|
Re: Rep (Re: sympatico)
|
سيمباتيكو
بتلك الاضاءة نقلت قاريء هذه الصحيفة الاليكترونية الى مساحة جديدة يفتقر اليها خطاب النقد الأدبي السوداني، أعني بذلك الأدب الأفريقي المعاصر. ان ما كتب في اللغتين العربية والانجليزية حول الرواية الأفريقية (وأعني هناكراسة النقد السوداني) يساوي صفرا متواضعا على يسار العدد!لا أنكر أن هنالك محاولات متفرقة هنا وهناك، منها جهد الأديب الراحل جمال محمد أحمد في التعريف بأنماط للمسرح الأفريقي..لكن تلك المحاولات تبقى قطرة في بحر محيط مقارنة بالكم الهائل من الاهتمام بالتناول اليومي للشق العربي في ثقافتنا..ونحن من نحتل مساحة من أفريقيا أكبر من الهموم على القلب هذه الأيام..لكن تلك قصة أخرى!!
أعجبني التعريف بهذا الأديب الصومالي الذي يحتل مكانة سامية اليوم في الرواية العالمية. ولعل من المصادفة- لآ غير- أنني أعد أطروحتي الآن لنيل الدكتوراه من جامعة لندن حول: صورة المرأة في كتابات الطيب صالح السوداني ونورالدين فارح الصومالي The Representation of Women in the Works of Tayeb Salih and Nuruddin Farah.. بحث في الأدب المقارن. (أنبه الى أن الاخوة في الصومال ينطقون الاسم "فارح" وليس فرح!)
ولعل أهم ما يميز رواية فارح أنه -كما وصفته كاتبة افريقية- افضل روائي أفريقي حاول أن ينصف المرأة! وقد انصب مسعاه في تناول قضيتين1) المرأة في مجتمع تطغى عليه ثقافة الرجل (2) تشريح العنف الاجتماعي (في الصومال بصفة خاصة) مشيرا الى أنه يبدأ بالأسرة. وفارح يمثل الحالة الصومالية المسكونة بالبداوة والتنقل في كل رواياته تقريبا..فهو نفسه مارس الترحال ولا يزال على مدى يقارب الثلاثة عقود (يوجد الآن وزوجته وأطفاله في جنوب أفريقيا). ولعل الكتابة بالانجليزية (وقد منحته جوازا الى مساحة عريضة جدا من القرئين) الا انها عزلته عن محيطه المحلي الصومالي، فهو يكتب عن الصومال بلغة لا يعرف عنها المواطن الصومالي العادي شيئا- أعني الانجليزية! وقد قال الناقد الأدبي الأفريقي (أو.آر داثورن): "ما دام الأديب الأفريقي يكتب(في مجتمعه) في لغة لا يتكلمها أو يعرفها أو يكتب بها أحد، فانه في قرننا العشرين يصبح مجرد وكيل لتلك اللغة الأجنبية"! وأظن أن اغتراب فارح في اللغة -رغم عالميته- يبعده حاليا من قارئه المحلي.
التقيت نور الدين فارح مرات قليلة وهو شخص مسكون بالسودان وحبه. ان من الواجب أن نفتح دفتر الأدب الأفريقي الخصب والغني ، وكفانا انكفاء في ثقافتنا التي أرادت لها النخبة على مدى غقود الا أن تكون ثقافة تعرف شقا منها وتنكر شقها الآخر!
فضيلي جماع
|
|
|
|
|
|
|
|
|