|
Re: حتي لا تتحول جامعة الخرطوم الي مقبرة اكاديمية و فكرية (Re: Salih Merghani)
|
مواصلة للنقاش حول التدني الثقافي الذي تشهده جامعة الخرطوم انشر مساهمة الصديق محمد محمود قاسم و هو من خريجي الجامعة العتيقين الذين خبروا دروبها و نشاطها ، اني اتمني ان يجد موضع مساحة جيدة من النقاش في هذا الوقت الذي يغرق فيه البورد وسط زخم التنابذ اللغوي و المهاترات الطفولية.
محمد محمود ارجوا ان تتواصل اسهماتك كلمل سنح لك الوقت
حول التدني الاكاديمى والثقافي لطالب جامعة الخرطوم
رغما عن اننى لست عضوا في البوست إلا انه من ضمن المواقع التي أحرص على زيارته متى ما سنحت لي الفرصة للدخول الى شبكة الانترنت. على الأقل لأرى كيف يفكر السودانيون المهجرون إلى جميع دول العالم. من المفاجآت الجميلة التى صادفتني مساهمة الصديق صالح ميرغنى والتي وكعهدي به دائما غلب عليها الطابع الاكاديمى المنهجي الذي لا يرضى بغير الكمال . الأول دائما وما عدا ذلك جميعه إخفاق حسبما يعتقد . كذلك وجدت مساهمة العزيزة أميرة جميلة كانت ذات كلمات رصينة متوازنة لا تجلب لها لوما ولا عتابا سواء من اتفق معها رأيا أو فكرا أو اختلف فكرا وتلك ملكة لكم تمنيتها دونما جدوى . وحتى لا أغرقكم وأغرق معكم في التأملات أقول أنه أثار الموضوع اهتمامي من جانبين :- 1- تدنى المستوى الأكاديمي والثقافي لطالب جامعة الخرطوم بالقدر الذي تبلغ فيه تيارات السلف ذلك الشأو من الحضور السياسي والجماهيري ,أصر على الربط بين الظاهرتين. 2- الربط بين هذا التدني ومستوى إلمام طالب جامعة الخرطوم باللغة الإنجليزية وليكن مدخلي لنقاش قضية التدني المبتغى الإسهام في تلمس الحلول لها .
يقول الفيلسوف العلامة جوتة قد يتحدث الإنسان أكثر من لغة ولكنه لا يعيش إلا بلغة واحدة حينما قرأت مساهمة أميرة لا أخفيكم قد تملكني بعض الغيظ أعرف أننى غير محق فيه - أن تأتى طالبة الجامعة الأمريكية تلك لتتحدث عن ضعف اللغة الإنجليزية لدى طالب الخرطوم كمرادف أو كمثال بين في رأيها على تدنى المستوى الاكاديمى لديه - لا أخفيكم أنه لا يعنيني كثيرا مستوى إنجليزية طالب الدراسات العليا السوداني بقدر ما أنا حريص على مدى إلمام ذلك الطالب بقضايا النتمية والتطور والأخذ بأسباب النهوض بموارد بلد صنف كواحد من أفقر خمسة دول في العالم تصوروا نحن مع السودان وجيبوتى وبنغلاديش في مركب واحدة رغما عن مائنا وأرضنا ومعادننا. طالب ذو ثقافة وطنية رفيعة معتدة بانتمائها منفتحة على غيرها من ثقافات العالم دون استلاب أو شعور بالدونية. أما أن تكون الإنجليزية لغة العلم المتوجة ومن أراد التعلم عليه إجادتها فذلك فيما يرى المتعصبين أمثالي رأى مل أكثر مما تحتمل أجمل منها القول (( تعلم الإنجليزية أو أي لغة أخرى بالقدر الذي يمكنك من دراسة علم من العلوم مكتوب بتلك اللغة وإن وجدته مترجما بالعربية فكم يكون ذاك جميلا أن تدرسه بالعربية)). قال رجل قد كان له ابلغ الأثر في حياتي وتفكيري (( لا يكون المثقف تقدميا إلا ببلوغه التوافق التام بين الفكر والعاطفة)) أي ألا نفكر مونشفيك و نتحدث بولشفيك كما كان يردد احد أبطال رواية منيف ألان هنا شرق المتوسط مرة أخرى , وأراهنكم جميعا على أن معظم مثقفينا يربطون في لا وعيهم بين مدى إلمام المتحدث بقضايا العلم والعالم ومستوى انجليزيته ,أظن انه قد آن الأوان لكسر هذا الربط القيد على تفكيرنا وأحاسيسنا. يعنى يا أميرة بالعربي كدة الخواجات ديل لمن يعلمونا لغتم بعلمونا معاها عاداتم وتفكيرم ولو ما كنا منتبهين للموضوع دة كويس ما حيكون عندنا اى إسهام وطنى منتمى لهذا الشعب في حل قضاياه وتحقيق أهدافو. ومن هنا يبدأ العلاج حسبما أرى لنسأل انفسنا :- 1- كم من الروابط الإقليمية قد أقامت معرضا عن منطقتها موقعها الجغرافي طبيعتها ثرواتها مشاكلها لهجتها المحلية ... الخ 2- هل داخل جامعة الخرطوم جمعية أو رابطة مهتمة بالموسيقى, التراث , المسرح, الفنون التشكيلية ,السينما, الأدب بأنواعه من قصة ورواية وسيناريو. 3- هل داخل جامعة الخرطوم جمعيات أكاديمية في مجالات الفلسفة الاقتصاد السياسة تتناول هذه المسائل في ندوات وحلقات للنقاش بل هل تدرس تلك المواد أصلا وما هو مستوى تدريسها. إن منهج السلف فكر مغترب عن بلادنا شاء ذلك أهله أم أبوا بعيد عن ديننا الذي وجدنا عليه آباؤنا تلك حقيقة فأنا لم أر تلك العباءة السوداء إلا خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة وكذلك البنطال القصير والنقاب ما كان آباؤنا يعرفونها وليس فى ذلك دعوى جاهلية بل حس وطني وثقافة سودانية. ليس للعلم جنسية ولكن ينبغي أن تكون أهدافه وطنية لصالح شعب, أهل ووطن وإلا كانت ظاهرة الجامعات الخاصة خصوصا في الحقل الطبي والتي انتشرت أيضا في الآونة الأخيرة تنيجة لتدنى مستوى العلم والتعلم في بلادنا حلا وبديلا لجامعاتنا الحكومية حيث اللغة الإنجليزية الرفيعة والمعامل المتطورة والأساتذة الشطار الذين تخرجوا من جامعات الحكومة ولكن لصالح من يتعلم هؤلاء قطعا ليس لصالح فقراء بلادي لأنه وكما قال احد صحفيى بلادي (( مشكلة أن تحكم حكومة غنية شعبا فقيرا وهذا ما نعانيه اليوم بلا مراء)) إذن لابد يل غير علو حس هذا الوطن داخل طلابنا صوت العلم والمعرفة دون خوف أو صك للغفران وليكن هذا المقال ضربة للبداية, الآن داخل جامعة الخرطوم إتحادا يقبل بالبرنامج الوطني لندعمه بثورة ثقافية متزنة من اجل جمعية للمسرح ورابطة للآداب والفنون مجموعة للموسيقى. نهضة معرفية وفكرية ف مجالات الاقتصاد والعلوم والفلسفة. روابط إقليمية لا ينحصر همها في توفير الترحيل لأعضائها للسفر قبيل العيد بل مرآة لمنطقتها والتعريف بها . يا خريجي جامعة الخرطوم لنؤسس صندوقا لدعم تلك المناشط حينها سيعرف الطالب حينها كم بائسة هي مناهجه ومتخلفة وكم هو مظلوم بأستاذه المثقل بهموم الخبز والدواء يومها سيعرف أيضا كيف ينتزع حقه تعليم ومنهج أفضل سواء تحدث حينها الإنجليزية بطلاقة أو ركاكة وشكرا صالح شكر شكرا أميرة الأميرة صدقا. ودمتم
محمد محمود قاسم
|
|
|
|
|
|