|
Re: التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي (Re: almulaomar)
|
Quote: مشكلتنا جميعاً أخي انه كلما كان هناك خلاف في الرأي حول أى مسألة تتصل بالدين أو بالسياسة أو بالنهج الاقتصادي أو حتي بتقييم مسرحية أو فيلم أو أيهما أفضل الهلال أم المريخ كان من الصعب علي الناس ـ عامتهم وعلماءهم ـ ان يناقشوا الأمر في هدوء ودون انفعال ودون سباب وتكفير وتخوين وان يجادلوا بالتي هي أحسن.
إن للبيئة والتنشئة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتنا لذلك ليس بمستغرب ان تجدني في مسلكي الشخصي أتنقل بين حالة الهدوء والاستسلام والتوكل بغتة إلي الإنفجار المدمر. إن عقليتنا لاتقبل النقد ظنا منها أن الناقد الذي يمتدح مأجور والذي يقدح مسعور. |
عزيزي المُلة عمر
الانفعال ناتج عن تشبثنا بالاطر الفكرية الجاهزة مسبقا وعندما تكون كل الاطراف مغلقة الأطر فإن هذا يعنى أن جميع المشاركين فى هكذا حوارات طرشان .
ولعلّنا فى المناقشات التي نخوضها في هذا المنبر او في حياتنا اليومية لا نسأل أنفسنا لماذا لا يفلح (الآخر) فى أن يجعل أى منّا يعدّل من فكره ... عندما يتعلّق الحوار بأطر السمات المكوّنه لقواعد التوجّه الفكرى للطرفين , ولماذا لم يفلح أى منّا فى أن يجعل (الآخر) يحيد عن فكره اللهم فى حالات التحاور الهامشيّ حول قشور وفرعيّات لاتمس صلب التوجّه الفكرى لأى من الطرفين ؟ فان ذلك يعود فى رأيى الى عاملين أساسيين يتحكّمان فى أى حوار متعمّق وفى صميم المذهب الفكرى و هما المناعة الأيديولوجيّة و آليّات وأدوات الرفض المسبق .
يقول كارل بوبر :
"إذا كانت الأبدان تُحبس خلف الأسوار , فإن الإذهان تُحبس خلف الأطر و أولئك الذين يمقتون السجون سيجدون أن تحطيم أسوار سجون أبدانهم أكثر يُسرا من تحطيم أطر أفكارهم ولكن عليهم أن يتذكّروا دائما أن تحرير أفكارهم عند التحاور مع الآخرين لن يتسنّى لهم طالما ظلّت أذهانهم حبيسة أطُرِهِم"
حقيقة للبيئة والتنشئة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتنا كما ذكرت ولكن علينا تصحيح الاخطاء و تعلم نقد ذاتنا ولنعترف بأن تعلم هذه الامور والتعود عليها صعب وعسير. رغم اننا نعيش في وطن بيئته ترفض النقد من جهة، ولا نعرف النقد الذاتي من جهة ثانية. ونحن نربط دائما بين الجزئي والمطلق، ونرفض الاعتراف بالخطأ، لاننا نعتقد بأن الاعتراف بالخطأ يؤدي الى ان ماضيه وحاضره ومستقبله قد اهتز، ونحن نرفض الاعتراف بالخطأ لاننا نرى في ذلك الاعتراف توقيعا على وثيقة الادانة. وعلى الرغم من اننا نقول.. الاعتراف بالخطأ فضيلة، وجل الذي لا يخطئ، فاننا لا نطبق ذلك في حياتنا، ولذلك فلن يكون سهلا ان نجعل من النقد والنقد الذاتي تقاليد راسخة، لاننا بحاجة الى وقت وجهد حتى نتعلمها . ولاننا نعيش في مجتمع ما زال يرفض ان يتقبلها أو يمارسها، ولكننا ورغم ذلك مطالبون بتعلم النقد والنقد الذاتي، فكيف نتعلمهما ونتعود عليهما ؟ ومتي نبداء في ذلك هذا هو مربط الفرس .
|
|
|
|
|
|