و هنا يستشهد "الجاحظ" بشعر نظمه الشاعر "سنيح بن رباح" و هو الزنجى الذى قال فى قصيدة يهجو فيها "جرير": [ فقد نظم "جرير" قصيدة طويلة هجا بها "الأخطل" و قومه من بنى "تغلب" و افتخر فيها بنفسه و بقومه من بنى "كلب" حيث يقول فى مطلعها: حى الغداة برامة الأطلالا رسما تحمل أهله, فأحالا ثم يقول فى البيت السابع و الأربعين: لا تطلبن خؤولة فى تغلب فالزنج أكرم منهم أخوالا و قد اعتبر "سنيح بن رباح" هذا نوعا من التحقير للزنوج و التقليل من شأنهم فهجا "جرير" بقصيدة يقول فيها:
ما بال كلب من كليب سبنا ان لم يوازن حاجبا و عقــــالا ان أمرا جعل المراغة و ابنها مثل الفرزدق جائر قد فـــالا و الزنج لو لاقيتهم فى صفهم لا قيت ثم جحا جحا أبـــطالا فسل ابن عمرو حين رام رماحهم أرأى رماح الزنج ثم طـوالا فجعوا زيادا بابنه و تنازلوا لما دعوا لنزال ثم نــــــزالا و مربطين خيولهم بفنائهم و ربطت حولك شيها و سخـــالا كان ابن ندبة فيكم من نجلنا و خفاف المتحمل الأثقـــــالا و ابنا زبيبة: عنتر و هراسة ما أن نرى فيكم لهم أمثـــال سل ابن جيفر حين رام بلادنا فرأى بغزوتهم عليه خبـــالا و سليك الليث الهزبر اذا عدا و القرم عباس علوك فعـــالا هذا ابن خازم ابن عجلى منهم غلب القبائل نجدة و نـــوالا أبناء كل نجيبة لنجيبة أسد تربب عندها الأشبـــــــالا فلنحن أنجب من كليب خؤولة و لأنت الام منهم أخــــوالا و بنو الحباب مطاعن و مطاعم عند الشتاء اذا تهب شمــالا ]
[ فاذا كان الدافع الذى أغضب "الحيقطان" هو شبه شخصى فان سب الزنج عامة كان الدافع وراء غضب "سنيح", اذ انبرى يشتم "جريرا" فهو عنده "كلب من كليب" ثم يفتخر عليه بالزنج و بقوتهم و بطولاتهم و رماحهم و بأسهم فى القتال و قد ربطوا خيولهم حولهم فيما ربط "جرير" حوله الشياه و السخال. ثم عير "سنيح" العرب و ذكرهم بهزيمة "ابن عمرو" و هو "حفص بن زياد بن عمر العتكى" الذى قتله "رباح شار" الزنجى, كما ذكرهم بهزيمة "ابن جيفر" و هو "النعمان بن جيفر بن عباد بن جيفر بن الجلندى" الذى قتل فى بلاد الزنج, ثم أفتخر "سنيح" برجال سود و بأفعالهم مثل: "خفاف بن ندبة" و الأخوين "عنترة و هراسة" و "السليك بن السلكة" الشاعر الصعلوك صاحب لامية العرب و "عباس بن مرداس" و "عبد الله بن خازم السلمى" و "عمر بن الحباب" و اخوته, ثم افتخر "سنيح" بعموم السود أبناء النجيبات الأبطال فى الحروب, ثم ختم قصيدته بالفخر بنفسه و بقومه و تحقير قوم "جرير". و هى قصيدة تختلف عن قصائد الهجاء المعروفة و تتعداها لتفصح عما بداخل الشاعر الأسود من غضب تجاه من يحاول تحقير السود أو التقليل من شأنهم ].
"طناش": سنعلق على ضعف و سطحية شرح "د. عبد الله محمد الغزالى" على أشعار الزنوج لاحقا. هذا و ندعو القراء لتأمل لفظة خؤولة التى كانت مصدر فخر و اعتزاز فى ذاك الزمان و تحولها لاحقا و الى الآن الى سبة "للأسود": "خال!", و علاقة هذه الخؤولة بالجانب العرقى للعرب الذى يعود الى السيدة الأفريقية "السوداء": "هاجر", فالزنوج أخوال النبى "اسماعيل" و استطرادا أخوال النبى "محمد" "ص", .. و لكن مهلا .. فهناك ما هو أكثر اثارة فى هذا الخصوص يتعلق بنبى الاسلام "محمد" "ص" ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة