|
Re: منى وفيق: الرحيل ... (Re: Ehab Eltayeb)
|
اليوم تعود وأنت تمضغ كلمات إنجليزية ... ماذا عن دفء لغة الضاد؟ !اليوم تعود وأنت تضع عطرا أمريكيا؟! كيف لجسد عربي أن يتعطر بدم فلسطيني !؟ كيف ؟ !
تسألني عن نعومتي الآسرة وشقاوتي الرومانسية .أنت تجهل أنه لم يهمني سوى أن أحتفظ بفلسفتي التي ترفض الإقبار !فلتدرك أن صورتك لم تلكز يوما القناعات الهاجعة في روحي . تمنيت لو أني استطعت ألا أسمح لعلاقتك أن توجعني وأن أحسمها كدكتاتور لا يرحم ، بيد أن قلبي ديموقراطي!
رجلي المنفي أنت ، لكن أبدا لست الوطن !
بعت القدس .. بعت الله .. بعت قرونا من الزهو العربي .. بعت أحلامنا لتشتري مركزك المرموق.. أناقتك و وجاهتك ، ثروتك وربطات عنقك الفرنسية.كم أشفق عليك، فكل هذا لا يعدو أن يكون انتصارات وهمية وأهدافا صغيرة جدا لا علاقة لها بكينونتنا ، بوجودنا ، بحقيقتنا الكبرى: القدس !!
تستفزني نظراتك إلى كرسي المتحرك .. إنها رصاصة غادرة اخترقت ظهري وانفلتت من بين ضلوعي . تسألني عن السبب ؟ لأنني صرخت : القدس عربية!! أتصدق أنه وسام على صدري !وأيم الله إن الحياة لتسري في رجليّ وإن كانتا عاجزتين عن الحراك !! اليوم نتبادل الأدوار، فأنا التي سترحل ، لكن لأكمل المشوار الذي بدأته هنا في وطني .سأنضم إلى جمعية الهلال الأحمر بفلسطين بعد أن درست التمريض . أما أنت فستظل هنا !!يا للانتقال المتحول فمن رئيس لشركة مشروبات غازية ، إلى رئيس لشركة لإنتاج الخمور ، أجود أنواع الخمور. . ها !!
حين رحلت , تركت لي كلمات .وأنا اليوم أترك لك كلمات مولودة من وجع الفصحى، من وجع الجرح. تلتقي اليوم عينانا وكأنك لم تكن يوما بأحلامي .. وكأني لم أكن يوما بأحلامك! أنت اليوم غريب عني .. غريب عن وطنك !
أحبك .. لكن تسكنني امرأة ترفضك .. عدتَ لأرحل .. ووجدتك لأضيعك!!
| |
|
|
|
|