ان الناظر و المتتبع لاداء قنواتنا السودانية خلال الفترة الماضية’ و بمختلف اتجاهاتها و مسمياتها و ملكيتها ’ يلاحظ جنوح الكثير منها نحو استسهال انتاج البرامج و سلق البيض و العواسة التي يمارسها مدراء البرامج الذين لانعلم من اين اتوا ’ اللهم الا ان يكونو مثل من عناه من قال :
جئت لا ادري من اين و لكني اتيت ابصرت قدامي ( قناة) فمشيت كيف جئت ؟ كيف ابصرت طريقي لست ادري و لانحن ندري ايضا ’ يا هذا و تلك. كما ان اعتماد القنوات على المحسوبية و حكاية (ده زولنا) و ( دي بتنا) و صلات الصداقة و المصاهرة و النسب و التي اتت بكوادر ضعيفة للغاية و ان تجملت , و يعوزها كل شئ و ان تكملت ’ و في الواقع فان كثير ممن يمكن ان نطلق عليهم النفايات الفضائية قد حطت رحالها في كثير من القنوات, فاصبحت الرائحة تزكم النفوس و تطيح باهل الابداع الحقيقي خارجا ’ و اهل الوجعة يتالمون و هم يرون بعض النكرات و هي تسرح و تمرح في حيشان القنوات بلا حسيب و لا رقيب’ بعد ان تركوا لها الحبل على الغارب’ فادخلونا في زمان التيه الفضائي السوداني الذي نعيشه حاليا ’ و لا ندري متي ينتهي هذا الدمار و متى يعود اهل الحق الي الديار و يعيدوا تعميرها ’ بعد ان عاث فيها انصاف المواهب و الشلليات فسادا و تحطيما و قضاء على كل جميل:
نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا كلما انبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا و من العجيب حقا ان نرى اشخاصا سقفهم الاقصى هو مذيعي ربط باي حال من الاحوال’ و لكنهم يتبؤاون ارفع المناصب و اهمها ’ و نرى بعض السكرتيرات و اللائي لا يجدن حتى الحديث و هم يتدخلون في الانتاج البرامجي و ( جيبوا ده, و لا ما تجيبوا دي ) و الادهى هو الطاعة العمياء التي يعطيها لهم مديري الغفلة و زمن المهازل و الذي اصبحت فيه الكلاب خيولا مسرجة ’ و بائعي الضمائر رهبانا و وواعظين:
كل بغير مكانه المال عند بخيله و السيف عند جبانه
و كما سال لعاب هؤلاء القوم للمال و اموال الرعايات و جعلهم ينتجون برامج اي كلام و تعتبر خصما على القناة و ليس اضافة لها’ و كذلك استضافة مطربين مكانهم الصحيح هو اقسام النظام العام و محاكم المدينة. و عليه فان جل ما يقدم الان عبر شاشاتنا الحبيبة ليس الا تلوث فضائي و سمعي و بصري و يجب العمل على معالجتة’ باعطاء القوس لبارئها و الخبز لخبازه’ بدلا عن المجاملة و النرجسية و اوهام النجومية التي ضربت اذهان الكثيرين و الكثيرات و صار هوسا و داء لا فكاكا منه الا بالرجوع للمعايير و المقاييس و التي لو طبقناها فعليا’ فلن يصمد الا القليل جدا جدا. هذا و لا تزال العواسة مستمرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة