ظللت طوال حياتي أعاني من التعامل مع البشر لأنني ظللت مباشرا كالسهم ..ذات ما كنا نعانيه في المراهقة مع الفتيات..في ذلك السن كنا نرى الأنثى مخلوقا مقدسا من نور إلهي...نسبة لقلة وسائل الاختلاط مع الأنثيات..فحتى أنثى الكلب كانت تتمتع بعظمة في أعيننا..ولما مرت بنا الأيام اكتشفنا أن المرأة ليست سوى قشرة جميلة فارغة من الداخل حيث يمكن تحريكها يمينا ويسارا ببضع كلمات كاذبة...إلا قلة من النساء الذكيات وهن استثناء من القاعدة ربما من ضمنهن مولانا شيرين. فهي التي قلبت الآية وتعاملت مع البشرية الجاهلة بذكاء حينما قالت لهم ما يثلج صدورهم وهي تعلم أن كلامها فارغ في فارغ.. فليس للنيابة بل ولا حتى حميدتي أن يوقع القصاص إذا تنازل عنه أولياء الدم. فهذه ليست الشريعة الإسلامية فقط إنما النص القانوني أيضا والذي لا اجتهاد معه...بل وليس فقط لا يجوز لوكالة النيابة العامة أن تفعل ذلك بل لا يجوز ذلك حتى للقضاء.. لكن مولانا شيرين قدرت الموقف جيدا وعلمت أن الحديث الصادق سوف يورطها في مشاكل مع مجموعة من الغوغاء الجهلاء الغاضبين...لذلك أسمعتهم ما يسرهم وكما يقول المصري:(هو الكلام بفلوس؟). الكلام ليس بفلوس ، وقد ظل الشعب الغلبان يشتري الكلام من الأنبياء الكذبة طوال عمره منذ الاستقلال وحتى حكومة الحمام الغمران الحمدوكية. ظل الشعب السوداني العاطفي يرقص لكل لحن وكل مطرب صاحب إيقاع صاخب...بدءا من مدعي المهدية وأحفاده ومدعي الولاية الإلهية المراغنة ومدعي العروبية الثورة وخروج الشعب بالملايين في زمن لم يتعد عدد الشعب بضعة ملايين .. خرجوا وعيونهم دامعة بنشوة الفرح عندما زارهم جمال عبد الناصر وبعدها سرق منهم حلفا القديمة ، وأقحم الشعب نفسه في صراع لا ناقة له ولا جمل حقيقة ومجازا. ثم هللو لثورة مايو وبكى محجوب شريف دما وهو يحرض النميري على ضرب أعداء الثورة بالرصاص وتحول كمال الجزولي للحجاج بن يوسف الثقفي وهو يدعوا لقطع الرؤوس..ثم انقلب عليهم النميري ... فهلل الشعب ثم رفع الشعب صوته مكاء وضرب كفيه تصدية فرحا بشريعة مايو ثم بشريعة البشير ثم هاهو يهلل لعلمانية لا يعلم منها رأسا من عقب... مولانا شيرين رحمها الله عرفت طبيعة الشعب الغلبان الذي لا يعرف صالحه من طالحه إلا بحسب ما يأتيه من أنبيائه الكذبة..لذلك ورجغت لهم ورجغة (ورجغتن) أثلجت صدورهم... وأثلجت صدورنا .. وأثلجت صدور كلابنا الأليفة أيضا...فلله درها..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة