انعقدت بالخرطوم ما بين 18 إلى 20 يناير ندوة "المسلمون وتحديات العصر: السلام والديمقراطية والاشتراكية" في مناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه. وتعاقد على قيام المؤتمر عمادة البحث العلمي لجامعة النيلين بالخرطوم ومركز الدراسات السودانية. وكان منسق الندوة هو الدكتور عبد الله الفكي البشير صاحب "مشروع الفهم الجديد للإسلام" في التعريف بمأثرة المرحوم محمود محمد طه الذي صدر فيه مؤخراً "الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه (1968): الوقائع والمؤامرات والمواقف" (2019). وعقد المؤتمر 10 جلسات عمل وأمّه علماء في الفلسفة وعلوم الإسلام من معظم البلاد العربية وجنوب السودان.
ومرفق مع هذا التعريف بالندوة ملحص لورقتي في الندوة وعنوانها "محمود محمد طه: ثورة رفاعة واللغو الاستعماري".
محمود محمد طه: ثورة رفاعة واللغو الاستعماري عبد الله علي إبراهيم هذه الورقة عود على بدء إلى ثورة رفاعة (1946)، التي قادها الأستاذ المرحوم محمود محمد طه المجدد الديني الذي أعدمه نظام نميري في 1985، لإلغاء قانون سنه الاستعمار لمحاربة ممارسة الخفاض الفرعوني. وبالرغم من أن لطه مقام القداسة بين الليبراليين والتقدميين لوقفته الغراء بوجه الموت يسعى بنور بسمته بين يديه إلا أنه يلقى في نفس الوقت أشد النقد منهم لوقفته "الرجعية" في 1946 ضد قانون قصد لاستنقاذ النساء من هذه العادة البربرية. ولم يغفر له نقاده تلك "الزلة" برغم بذله الاستثنائي المشهود اللاحق لأجل تحرير المرأة. ستجادل الورقة أن هذا الخلط في مساهمة طه الأنثوية ناشئ من نقيضة مؤسفة في الدراسات عن السودان. فالكتابات الجندرية بالغة الحساسية عن الختان الفرعوني، التي طعنت في مشروعية مهمة الاستنقاذ الاستعمارية وممارستها، لم تنجح في التأثير على سردية الحركة الوطنية السودانية. فهذه الحركة ما تزال ممتثلة لدعوة، أو زعم، الاستعمار ترقية الأهالي في سلم الحضارة (مثل إنقاذ نسائهم من مضطهديهم الرجال) التي تحظى بقبول واسع في أوساطها. فهي قد حاربت الاستعمار بلا هوادة ولكنها ثمنت ما عدته أقباساً من الحداثة قبلتها بمنطق العصر الذي هم فيه. والأسوأ أن الأجيال العاقبة للاستقلال، التي فُجعت في وعده، تحن إلى أيام تلك الوصاية الاستعمارية وتشتهي عودتها. تريد الورقة، على بينة من دراسات ما بعد الاستعمار، أن تجسر ما بين الأنثوية السودانية التي تشفع لمثل طه في وقوفه ضد الوصاية الاستعمارية الإنقاذية، ودراسات الحركة الوطنية التي استحسنت حداثة الاستعمار وحاكمت طه بمعاكستها في ثورة رفاعة ، لرد لاعتبار الحداثوي لفكر الأستاذ محمود محمد طه وممارسته. وستنظر الورقة لحداثة الاستعمار، التي تجسدت في مهام مثل استنقاذ نساء الأهالي من جور الذكور، ك"لغو استعماري" كما رأيناه عند الأكاديمي الهندي هومي بهابا. وهو لغو دال على عقم المخاطرة الاستعمارية. فهي مخاطرة خرجت لتحديث العالم لكن تنازعتها من جهة عادة الديمقراطية في البلد المستعمِر (المتربول) وعادة الشوكة بالعصا الغليظة في المستعمَرات من الجهة الأخرى التي اقتضتها ضرورات الإدارة وضبط الأهالي. وستحلل الورقة خطاب الختان الفرعوني في السودان للغاية.
01-25-2020, 02:49 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة