواجز نفسية كثيرة وبقيت نائمة فى جدار الذاكرة لأستعيدها فى جدة واتخذها سبباً دافعاً لى لأقترح على السيد الميرغني أن يكون التوقيع على إتفاقية جدة في القنصلية السودانية العامة بمدينة جدة فما تردَّد السيد الميرغني برهة فكانت موافقته فورية وقد انطلق البشر من محيَّاه.
تباعد وتقارب
والواقع أن نفس الإهتزازات والتباعد قد مرت بهما مسيرة العلاقة بين السيد النائب الأول والسيد الميرغني إنما بدرجات أقل إذ ساهم في تخفيف نبرة التوتر وحدَّة ردود الأفعال أنَّ النائب الأول قد نأى بنفسه عن التصريحات الحادة ذات النبرة الهجومية العنيفة والتى واصل فيها الأخ الفريق البشير كلما إحتدم موقف بين الحكومة والمعارضة أو إحتدَّ الصراع.
ولقد ساهم هدوء السيد النائب الأول وبعده عن استخدام الآلة الإعلامية صبَّاً للهجوم على المعارضة وإنتقاد مواقفها، ساعد ذلك على عدم التصعيد وبالتالى الإحتفاظ بالحد الأدنى من العلاقات الانسانية.
كان لقاء القاهرة محطة بارزة من محطات العلاقة بين الحكومة والمعارضة تماماً مثلما كان لقاء أسمرا، إذ أن هذين اللقاءين قد أمَّنا على كل ما تم تبادله من آراء عبر الرسائل الشفاهية التى كنت وسيطاً فيها بينهما.
وفى ذات يوم، وعقب لقاء القاهرة، وفى أجواء محبطة كادت أن تعصف بكل خطوات التقارب فاجأنى السيد الميرغني بأنه على وشك أن ينفض يديه عمَّا بدأه من مسيرة فى طريق الحل السياسي الشامل وذلك لأن إيقاع الخطوات يتباطأ ولا يتناسب مع عظم حجم المشكلة وتداعياتها وآثارها السلبية على الوطن وأهله.
لماذا حدث..؟
كان ذلك نتيجة لموقف الحكومة السالب تجاه إشراك التجمع الوطني الديمقراطي فى محادثات الإيقاد رغم أن الحركة الشعبية، مثلما أبلغت التجمع الذى هى طرف أصيل فيه، بأنها لا تمانع فى إشراك التجمع فى المحادثات.
الواقع أن موقف الحكومة من إشراك التجمع لم يكن واضحاً بالدرجة الكافية ولعلَّ الإخوة فى الحركة الشعبية قد استفادوا من غموض موقف الحكومة فآثروا أنهم موافقون على إشراك التجمع، ربما، لأنهم يعرفون موقف الحكومة.
ومن تساؤلاتى ومحاولات معرفة واستجلاء موقف الحكومة قال لى الأخ الفريق البشير ذات مرة أن هناك عقبات موضوعية واجرائية تحول دون دخول التجمع إذ أن مبادرة الإيقاد أطرافها أربعة أثنان منهم هم الحكومة والحركة والآخران هما دول الإيقاد وأصدقاء الإيقاد وهذا يعنى أن دخول طرفٍ، أو أطراف أخرى، يتطلب موافقة دول الإيقاد وأصدقائها.
أما الأخ الدكتور مصطفى عثمان وزير الخارجية، فقد قال لى بأن الحكومة لا تمانع فى دخول التجمع شريكاً فى التفاوض وأنه كان قد اتفق مع الاخوة فى الحركة على أن يقدموا مقترحهم باضافة التجمع للمفاوضات، وذلك حينما كان الأخ الدكتور مصطفى رئيساً لفريق التفاوض، ووعد بالموافقة على مقترحهم. وقد أعاد الأخ الدكتور مصطفى هذا القول وأكده حينما زار السيد الميرغني فى مقر إقامته بالقاهرة ولكن يبدو أن السيد الميرغني قد كان متشرباً بموقف الحركة بدرجة كبيرة وكان أن وعده الدكتور ببعض الوثائق التى تؤكد ما ذهب إليه.
انا ومنصور واخرين
أما أنا فقد كنت، ومازلت، أحسب ألاّ مكان للتجمع فى ميشاكوس أو الإيقاد وذلك لأن مبادرة الإيقاد تختص بمشكلة الجنوب فقط وهذا أمر كان مدار حديث طويل فى مجلس ضمَّنا بجدة بحضور الاخوة الدكتور منصور خالد والأساتذة السر عثمان الطيب ومحمد الحسن سالم «حميد» والمكاشفى محمد بخيت وياسر عبدالفتاح وذلك فى أعقاب توقيع إتفاق أو برتوكول مشاكوس فى يوليو 2002م.
كان الأخ الدكتور منصور خالد يدفع بأن إتفاق مشاكوس، ومبادرة الإيقاد، انما جاءت لحل مشكلة عموم السودان وكنت أقول بغير ذلك وحسبما أوضحته فى الأسطر السابقة بأنها موجهة لمشكلة الجنوب فقط وعبثاً حاول الأخ الدكتور منصور إقناعنا بما حوته مبادئ المبادرة من توجهات ترسى للديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان إذ سألته سؤالاً محدداً عما يحدث إن لم يتم تنفيذ وتطبيق تلك المبادئ ليجيبنا الدكتور منصور بقوله أنه حينذاك يحق للجنوب أن ينفصل فكان ذلك إقرار منه بأن المبادرة تستهدف الجنوب.
كنت أقول بذلك للسيد الميرغني وأزيد عليه أنه لا يحسن بالتجمع إلا أن يستهدف عملاً كبيراً ليحل به مشكلة السودان الكبرى والأساسية وزودته، وزودت الأخ النائب الأول، بنتائج دراسة قمت بها مقارناً بين مقررات مؤتمر القضايا المصيرية المنعقد فى أسمرا عام 95 والدستور الذى أجيز فى عام 1998م «تجدونها في مكان آخر من الاستراحة» وما جعلنى أقوم بتلك الدراسة المقارنة هو أنه فى حين أن مقررات مؤتمر القضايا المصيرية قد مثَّل أدبيات ومطالب التجمع الوطني الديمقراطي المعارض فإن الدستور قد مثَّل أدبيات ومطالب الحكومة. والغريب والمدهش حقاً قد كان أن الدستور قد أعطى الناس أكثر مما طالب به التجمع لتبقى المعضلة الأساسية فى أمر آخر ومن هنا جاء التفكير فى الحل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح ادريس يوظف الته الاعلامية ..ويكشف سر علاقته باتفاق جدة قبل مواجه (Re: الكيك)
|
| Quote: كنت أقول بذلك للسيد الميرغني وأزيد عليه أنه لا يحسن بالتجمع إلا أن يستهدف عملاً كبيراً ليحل به مشكلة السودان الكبرى والأساسية وزودته، وزودت الأخ النائب الأول، بنتائج دراسة قمت بها مقارناً بين مقررات مؤتمر القضايا المصيرية المنعقد فى أسمرا عام 95 والدستور الذى أجيز فى عام 1998م «تجدونها في مكان آخر من الاستراحة» وما جعلنى أقوم بتلك الدراسة المقارنة هو أنه فى حين أن مقررات مؤتمر القضايا المصيرية قد مثَّل أدبيات ومطالب التجمع الوطني الديمقراطي المعارض فإن الدستور قد مثَّل أدبيات ومطالب الحكومة. والغريب والمدهش حقاً قد كان أن الدستور قد أعطى الناس أكثر مما طالب به التجمع لتبقى المعضلة الأساسية فى أمر آخر ومن هنا جاء التفكير فى الحل |
هذا هي قمة الانتهازية, وتاريخياً الأحزاب الطائفية كانت وما زالت مرتعاً للانتهازية الفاضحة. والمدعو صلاح إدريس هو قمة الانتهازية ألان في السودان.
Deng.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاح ادريس يوظف الته الاعلامية ..ويكشف سر علاقته باتفاق جدة قبل مواجه (Re: Deng)
|
شكرا الاخ عادل عثمان
المقال منشور فى الاضواء لصاحبها صلاح ادريس لسان حاله والناطقة باسمه .
شكرا يا دينق يا ملك دائما انت ثورى ومتيقظ ومدرك لمثل هذه الاساليب
طبعا هناك فرق اجتماعى كبير بين الاستاذ طه علي البشير وصلاح ادريس الذى يحاول جس نبض المجتمع السودانى من خلال انتخابات الهلال كاكبر نادى اجتماعى رياضى فى السودان واختار المواجهة مع طه لانه فى قممة المجتمع السودانى احتراما ...فاذا فاز وقدر له الله ذلك بعد كل هذا الجهد والصرف المالي علي الاعوان والمحاسيب لا شك سوف يعتقد اانه اصبح فوق طه واكثر احتراماونجومية فى المجتمع وعلي الاقل فى فى هذه الحالة يطمئن ان امواله التى صرفها ليحسن بها وجههه وسمعته من شبهة غسيل الاموال لم تضع هدرا ..
فى المقابل طه لن يخسر شيئا اذا فاز صلاح ادريس بامواله وتسلم ادرة الهلال فالتهمة لصلاح ادريس سوف تظل معلقة بانه فاز بامواله وليس باحترام الناس له لان الناس تعلم ان صلاح ادريس انما ينفق امواله لارضاء الناس حوله .
واريد ان اطمئنك يا دينق ان السودانى مهما اعطيته لن يبيع صوته ممكن ياخذ من صلاح ادريس ما يريد ولكن لحظة حساب الضمير عند باب الصندوق تدفعه بقوة نحو الصحيح حيث لا يصح الا الصحيح .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الكيك
Adil Osman
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست